وأضاف صفوي، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، يوم الأربعاء 26 نوفمبر (تشرين الثاني): "إسرائيل لن تقبل أبدًا بحلّ الدولتين، لكن إيران يمكنها أن تُظهر أنها لا تسعى إلى تقويض النظام الدولي المعترف به".
وأكد صفوي أن هذا الموقف يعبّر عنه شخصيًا، ولا يعني وجود رغبة رسمية لدى النظام الإيراني للاعتراف بإسرائيل.
وأضافت "فايننشال تايمز"، في تقريرها، أنّ صفوي أُشير إليه بوصفه أستاذًا "لبقًا" في جامعة طهران، وذكرت أنّه "مثل عدد من المثقفين الإيرانيين، يدعو إلى إعادة نظر أساسية في طريقة تفاعل النظام الإيراني مع العالم".
مع ذلك، يرى عدد من المحللين أنّ الحضور الإعلامي المتزايد لشخصيات مثل صفوي، خصوصًا بعد حرب الـ 12 يومًا، هو جزء من خطة منظّمة ومنسّقة من قِبل النظام الإيراني لتقديم صورة مختلفة عن نفسه على المستوى الدولي.
وكان صفوي قد قال، في مقابلة خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، إن اغتيال المرشد الإيراني محتمل، وإن على النظام الإيراني الاستعداد لمثل هذا السيناريو.
خامنئي لن يعترف بإسرائيل
أضاف صفوي، في حواره مع "فايننشال تايمز": "على المدى القصير، لا يمكن لطهران أن تعترف بإسرائيل، لأن هذا جزء من هوية النظام الإيراني. لكن على المدى البعيد، لا أحد يعلم ما قد يحدث."
وأضاف أن الاعتراف بإسرائيل "مستحيل" ما دام المرشد الإيراني، علي خامنئي، في موقع القيادة.
وأكد أن على النظام الإيراني أن يقرر ما إذا كان يريد الوقوف في مواجهة أمن المنطقة والنظام العالمي، أم أنه يتحرك في اتجاه دعمهما.
وذكّر قائلًا: "الصين، رغم انتقادها لأميركا وامتلاكها رؤى تجديدية، تعمل ضمن الأطر المقبولة دوليًا".
هذا وتعارض طهران دائمًا تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة.
وكان المرشد الإيراني، في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، قد شبّه تطبيع العلاقات مع إسرائيل بـ "الرهان على حصان خاسر"، واعتبره مقامرة "محكومة بالهزيمة".
وذكرت "فايننشال تايمز" أنّ "مواقف صفوي، التي لاقت انتشارًا واسعًا في إعلام النظام الإيراني، تعكس نقاشًا أوسع لا يجري علنًا فقط، بل يدور أيضًا بين دوائر سياسية نافذة، حيث يطالب عدد متزايد من "البراغماتيين" بتغييرات جوهرية.
وبحسب التقرير، يعتقد هؤلاء أنّ النظام الإيراني بعد حرب الـ 12 يومًا "يجب أن يخفّف من مبادئه الأيديولوجية المتشددة في العداء لأميركا وإسرائيل، لمنع اندلاع مواجهات مستقبلية".
فائزة هاشمي: على إيران استئناف علاقاتها مع أميركا
جاء في تقرير "فايننشال تايمز" أنّ بعض أبناء مسؤولين بارزين في النظام الإيراني، وموالين له، مثل أحفاد مؤسس النظام، روح الله الخميني، وأبناء الرئيس الأسبق، أكبر هاشمي رفسنجاني، طرحوا مواقف "غير تقليدية" بشأن سياسات النظام الإيراني وضرورة مراجعتها.
قالت فائزة هاشمي، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق، أكبر هاشمي رفسنجاني، في مقابلة مع الصحيفة البريطانية: "برأيي، يجب أن نعيد أولاً العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، ثم نتحاور حول الخلافات، ونسعى وراء مصالحنا الوطنية مثل أي دولة أخرى".
وأضافت: "في الحالة المثالية، يجب أن تتجه إيران نحو نظام علماني. ومع أنّ تحقيق ذلك غير ممكن حاليًا، إلا أنه يجب مع ذلك اتخاذ خطوات جدية وملموسة في اتجاه تغييرات جوهرية."
وتُعدّ فائزة هاشمي من الشخصيات المحسوبة على التيار المعروف بـ "الإصلاحيين" في إيران.
ورغم انتقاداتها للنظام الإيراني، فقد سبق أن أيّدت في مقابلة إمكانية تولّي مجتبی خامنئي، نجل المرشد الإيراني، موقع القيادة، وقالت إنّه "ربما يسلك مسار التحولات الواسعة على غرار محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية".