وقال الضابط السابق في استخبارات الجيش الإسرائيلي، راز زيمت، إن طهران تحاول استغلال الظرف الراهن لإعادة بناء قوتها بعد تراجع نفوذ ميليشياتها ووكلائها في لبنان وسوريا وغزة، مضيفًا أن "إيران لن تتخلى أبدًا عن هدفها النهائي المتمثل في تدمير إسرائيل وامتلاك السلاح النووي".
وأشار زيمت إلى تصريحات علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، التي تحدّث فيها عن احتمال تجدّد المواجهة مع إسرائيل، محذرًا من أن إيران، رغم خسائرها الكبيرة في الحرب، التي استمرت 12 يومًا، فإنها ازدادت إصرارًا على تطوير قدراتها النووية.
وكان ولايتي قد كتب في منشور على منصة "إكس"، في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري: "إن بداية وقف إطلاق النار في غزة قد تكون مقدمة لنهاية وقف إطلاق النار في مكان آخر"، مشيرًا إلى العراق واليمن ولبنان.
وفي السياق نفسه، علّق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على تهديدات "حماس" قائلاً إن بلاده ستجرد الحركة من سلاحها بسرعة وبشكل حاسم إذا رفضت نزع سلاحها طوعًا.
وبحسب خطة ترامب للسلام المكونة من 20 بندًا، فإنه يتوجب على حماس تسليم جميع أسلحتها كشرط لتنفيذ اتفاق غزة.
وأوضح زيمت أن "حماس هُزمت لكنها لم تُدمّر"، مشيرًا إلى أن إيران تعمل على إعادة بناء قوتها الاستراتيجية، وأن الوضع الحالي مؤقت.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية دعمها لاتفاق السلام بين إسرائيل وحماس، مؤكدة أن طهران تؤيد أي مبادرة تهدف إلى وقف الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني.
إلا أن خبراء إقليميين يرون أن دور إيران في دعم الجماعات المسلحة وردّ إسرائيل المحتمل على أي تهديد من جانبها، قد يشكّلان عاملين حاسمين في تحديد مستقبل الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة.
محاولات إيران لإعادة بناء حزب الله
ذكرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، في تقرير حديث، أن حزب الله يعمل سرًا على إعادة بناء هيكله التنظيمي والعسكري، رغم موافقته على نزع السلاح في الجنوب اللبناني، موضحة أن الحزب لا يزال يحتفظ بأسلحته في مناطق نفوذه الأخرى، ويعيد تنظيم صفوفه بدعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني.
ونقلت الصحيفة عن أحد عناصر الحزب قوله: "على مدى عشرة أيام بعد اغتيال حسن نصر الله، لم يجب أحد على الهاتف. كنا مثل جسد في غيبوبة، بينما واصل مقاتلو الجنوب فقط نشاطهم وفق البروتوكول الطارئ في حال اختفاء القائد".
وبعد نحو أسبوعين من الحادثة، تدخلت قوات إيرانية، بقيادة قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، لإعادة بناء البنية العسكرية للحزب خلال عشرة أيام، إلا أن القيادة السياسية ما زالت شاغرة.
وفي السياق ذاته، نشر موقع "واي نت" الإسرائيلي تحليلاً ذكر فيه أن حزب الله اللبناني يسعى سرًا إلى الحفاظ على قوته العسكرية، وإعادة تثبيت وجوده على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.
وأضاف أن التنافس الإيراني مع القوى الغربية، ولا سيما فرنسا والولايات المتحدة في لبنان، يضع الشعب اللبناني في موقع الضحية، والذي يعاني الإرهاق من الحرب ويبحث عن الاستقرار والأمل.