وقال لاريجاني خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم الاثنين 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 مع قاسم الأعرجي، أمين مجلس الأمن القومي العراقي: "كما أعلن السيد عراقجي سابقًا، إذا فُعّلت آلية الزناد فستعيد إيران النظر في الاتفاق، وقد حدث ذلك بالفعل، ولم يعد اتفاق القاهرة قائمًا بالنسبة إلينا".
وأضاف: "الأوروبيون كانوا يريدون عدم تفعيل الزناد، لكنهم في الواقع فعلوا ذلك عمليًا".
وفي اليوم نفسه، صرّح إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أنه رغم تفعيل آلية الزناد، لم يُتخذ في مجلس الأمن أي قرار بشأن إعادة فرض العقوبات على إيران.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت مصر تتوسط بين طهران وواشنطن، قال بقائي إن الاتصالات غير المباشرة "ما زالت قائمة إلى حدٍّ ما"، لكنه أضاف: "لا يمكننا القول إن طهران على وشك الدخول في مسار تفاوضي مع واشنطن".
لاريجاني: "غروسي قام بعمله!"
وفي ما يتعلق بالتقرير المرتقب لرافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال لاريجاني: "السيد غروسي قام بعمله، وتقريراته لم تعد ذات تأثير بعد الآن".
وكان غروسي قد صرّح في مقابلة مع صحيفة "نويه تسورخر تسايتونغ" السويسرية بتاريخ 19 أكتوبر 2025 أن معظم مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب محفوظة في منشآت أصفهان وفردو و"جزئيًا في نطنز"، مشيرًا إلى أن مفتشي الوكالة لا يملكون حق الوصول إليها.
يُذكر أن لاريجاني، قبل إعادة تعيينه أمينًا لمجلس الأمن القومي، كان قد هدّد غروسي علنًا في18 يونيو 2025 قائلاً إن طهران "ستحاسبه"، وكتب بعد يومين على منصة "إكس": "عندما تنتهي الحرب، سنحاسب غروسي".
أوروبا والولايات المتحدة أم روسيا والصين؟
وفي شأن العلاقات مع موسكو وبكين، قال لاريجاني: "إيران تربطها علاقات استراتيجية مع هذين البلدين، وقد وقّع السيد بزشكيان مؤخرًا اتفاقية شراكة استراتيجية مع روسيا".
وأشار إلى أن الأوروبيين استعجلوا في تفعيل آلية الزناد لأنهم علموا أن روسيا ستتولى قريبًا رئاسة مجلس الأمن، مضيفًا: "لقد فعلوا ذلك نكاية بروسيا، رغم أن الإجراءات القانونية لم تُستكمل".
وأوضح أن موسكو وبكين تعتبران تفعيل آلية الزناد "عديمة الأساس القانوني"، وترفضان إعادة فرض العقوبات على إيران.
تأتي تصريحات لاريجاني في أعقاب قيام ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وهي من الدول الموقعة على الاتفاق النووي، بإرسال رسالة إلى مجلس الأمن في27 أغسطس 2025 لتفعيل الإجراء الزمني البالغ 30 يومًا ضمن آلية الزناد، تمهيدًا لإعادة فرض العقوبات الأممية.
ومع انتهاء المهلة المحددة في قرار مجلس الأمن، أعيد فرض جميع العقوبات السابقة للأمم المتحدة على طهران اعتبارًا من 28 سبتمبر 2025.