روزبه بارسي الرئيس السابق لـ"NAIAK"، متهم بـ"الضغط لصالح النظام الإيراني".
وأكدت صحيفة "فوكوس" السويدية في تقريرها أن بارسي استخدم جامعة "لوند" لإضفاء الشرعية على جمعيته، ومن خلال ذلك حصل على ملايين الكرونات من التمويل الحكومي.
ونقلت "فوكوس" عن جاكوب هالجرين، رئيس معهد الشؤون الدولية السويدي، بشأن سبب اضطرار بارسي لمغادرة المعهد، قوله: "توفرت معلومات جديدة حول جمعية كان بارسي يديرها لسنوات. وخلصنا إلى أن نشاطاتها لا تتوافق مع وظيفته كمدير برنامج".
وفي يونيو (حزيران) الماضي، استقال بارسي من منصبه كمدير برنامج الشرق الأوسط في المعهد.
وبعد الكشف الإعلامي في السويد عن ارتباطه بشبكة تابعة لوزارة الخارجية الإيرانية تهدف للتأثير على سياسات الدول الغربية، أجرى معهد الشؤون الدولية السويدي تحقيقًا خلص إلى أن بارسي لم يكن شفافًا بشأن علاقاته وتعاونه مع القوى المؤيدة للنظام الإيراني.
ورفض هذا التحقيق المستقل تورط بارسي في "حملة النفوذ" للنظام الإيراني، لكنه انتقده بسبب عدم الشفافية حول دوره في الشبكة المرتبطة بالنظام الإيراني.
ووفقًا لهذا التحقيق، أسس بارسي جمعية باسم "مجموعة أبحاث إيران–أوروبا" والتي كان هدفها تعزيز العلاقات بين إيران والعالم، ولاحقًا غيّرت الجمعية اسمها إلى "EMERG".
وذكرت صحيفة "فوكوس" أنه رغم أن التحقيق لم يجد دليلًا على أن بارسي أو جمعيته تلقا تمويلًا من طهران، إلا أنه أظهر أن الجمعية حصلت على ملايين الكرونات من ميزانية الحكومة السويدية.
وأضافت "فوكوس" أن تمويلات أيضًا جُمعت تحت اسم جامعة "لوند"، وأن "مجموعة أبحاث إيران–أوروبا" لا تزال مسجلة في مكتب تسجيل الشركات بعنوان جامعة "لوند".
ارتباط جمعية بارسي بجامعة لوند
وكتبت "فوكوس" أن الصور من صفحة الويب القديمة للجمعية، والتي أصبحت غير نشطة الآن، تظهر أن الجمعية قدمت نفسها على أنها تابعة لجامعة لوند، وأن معلومات الاتصال تضمنت اسم "جامعة لوند" أسفل اسم الجمعية مباشرة.
كما استضافت الجمعية ندوات حول إيران في مبانٍ تابعة لجامعة "لوند".
كما ظهر ارتباط الجمعية بالجامعة في قائمة لعام 2015، حيث كانت "مجموعة أبحاث إيران–أوروبا" مسجلة جنبًا إلى جنب مع مؤسسات معروفة مثل معهد أبحاث الدفاع السويدي، ومعهد ستوكهولم لأبحاث السلام، والمنظمة السويدية للتنمية الدولية.
وأشارت "فوكوس" إلى وثيقة أخرى تظهر أن الجمعية تلقت مبالغ لمشاريع داخل النظام المحاسبي للجامعة، بما في ذلك نفقات السفر والتمثيل والمؤتمرات.
وتظهر وثيقة من ديسمبر (كانون الأول) 2017 أن أكثر من 41 ألف كرونة من ميزانية الجامعة انتقلت إلى مشروع مجموعة أبحاث إيران–أوروبا.
وقالت غيسلا ليندبرغ، مسؤولة الاتصال بكلية العلوم الإنسانية واللاهوت في الجامعة، ردًا على أسئلة "فوكوس" حول العلاقة بين الجامعة والجمعية: "هذا عنوان قديم موجود منذ زمن (لا نعرف بالضبط منذ متى). وبما أن الجمعية ليس لها علاقة بكلية العلوم الإنسانية، يجب تحديث وحذف معلومات العنوان".
وعلى الرغم من الوثائق التي تظهر هذه التحويلات، لم تُدلِ جامعة لوند بأي تصريح حول ميزانية المشروع أو تحويل الأموال.
