وقال علي شيرازي، أحد المعلّقين المعروفين بخطابه المتشدد، في برنامج تلفزيوني بُثّ الثلاثاء وأعيد تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي: "الطائفة البهائية مرتبطة ارتباطاً لا ينفصم بالصهيونية. لا تنخدعوا بأصولهم الإيرانية"، مضيفاً: "البهائية وإسرائيل كيان واحد لا يفصل بينهما شيء."
جاءت هذه التصريحات بعد يومٍ واحد من إعلان "المجتمع البهائي العالمي" عن قلقه من تصاعد وتيرة القمع ضدّ أتباع الديانة داخل إيران، مشيراً إلى "عمليات منسّقة" في ما لا يقلّ عن 6 محافظات.
وأوضح البيان: "تعرّض ما لا يقلّ عن 22 بهائياً لمداهمات وعمليات تفتيش عدوانية لمنازلهم وأماكن عملهم، صودرت خلالها مقتنيات شخصية وأجهزة إلكترونية، وأُغلقت محالّهم التجارية، فيما اعتُقل بعضهم أو اختفوا في أماكن مجهولة."
خطاب كراهية بلا أساس
وندّد المتحدّث باسم المجتمع البهائي العالمي في سيدني، وساق صنعائي، بالخطاب التحريضي ضدّ البهائيين على شاشة التلفزيون الرسمي الإيراني، معتبراً أنه يعكس العداء العميق الذي تكنّه السلطات الإيرانية لهم.
وقال وساق صنعائي في مقابلة هاتفية مع قناة "إيران إنترناشيونال" الأربعاء: "عبر التاريخ، اتخذت حملات الكراهية ضدّ البهائيين أشكالاً مختلفة. ففي أوقاتٍ وُصفوا بالجواسيس، وعندما ساد الشعور القومي اتُّهموا بمعاداة الوطن، وفي فتراتٍ أخرى نُعتوا بالمعادين للدين."
وأضاف صنعائي: "تغيّر الاتهامات باستمرار – من دون أساس أو منطق – يدل على أنّ الهدف الوحيد هو بثّ الكراهية وتقسيم المجتمع. هذه الممارسات ليست جديدة، لكنها اليوم تُمارس على منصات متعددة."
من جهته، دعا الناشط والمخرج البهائي سِبهر عاطفي، في منشور له الأربعاء على منصة "إكس"، الإيرانيين إلى التضامن مع الأقلية البهائية قائلاً: "كلّ المؤشرات تدلّ على إصرار النظام الإيراني على تدمير المجتمع البهائي في إيران من خلال القمع والاعتقالات والضغوط الاقتصادية، مستخدماً الاتهامات الزائفة والمكرّرة ذاتها التي تفتقر لأي دليل."
وأضاف عاطفي: "اليوم، أكثر من أي وقتٍ مضى، يحتاج البهائيون في إيران إلى تضامن المجتمع الإيراني بأسره."
وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت تصريحات المعلّقين على شاشة التلفزيون الرسمي تحمل وزن التصريحات الرسمية، قال صنعائي إنّ مجرّد منحهم منبراً رسمياً يمنح هذه الخطابات شرعية خطيرة.
وأوضح: "حين يُتاح لمن يطلق أكاذيب وكراهية بلا دليل أو وثيقة أن يتحدث عبر منبر رسمي، بل ويُقدَّم كخبير، سواء كان يشغل منصباً رسمياً أم لا، فإنّ ذلك أمر مقلق للغاية. فهو يبرّر القمع ويُطبّعه، ويقوّض الحسّ العام بالعدالة، والأخطر أنه يضرّ بتماسك المجتمع الإيراني."
يشار إلى أن إيران لا تعترف بالديانة البهائية كدين رسمي، ويتعرّض أتباعها للاضطهاد والملاحقات منذ عام 1979. وغالباً ما تُستخدم الاتهامات بارتباط البهائيين بإسرائيل لتصويرهم كأعداء للدولة.
وتقع المراكز الروحية والإدارية العالمية للطائفة البهائية في مدينتي حيفا وعكّا في إسرائيل، وتشمل مواقع مقدسة مثل "ضريح الباب".
وذكرت وكالة "هرانا" الحقوقية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها في تقريرٍ صدر في أغسطس أنّ المجتمع البهائي الإيراني تعرّض خلال السنوات الخمس الماضية لقمعٍ ممنهج، واعتقالات، وأحكام بالسجن بلغ مجموعها نحو 1500 عام.