ويُظهر التقرير الجديد للشركة، الصادر اليوم الثلاثاء 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، كيف أن صادرات النفط الإيرانية، والمشتريات الصينية، وتوسّع "أسطول الظل" تخلق مخاطر جديدة على مالكي السفن والمستأجرين وشركات التأمين والموانئ.
ووفقًا للتقرير، فإن حلقة تجارة "النفط مقابل السلاح" بين بكين وطهران، التي تنبثق من "اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل" المبرم بين البلدين عام 2021، تمكّن النظام الإيراني من تمويل عملياته العسكرية والوكيلة من خلال صادرات نفطية سرّية، وفي الوقت ذاته الحصول على التكنولوجيا العسكرية الصينية.
هذا المسار، رغم تطبيق العقوبات بشكل جزئي، يعزز البنية التجارية للنظام الإيراني في مواجهة العقوبات الدولية، ويُعد تهديدًا خطيرًا للاستقرار الإقليمي ولمصالح الغرب الاستراتيجية.
أهم النتائج المتعلقة بالقطاع البحري
بحسب التقرير، ما تزال صادرات النفط الإيراني الخاضعة للعقوبات مرتفعة، إذ تصدّر طهران يوميًا ما بين 1.5 إلى مليوني برميل، يذهب 80 إلى 90 في المئة منها إلى الصين، بعائدات سنوية تُقدَّر بين 53 و54 مليار دولار.
ويعمل نحو 477 ناقلة نفط في "أسطول الظل" غالبًا بأجهزة تتبع مغلقة، وتتم عمليات نقل النفط فيه من سفينة إلى أخرى، حيث يُباع الخام الإيراني على أنه "ماليزي" ويُنقل إلى المصافي الصينية، خصوصًا في إقليم شاندونغ.
وأفاد التقرير بأن الحرس الثوري الإيراني أبرم في أكتوبر (تشرين الأول) 2025 اتفاقًا مع شركات صينية، منها شركة "هاوكان"، يقضي بتصدير جزء من النفط الإيراني مقابل الحصول على قطع صواريخ وطائرات مسيّرة، من بينها منظومة "HQ-9".
ورغم 19 حزمة عقوبات أميركية استهدفت أكثر من 250 كيانًا وسفينة في عام 2025، لا تزال هذه العمليات مستمرة من خلال المدفوعات باليوان (العملة الصينية)، والمقايضة بالسلع، وشبكات معقدة من الشركات الوهمية.
ويشير التقرير إلى أن نحو 70 في المئة من ناقلات "أسطول الظل" يتجاوز عمرها 15 عامًا، ما يرفع خطر تسرب النفط وحوادث السفن، خاصة في الممرات المزدحمة مثل بحر الصين الجنوبي ومضيق ملقا.
كما أن توسّع "أسطول الظل"، الذي يمثل الآن نحو 10 في المئة من القدرة العالمية لناقلات النفط، يزيد خطر تطبيع خرق القوانين وتفكك نظام الحوكمة في التجارة البحرية.
ووفق التقرير، فقد نفذت الجماعات التابعة للنظام الإيراني، وعلى رأسها الحوثيون، أكثر من 130 هجومًا في البحر الأحمر وخليج عدن باستخدام مكونات صاروخية ومسيّرات وفرتها الصين.
وأشار التقرير إلى أن هذه الهجمات اعتمدت على تقنيات صينية متطورة، ما أدى إلى ارتفاع نسبة نجاحها بنسبة تصل إلى 40 في المئة مقارنة بعام 2023.
وأضاف أن الحرس الثوري الإيراني ووكلاءه قد يستخدمون، كما حدث في احتجاز ناقلة "ستينا إمبرو" في مضيق هرمز عام 2019، أساليب قريبة من القرصنة البحرية لتحقيق أهدافهم.