وفي تقريرٍ نُشر يوم الثلاثاء 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تناولت الصحيفة المواجهة بين الرئيس الأميركي والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مشيرةً إلى أن بعض المراقبين يعتقدون أن "حملة مكافحة المخدرات" التي أطلقها ترامب ليست سوى غطاء لعملية تهدف إلى الإطاحة بمادورو.
وقال فيل غانسون، المحلل في "مجموعة الأزمات الدولية" المقيم في كاراكاس، للغارديان إنه يشك في أن لدى ترامب خططاً فورية لاستهداف القاعدة العسكرية "فورت تيونا"، التي يُعتقد أن مادورو يقيم فيها.
ومع ذلك، يرى غانسون أن قصف المنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً أرعب قادة فنزويلا فعلاً.
وأشار التقرير إلى أن مادورو حاول مؤخراً تهدئة الأوضاع برسالةٍ وجّهها إلى ترامب جاء فيها: "بكل احترام، أدعوكم، سيادة الرئيس، إلى تعزيز السلام عبر الحوار البنّاء والتفاهم المتبادل في جميع أنحاء نصف الكرة الغربي".
وأضاف غانسون أن ما فعله ترامب بإيران كان بمثابة جرس إنذارٍ للسياسيين الفنزويليين، قائلاً: "كثير من المحللين اعتقدوا أن مثل هذا الأمر لن يحدث أبداً... لكن الولايات المتحدة فعلته، والإيرانيون لم يردّوا. أظن أن ذلك جعل أنصار تشافيز أكثر حذراً وقلقاً".
أما فكرة تدخلٍ أميركي في فنزويلا، فهي تروق لبعض المعارضين السياسيين لمادورو الذين يتوقون لإنهاء حكمه المستمر منذ 12 عاماً، وهو حكم أدى- بحسب التقرير- إلى انهيار الاقتصاد والديمقراطية وهروب ملايين المواطنين إلى الخارج.
وقالت ماريا كورينا ماتشادو، وهي سياسية بارزة من التيار المحافظ وأحد قادة المعارضة الرئيسية، إنها تدعم استراتيجية ترامب، مضيفةً أنها تؤيد فكرة أن تقوم الولايات المتحدة بـ"تفكيك الهيكل الإجرامي القائم في فنزويلا".
أما ليوبولدو لوبيز، زعيم المعارضة المنفي، فقال إن حركته تؤيد أي سيناريو يمكن أن يساعد فنزويلا على الانتقال نحو الديمقراطية.
وصرّح روبرت إيفان إليس، الخبير في شؤون أميركا اللاتينية والمستشار السابق لوزارة الخارجية الأميركية خلال الولاية الأولى لترامب، أن فرص المعارضة في تحقيق هدفها "خمسون بخمسين".
وأضاف إليس أن فشل ترامب في الإطاحة بمادورو خلال ولايته الأولى رغم حملة "الضغط الأقصى" قد يجعله الآن أكثر تصميماً على إنهاء المهمة.
وأشار إليس إلى أنه لا يستبعد هجوماً أميركياً واسع النطاق "متعدد الجبهات"، قد تبدأه طائرات "F-35" بتدمير منظومات الدفاع الجوي الفنزويلية، ثم يتم اعتقال مادورو ونقله إلى الولايات المتحدة.
وذكّر التقرير بأن التوتر بين واشنطن وكاراكاس تصاعد منذ منتصف أغسطس (آب) الماضي، حين وقّع ترامب تعليمة سرية تخوّل تنفيذ عمليات عسكرية ضد كارتلات المخدرات في أميركا اللاتينية.
وفي تلك الفترة، وصف ترامب مادورو بأنه "فارّ وإرهابي مخدرات"، ورصد مكافأة قدرها 50 مليون دولار مقابل القبض عليه.
كما نشر قوات من مشاة البحرية (المارينز) وسفنا حربية في مياه الكاريبي قرب فنزويلا، وأصدر أوامر بتنفيذ أربع هجمات على الأقل ضد قوارب يُشتبه في تهريبها المخدرات، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 21 شخصاً.
وفي الأسبوع الماضي، صعّد ترامب لهجته مرة أخرى معلناً أن الولايات المتحدة "في حالة نزاع مسلح غير دولي" ضد كارتلات المخدرات، وأن أعضاء هذه الكارتلات "مقاتلون غير شرعيين".
كما وصف ترامب، في الأمم المتحدة، مهربي المخدرات الفنزويليين بأنهم "أعداء للبشرية جمعاء"، متعهداً بأن "يمحو هؤلاء الأوباش الإرهابيين من على وجه الأرض".
ومع تصاعد التوتر بين البلدين منذ أوائل سبتمبر (أيلول) الماضي، اتهم مادورو الولايات المتحدة مراراً بالسعي لتغيير نظام الحكم في فنزويلا عبر التهديدات العسكرية.