مراقبون: الحرب الإيرانية-الإسرائيلية أكدت فشل "التحالفات غير الغربية" وضعفها

نشرت مجلة "مودرن دبلوماسي" تحليلاً جاء فيه أن حرب الـ12 يوماً أظهرت مدى ضعف وتحلّل التحالف والاتحاد بين النظام الإيراني والدول غير الغربية.

نشرت مجلة "مودرن دبلوماسي" تحليلاً جاء فيه أن حرب الـ12 يوماً أظهرت مدى ضعف وتحلّل التحالف والاتحاد بين النظام الإيراني والدول غير الغربية.
وأكد التحليل أن "غياب التنسيق العسكري، والتشارك الدفاعي، والتضامن" قد يكون من بين الأسباب التي تجعل هذا التحالف عرضة للضعف والانقسام.
ونشرت "مودرن دبلوماسي" اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر تحليلاً بعنوان: "بلا أصدقاء في الأزمات: ما تكشفه النزاعات بين إسرائيل وإيران عن التحالفات غير الغربية".وجاء في التحليل أن التحالفات الاستراتيجية للدول الغربية، رغم تعرضها أحياناً للتحديات، فإنها بقيت صامدة، بينما التحالفات غير الغربية لا تزال "ضعيفة، متفرقة وغالباً رمزية".
وأوضحت المجلة أن هذه التحالفات، بسبب غياب القرب الجغرافي، والهيكل المؤسسي، والتماسك السياسي، لا تستطيع عملياً العمل بشكل متكامل في اللحظات الحرجة، وأن التعاون العسكري، والقدرات الدفاعية المشتركة، والاتصال الاستراتيجي بينها، "ما زال متخلفاً بشكل كبير".
وذكرت "مودرن دبلوماسي" أنه خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، استهدفت القوات الإسرائيلية المنشآت النووية والعسكرية للنظام الإيراني مستخدمة المجال الجوي الأردني والعراقي، وأسفرت الهجمات عن مقتل عدد من كبار المسؤولين.
ومع ذلك، وعلى الرغم من احتمال اندلاع حرب وشيكة، كانت استجابة طهران ضعيفة بشكل مذهل.
ونفذت القوات الجوية الإسرائيلية في عملية "صعود الأسود " خطة سرية لاستهداف شبكة الدفاع وإحداث صدمة في هيكل القيادة العسكرية للنظام الإيراني.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أشاد سابقاً بأداء الجيش خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، ووصف العملية بأنها "أذهلت العالم".
وأكدت "مودرن دبلوماسي" أن أنظمة الدفاع الإيرانية لم تتمكن من تتبع الهجمات، وظهر ضعف جاهزية طهران العسكرية منذ البداية.
وسابقاً، نشرت تحليلات مماثلة حول ضعف التحالفات غير الغربية. ففي أوائل شهر سبتمبر (أيلول)، ذكر معهد "راند" لأبحاث السياسات أن الدعم الغربي، ولا سيما الأميركي، لعب دوراً محورياً في نجاح إسرائيل، بينما بقيت إيران وحيدة في المعركة دون دعم من حلفائها مثل روسيا والصين، ما كشف عن عدم استعداد الحكومات الاستبدادية للتضحية.
روسيا: شريك مصلحي أم حليف استراتيجي؟
وجاء هذا الضعف في وقت كانت فيه طهران وموسكو قد وقعتا في يناير (كانون الثاني) 2025 على اتفاقية شاملة لتعزيز التعاون طويل المدى بينهما.
وأشار التحليل إلى أن روسيا، الشريك الأقرب للنظام الإيراني، كانت منشغلة في حرب أوكرانيا، ولم تقدم أي دعم استخباراتي أو دفاعي لطهران.
وقالت المجلة: "السؤال المطروح: هل روسيا مجرد شريك مصلحي أم حليف استراتيجي؟".
كما لفت التحليل إلى أن الصين، رغم قدرتها الدفاعية ونفوذها الجيوسياسي، لم تقدم دعماً ملموساً للنظام الإيراني في الأزمة الأخيرة، على الرغم من وجود بعض المساعدات العسكرية المحدودة وتوسع العلاقات الاقتصادية بين طهران وبكين، إلا أن التنسيق الدفاعي الاستراتيجي غائب.
وأكدت "مودرن دبلوماسي": "تُظهر هذه الأزمة أن التحالفات غير الغربية لا تزال ضعيفة وبدون تنسيق كافٍ، وأن إيران بقيت وحيدة في هذا الوضع".
وخلال الأشهر الماضية، انتقد بعض المسؤولين ووسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني عدم تقديم روسيا الدعم لإيران خلال الحرب مع إسرائيل.
فقد صرح محمد رضا ظفرقندي، وزير الصحة الإيراني، أن إيران كانت تتوقع دعم روسيا خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، لكن ذلك لم يحدث.
ونقلت وكالة "رويترز" في 23 يونيو (حزيران) عن مصادر إيرانية أن طهران لم تكن راضية عن مستوى دعم موسكو خلال الحرب الأخيرة.