بعنف بدني أو نفسي.. مسلسل وفاة التلاميذ في المدارس الإيرانية يتواصل

تكرّرت حوادث وفاة التلاميذ في المدارس الإيرانية خلال العام الدراسي الجديد، إذ توفيت زهرا كلمکاني، التلميذة البالغة من العمر عشر سنوات في مشهد، بسبب ما وُصف بأنه "سكتة قلبية".
تكرّرت حوادث وفاة التلاميذ في المدارس الإيرانية خلال العام الدراسي الجديد، إذ توفيت زهرا كلمکاني، التلميذة البالغة من العمر عشر سنوات في مشهد، بسبب ما وُصف بأنه "سكتة قلبية".
وذكرت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأربعاء 15 أكتوبر (تشرين الأول)، أن زهرا، وهي تلميذة في الصف الرابع الابتدائي بمدرسة البنات "الشيخ صدوق" في منطقة تبادكان بمدينة مشهد، أصيبت بـ"عارض قلبي مفاجئ أثناء الحصة الدراسية" يوم الاثنين 13 أكتوبر.
وقال محمد رهنما، مدير العلاقات العامة في إدارة التعليم بمحافظة خراسان رضوي، نقلًا عن معلمة الصف، إنه بعد انتهاء الحصة وبدء استراحة التلاميذ، فقدت الطفلة توازنها وسقطت أرضًا.
وأضاف أنه على الفور هرعت المعلمة إلى التلميذة واتصلت بالإسعاف، مشيرًا إلى أن المسعفين أجروا عملية إنعاش قلبي رئوي لها، وتحسّنت حالتها قليلًا: "عندما نُقلت إلى المستشفى كانت لديها مؤشرات حيوية، لكن بعد نصف ساعة، وبحسب تشخيص الأطباء، توفيت نتيجة توقّف القلب".
وفي ما يتعلق باحتمال تعرّض الطفلة لعنف بدني أو توتر نفسي في الصف كسبب لتوقّف القلب، قال رهنما: "لم يحدث أي عقاب بدني أو ضغط نفسي على الإطلاق. وسيُعلن قريبًا مزيد من المعلومات الدقيقة حول هذه التلميذة".
وفيات أخرى
في الأيام الماضية، أثارت وفاة تلميذين آخرين في مدينتي زنجان وآمل، جدلًا واسعًا.
ففي الثاني من أكتوبر، ذكر موقع "ديده بان إيران" أن نيما نجفي، التلميذ البالغ من العمر 14 عامًا من قرية سهرين في زنجان، أُجبر على الركض مرتين حول فناء المدرسة كعقوبة، وعندما حاول الاصطفاف مع زملائه، شعر بالإعياء وسقط أرضًا.
وقال عمّه إن نيما كان يعاني من زيادة في الوزن مقارنة بأقرانه، وهو ما أدى إلى توقّف قلبه.
في المقابل، صرّح علي رضا منادي، رئيس لجنة التعليم والبحوث في البرلمان الإيراني، بأن وفاة هذا التلميذ كانت نتيجة "عقوبة بدنية".
وفي السابع من أكتوبر، أفادت وسائل إعلام إيرانية بوفاة غامضة لتلميذ في الخامسة عشرة من عمره يُدعى طاها نجاتي في مدينة آمل، ورُجّحت فرضية انتحاره بعد مشادة مع مسؤولي المدرسة.
وبعد انتشار هذه التقارير، وصف مرتضى عسكري، مدير إدارة التعليم في آمل، الأخبار المتعلقة بسبب وفاة طاها بأنها "شائعات في مواقع التواصل الاجتماعي" و"عديمة الأساس"، مؤكّدًا أنه "لم تقع أي مواجهة أو توتر بينه وبين العاملين في المدرسة".
أما فريدون كلبادي نجاد، مدير التعليم في محافظة مازندران، فقال إن وفاة هذا التلميذ لم تحدث داخل المدرسة: "طاها تشاجر مع زملائه خارج المدرسة".
كسر الأنف وتمزّق طبلة الأذن بسبب عقوبة المدير
بعد نحو ثلاثة أسابيع من بدء العام الدراسي الجديد في إيران، تتوالى التقارير عن ممارسات العنف الجسدي والنفسي ضد التلاميذ.
فقد ذكرت وكالة أنباء "تسنيم" في 13 أكتوبر أن تصرّفًا عنيفًا من مدير إحدى المدارس في محافظة قزوين تجاه تلميذين في الصف الثامن أدى إلى تمزّق طبلة أذن أحدهما وكسر أنفه.
ووفقًا للتقرير، فقد شاهد المدير التلميذين وهما يمزحان مع أحد المراقبين، فاقتادهما إلى غرفة خالية من الكاميرات وانهال عليهما بالضرب.
وقال والد أحد التلميذين، البالغ من العمر 13 عامًا، إن "أرضية الغرفة كانت مغطاة بدماء ابنه"، وإن المدير لم يتصل بالعائلة أو بالإسعاف، مضيفًا أن المدير، الذي كان قد قدّم نفسه سابقًا على أنه ممارس لفنون قتالية، قال بعد الضرب: "لقد ضربته وسأدفع ديته".
وأضاف أن المدير أنكر لاحقًا وقوع الحادثة من الأساس.
وفي مقابلات منفصلة، نفى كل من حسن علي أصغري، مدير التعليم في محافظة قزوين، وعلي رضا عباسي، مدير العلاقات العامة في الإدارة نفسها، حدوث أي عقوبة بدنية، لكنهما قالا في الوقت نفسه إنه "حتى لو وقع ذلك، فقد كان بسبب سلوك غير لائق وتصرف قبيح جدًا من التلميذ".
وفي الأيام الأخيرة، أعربت عائلة التلميذ عن استيائها من تعامل مسؤولي التعليم مع القضية، ومن التبريرات الرسمية التي قدمها بعض المسؤولين.
يُذكر أن العقوبات الجسدية ضد التلاميذ في المدارس الإيرانية ظاهرة قديمة، وقد نُشرت خلال السنوات الماضية تقارير عديدة توثق تكرار هذه الانتهاكات.