وأوضح خطيب زاده، الذي يزور بغداد حاليًا، في مقابلة مع برنامج تلفزيوني، أن إسرائيل لم تحقق أهدافها في الحرب الأخيرة، مضيفًا أن تل أبيب "تلقت ردًا قويًا من طهران بعد انتهاكها السيادة الإيرانية".
وأضاف المسؤول الإيراني: "في الحرب الأخيرة واجهنا تحديًا أمنيًا بسبب اغتيال عدد من القادة، لكننا تمكنا خلال ساعات من استعادة السيطرة. وفي الأيام الأولى للحرب، كانت لإيران القدرة على استهداف أي موقع داخل إسرائيل".
وأشار خطيب زاده إلى أن الحرب التي استمرت 12 يومًا غيّرت المعادلات، ولا سيما في الملف النووي، لافتًا إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تكن قادرة على حماية المنشآت النووية الإيرانية خلال تلك الفترة.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد صرّح في وقت سابق بأن طهران "مستعدة لكل الاحتمالات" وتتوقع "أي سلوك عدواني من جانب إسرائيل". وقال، في مقابلة مع قناة "الجزيرة"، يوم السبت الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، إن "إيران اكتسبت خبرة كبيرة من الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، وجربت خلالها صواريخها في معركة حقيقية".
وانتهت الحرب بإعلان وقف إطلاق النار، دون توقيع اتفاق سلام بين الجانبين. ومع ذلك، تشير تقارير وتصريحات رسمية حديثة إلى احتمال تجدد المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل.
ففي الثاني من سبتمبر (أيلول) الماضي، ذكر "المعهد الهندي للدراسات والتحليل الدفاعي" أن الهدنة بين الطرفين "هشة وتوشك على الانهيار"، بينما قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، في 22 أغسطس (آب) الماضي، إن "الحرب بين إيران وإسرائيل لم تنتهِ بعد"، داعيًا إلى البقاء في حالة استعداد دائم.
من جانبه، حذّر المرشد الإيراني، علي خامنئي، في 7 سبتمبر الماضي أيضًا، من أن الوضع الحالي القائم على "لا حرب ولا سلام" يشكّل خطرًا على البلاد، معتبرًا أنه "وضع غير صحي وضار".
وفي الجانب الإسرائيلي، حذّر المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، جاك نيريا، من أن جولة ثانية من الحرب بين تل أبيب وطهران تلوح في الأفق.
كما قال مستشار القائد العام للحرس الثوري، حسين طائب، يوم الأحد 2 نوفمبر: "اليوم جيل الشباب يسألنا: لماذا لا نشتري مزيدًا من الصواريخ؟". وأضاف أن الجيل الجديد يطالب النظام بتعزيز قدراته الدفاعية وتنفيذ عمليات استباقية إذا تبيّن أن "العدو يستعد للهجوم".
وفي المقابل، قال الرئيس السابق لجهاز "الموساد" الإسرائيلي، يوسي كوهين، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية، إنه متأكد من أن إيران لم تعد تُخصّب اليورانيوم حاليًا، معتبرًا ذلك "إنجازًا كبيرًا". وأضاف أن إيران باتت تدرك "قدرة إسرائيل على تدمير منشآتها النووية، والأهم من ذلك، أن إسرائيل قادرة على تكرار تلك الضربات متى شاءت".