وبموجب هذا الحكم، حُكم على يكانه آكاهي، ويكانه روح بخش، وآرزو سبحانيان، ومجكان شاهرضايي، وشانا شوقي فر، وندا بدخش، وبرستو حكيم، ونكين خادمي، بالسجن عشر سنوات لكل واحدة منهن، إضافة إلى غرامة مالية قدرها مائة مليون تومان. كما حُكم على بهاره لطفي، وندا عمادي، بالسجن خمس سنوات لكل منهما، وغرامة مالية قدرها خمسون مليون تومان.
وإلى جانب ذلك، حُكم على جميع النساء العشر بعقوبات تكميلية تقضي بمنعهن من مغادرة إيران لمدة عامين، ومنع استخدامهن لشبكات التواصل الاجتماعي لمدة عامين أيضًا.
ومن بين هؤلاء النساء، آرزو سبحانيان ويكانه روح بخش، وهما أم وابنتها، وتبلغ روح بخش من العمر 19 عامًا فقط.
ووجّهت السلطات إلى هؤلاء المواطنات العشر من أصفهان تُهمًا تتعلق بـ "الدعاية ضد النظام الإيراني"، و"ممارسة أنشطة تعليمية وتبشيرية منحرفة تتعارض مع مبادئ الإسلام من خلال الترويج وتعليم العقيدة البهائية بين المسلمين"، و"التعاون مع جماعات معادية (بيت العدل) ضد النظام الإيراني".
وبحسب المعلومات، التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، فقد عُقدت جلسة محكمة الاستئناف دون إشعار مسبق، ودون حضور المتهمات، وصدر الحكم غيابيًا. كما أن المحكمة، بحجة "الطابع الأمني والسرّي للقضية"، أبلغت الحكم شفهيًا فقط إلى المحامين، ولم تُسجّل القرار في النظام القضائي الإلكتروني، ولم تسمح لهم بالتصوير أو الحصول على نسخة مكتوبة من الحكم.
وعُقدت جلسة المحكمة للنظر في التهم الموجّهة إلى هؤلاء النساء البهائيات، في 24 سبتمبر (أيلول) الماضي، بالفرع الأول من محكمة الثورة في أصفهان.
وخلال الجلسة، حضرن برفقة محاميهن ودافعن عن أنفسهن ضد تهمة "النشاط التعليمي والتبشيري ضد الشريعة الإسلامية".
وكانت لائحة الاتهام بحق هؤلاء المواطنات قد صدرت بتاريخ 5 أغسطس (آب) الماضي، من الفرع 18 في نيابة أصفهان.
ووفقًا للمعلومات، التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، فقد اعتبرت المحكمة، في لائحة الاتهام، أن إقامة دروس في الموسيقى، واليوغا، والرسم، واللغة الإنجليزية، وتنظيم رحلات في الطبيعة للأطفال والناشئة من الإيرانيين والأفغان، تندرج ضمن هذه التهم.
وبحسب الحكم الصادر عن محكمة الثورة، فقد صودرت جميع الهواتف، وأجهزة الحاسوب المحمولة، والمعدات الرقمية، والذهب، والعقود، والخواتم، والدولارات الأميركية والأسترالية التي ضُبطت في منازل هؤلاء النساء، باعتبارها "عقوبة تكميلية".
تفتيش المنازل والاعتقال والتهديد
في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، اعتقلت القوات الأمنية النساء البهائيات العشر، ثم أُفرج عنهن خلال فترة شهرين بكفالة من سجن دولت آباد في أصفهان.
وذكر تقرير نشرته "إيران إنترناشيونال"، في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أن عناصر وزارة الاستخبارات، بعد اعتقال هؤلاء المواطنات، هددوا أصدقاءهن وجيرانهن وزملاء دراستهن غير البهائيين، بأنهم سيتعرضون لضغوط أمنية، إذا لم يقدّموا شكاوى ضد هؤلاء النساء، ولم يصرّحوا بأنهن حاولن "إغواءهم".
وقال مصدر مقرّب من عائلات هؤلاء النساء لـ "إيران إنترناشيونال"، في ذلك الوقت، إن التهديدات شملت الطرد من العمل، وطرد الأبناء من المدارس والجامعات، وفي بعض الحالات قيل لهم: "سنستخدم الصور أو الوثائق ذات المحتوى السياسي التي نجدها في هواتفكم ضدكم لفتح ملفات قضائية".
وذكر مصدر آخر أن أحد عناصر التحقيق استجوب إحدى النساء لساعات بسبب صورة في هاتفها تُظهر كفّ يد كُتب عليها شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، وسألها عن الغرض من التقاط الصورة.
وأضاف المصدر أن إحدى النساء الأخريات استُجوبت فقط، لأنها دعت صديقتين غير بهائيتين وذهبت معهما إلى الحديقة، وقال لها المحقّق إنه يجب أن تكتب وتشرح الغاية من ذهابها إلى الحديقة معهما.
ويُذكر أن البهائيين يشكلون أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران، وتعرّضوا منذ ثورة عام 1979 لاضطهاد ممنهج.
وقد تصاعدت الضغوط التي يمارسها النظام الإيراني على البهائيين في إيران، خلال الأشهر الأخيرة.
وفي بيان صدر يوم 24 سبتمبر الماضي، أشار "المجتمع البهائي العالمي" إلى وعود الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، باحترام حقوق جميع الأقليات القومية والدينية، لكنه أكد أن البهائيين ما زالوا يتعرضون للاضطهاد في إيران.
وتقول مصادر غير رسمية إن أكثر من 300 ألف مواطن بهائي يعيشون في إيران.
ويقرّ الدستور الإيراني فقط أديان الإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية، ولا يعترف بالبهائية.