جاء ذلك خلال حضور لاريجاني مراسم إحياء ذكرى أحد القادة الإيرانيين القتلى، في طهران، يوم الخميس 23 أكتوبر (تشرين الأول).
وجاءت تصريحات لاريجاني النارية، وهو أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني، علي خامنئي، خلال كلمة ألقاها في مناسبة إحياء ذكرى أحد القادة الإيرانيين، الذين قُتلوا في الحرب الأهلية السورية عام 2015.
ويُعدّ هذا التصعيد في الخطاب من أشدّ التصريحات التي صدرت عن مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، في الأشهر الأخيرة، رغم انتهاء الهجمات الأميركية- الإسرائيلية التي انطلقت اندلعت في يونيو (حزيران) الماضي.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من خطاب للمرشد الإيراني، علي خامنئي، وجّه فيه كلامه مباشرة إلى ترامب قائلاً له إن عليه أن "يواصل أحلامه" بشأن "هراء" تدمير البرنامج النووي الإيراني، في إشارة إلى تصلّب الموقف الإيراني تجاه "العدو الأول"، كما يسميه.
وقال لاريجاني في خطابه: "القول إنك تريد تحقيق السلام من خلال القوة أمر غريب، لأن هتلر قال الشيء نفسه"، في إشارة إلى تصريح ترامب بأن "السلام يتحقق عبر القوة".
وانتقد لاريجاني القمّة، التي عُقدت في منتجع شرم الشيخ المصري في 13 أكتوبر الجاري؛ لإبرام اتفاق وقف إطلاق نار بوساطة أميركية في غزة، واصفًا إياها بأنها "عرض ترامب"، مضيفًا أن الرئيس الأميركي "وصل متأخرًا، وتحدث وحده، ولم يسمح لأحد بالكلام، بل سخر من رؤساء الدول الحاضرين".
وكان ترامب قد وجّه دعوة لإيران للمشاركة في القمة، وأثار الدهشة بخطابه أمام "الكنيست" الإسرائيلي في اليوم نفسه، حين قال إن واشنطن تأمل في "دمج طهران" ضمن إطار أوسع لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وردّت طهران بحدة على تصريحات ترامب وحلفائه الإسرائيليين، ووصفتها بأنها غير قانونية، مؤكدة أن أنشطتها النووية "سلمية"، ومعربة عن أسفها لأن الحملة العسكرية على غزة بدأت بينما كانت واشنطن وطهران تخوضان محادثات غير مباشرة.
وقال لاريجاني إن القمة "كانت سطحية وضيّقة التمثيل، ولم يكن فيها مكان لإيران الثورية".
ولم يسلم أيضًا تعامل ترامب مع الدول العربية الغنية من انتقادات لاريجاني، السياسي المخضرم الذي يعدّ من أكثر الشخصيات نفوذًا في مؤسسات الأمن والسياسة الإيرانية المعقّدة، إذ قال إن "ترامب مجرد رجل أعمال".
وقد عُيّن لاريجاني أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عقب انتهاء حرب الـ 12 يومًا مع إسرائيل، وهو الممثل الشخصي لخامنئي في هذا المجلس الحيوي.
وخلال الأشهر الماضية، تجنّب كبار المسؤولين الإيرانيين انتقاد ترامب مباشرة أو التعليق على علاقات الولايات المتحدة بجيران إيران العرب، في ظل مساعي طهران للتقارب مع هؤلاء الجيران وموازنة خطواتها تجاه الحوار مع الغرب.
ولا تزال الأزمة حول الأنشطة النووية الإيرانية تراوح مكانها رغم حرب يونيو، فيما تزداد الخلافات منذ أن فعّلت الدول الأوروبية الشهر الماضي 'آلية الزناد"، والتي أعادت فرض العقوبات الأممية على طهران.
وتسعى الدول الغربية إلى استئناف المحادثات بين واشنطن وطهران، واستئناف عمليات التفتيش التي يجريها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بينما ترفض إيران ما تصفه بـ "شروط واشنطن"، التي تتضمن كبح برنامجها الصاروخي ووقف دعمها لحلفائها المسلحين في الشرق الأوسط.