وكتبت "فوكوس" أن مجموعة أبحاث إيران–أوروبا كانت تُقدّم على أنها جزء من جامعة لوند، في حين كانت في الواقع جمعية خاصة، مؤكدة أن الجمعية حصلت على ملايين الكرونات من مؤسسات وصناديق من خلال شرعيتها الجامعية.
فعلى سبيل المثال، وقعت مؤسسة سويدية في ديسمبر (كانون الأول) 2016 عقدًا مع الجمعية لإجراء دراسة حول احتياجات قدرات موظفي القطاع العام الإيراني.
وذكرت "فوكوس" أن المسؤول عن الاتصال كان روزبه بارسي، وأن المؤسسة السويدية كانت تعلم أن الجمعية مسجلة بعنوان جامعة "لوند" وتقدم نفسها كجزء من الجامعة، لأن عنوان الجمعية كان مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة "لوند".
وقالت المؤسسة السويدية ردًا على صحيفة "فوكوس": "نتأكد من جدية الجهات المتقدمة للتمويل من خلال الحوار المباشر معها. وفي هذه الحالة، كان من الواضح أن طلب التمويل مقدم من قبل مجموعة أبحاث إيران–أوروبا نفسها".
وأضافت "فوكوس": "لذلك، عندما تم توقيع العقد ودفع المال، كانت المؤسسة السويدية على علم بأن "مجموعة أبحاث إيران–أوروبا" جمعية خاصة تعمل تحت اسم الجامعة".
وأشارت الصحيفة إلى مثال آخر، حيث دفعت وزارة الخارجية السويدية حوالي 365 ألف كرونة لمؤتمر في طهران عام 2015 للجمعية، والذي كان من المفترض إقامته بالتعاون مع معهد الدراسات السياسية والدولية الخاضع مباشرة لوزارة الخارجية الإيرانية.
وذكرت "فوكوس" أنه في طلب التمويل المقدم لوزارة الخارجية السويدية، كتبت جامعة لوند بصفتها مقدم الطلب: "طلب تمويل لمجموعة أبحاث إيران–أوروبا.
وأضافت الصحيفة: "وبذلك سجلت وزارة الخارجية السويدية طلب مجموعة أبحاث إيران–أوروبا على أنه طلب الجامعة".
وبحسب التقرير، تم إلغاء جزء كبير من البرنامج لأسباب سياسية، وعادت الجمعية بأكثر من 200 ألف كرونة، لكن مجموعة صغيرة سافرت إلى طهران وعقدت اجتماعات مع معهد الدراسات السياسية والدولية وأفراد آخرين في العاصمة الإيرانية.
ووفقًا لتحقيقات معهد الشؤون الدولية السويدي، تلقت "مجموعة أبحاث إيران–أوروبا" أيضًا تمويلًا من مصادر دولية مثل مؤسسة روكفلر، وبرلمان أوروبا، ومؤسسة هاينريش بُل، ووزارتي خارجية بريطانيا وسويسرا، وتعاونت مع جامعات برينستون وكاليفورنيا، ولوس أنجلوس.
وعلى الرغم من استقالته من المعهد، لا يزال بارسي يعمل كباحث في جامعة "لوند"، ويشارك كخبير في وسائل الإعلام حول النزاعات في الشرق الأوسط، بما في ذلك راديو السويد، لكنه لم يرد على طلب "فوكوس" لإجراء مقابلة.
رد فعل الحكومة السويدية
وقالت ماريا مالمير ستينيرغارد، وزيرة الخارجية السويدية السابقة، في 6 فبراير (شباط) الماضي: "الادعاءات الموجهة [ضد بارسي] جدية جدًا".
وأضافت ستينيرغارد: "ما يمكنني قوله بشكل عام هو أن إيران تقوم بأنشطة استخباراتية ضد السويد، ونحن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد".
وكانت "إيران إنترناشيونال" و"سمافور" قد كشفا في تحقيق مشترك نُشر في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عن شبكة النفوذ للنظام الإيراني في الغرب.
وبحسب هذا التقرير التحقيقي الذي يعالج أبعاد الحرب الناعمة لطهران، شكلت وزارة الخارجية الإيرانية في أوائل عام 2014 حلقة من المحللين والباحثين خارج البلاد تحت عنوان "خطة خبراء إيران"، واستُخدمت هذه الشبكة على مدى سنوات لتعزيز القوة الناعمة للنظام الإيراني وزيادة نفوذه على الساحة الدولية".