تراجع عدد السياح الأجانب في إيران بعد حرب الـ12 يومًا 75 في المائة

أعلن وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية الإيراني، رضا صالحي، أن دخول السياح الأجانب إلى إيران تراجع بنسبة 75 في المائة بعد حرب الـ12 يومًا.
أعلن وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية الإيراني، رضا صالحي، أن دخول السياح الأجانب إلى إيران تراجع بنسبة 75 في المائة بعد حرب الـ12 يومًا.
وفي الوقت نفسه، أفادت وسيلة إعلامية عالمية متخصصة في السياحة بأن وزارة الخارجية الإيرانية فرضت لوائح صارمة لدخول السياح إلى إيران.
وقد عبر رضا صالحي أميري، اليوم الأربعاء 3 سبتمبر (أيلول) 2025، عن أمله في استقبال 10 ملايين سائح أجنبي بحلول نهاية عام 2025، قائلاً: "السياسة التي حددناها لما بعد الحرب الأخيرة هي نتيجة عمل خبراء طويل في الوزارة".
وأضاف: "توقعنا هو أنه في الأفق الممتد لستة أشهر قادمة، إذا تم توفير ظروف طبيعية، مستقرة وغير مهدِّدة، يمكننا العودة إلى برنامجنا السابق للحرب. الأمر يعتمد على الظروف الأمنية في البلاد والمنطقة والتطورات المتوقعة".
تصريحات صالحي أميري تأتي في وقت ذكر فيه موقع "Travel & Tour World"، المتخصص في شؤون السياحة العالمية، في 23 أغسطس (آب) 2025، أن وزارة الخارجية الإيرانية فرضت لوائح صارمة تمنع السياحة الفردية إلى إيران، وتُلزم المتقدمين للحصول على التأشيرة بتقديم وثائق منها بيانات صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب التقرير، يجب على السياح الأجانب توقيع عقد رسمي مع وكالة سفر مسجَّلة، وتقديم إثبات حجز فندقي وبرنامج سفر كامل إلى السفارات الإيرانية.
كما أصبح من الإلزامي أن يرافق السائح طوال رحلته "مرشد سياحي معتمد".
وأشار الموقع إلى أن المتقدمين للحصول على التأشيرة ملزمون أيضًا بتقديم السيرة الذاتية، وسجل السفر والدراسة، وحتى روابط حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتستغرق مراجعة الملفات من قبل السفارات الإيرانية ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
وفي 27 يوليو (تموز) 2025، نشرت بعض المواقع المتخصصة في السياحة، من بينها "Tap Persia"، قائمة موسعة بالتغييرات المتعلقة بالوثائق اللازمة للسفر إلى إيران، مشيرةً إلى أن هذه التغييرات أصبحت سارية اعتبارًا من 1 أغسطس 2025.
وفي 11 أغسطس 2025، أعلن أنوشيروان محسني بندبي، نائب وزير التراث الثقافي لشؤون السياحة، أن دخول السياح الأجانب إلى إيران في يوليو تراجع بنسبة 53 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وعزا السبب إلى الحرب التي استمرت 12 يومًا و"مشروع إيرانوفوبيا".
من جانبه، قال جمشيد حمزه زاده، رئيس اتحاد أصحاب الفنادق في إيران، يوم 9 يوليو 2025، إن قيمة الخسائر التي لحقت بأصحاب الفنادق بسبب الحرب الأخيرة لم تُحسب بدقة بعد، لكنه أكد أن أصحاب الفنادق في المحافظات الغربية تكبدوا خسائر فادحة، ووصلت قيمة إلغاء الحجوزات في بعض المحافظات إلى 400 مليون تومان.
وأضاف: "السفر عمليًا خرج من أولويات حياة كثير من الناس".
غير أن هذه التصريحات تبدو، في ظل الأوضاع الراهنة بعد الحرب، متماشية مع بروباغندا النظام، إذ إن 400 مليون تومان، في وقت يُباع فيه أحيانًا هاتف آيفون واحد في إيران بـ 150 مليون تومان، لا تُعدّ رقمًا ضخمًا لصناعة بحجم السياحة في محافظة كاملة.
تحديات السياحة والفندقة في إيران
يشار إلى أن أزمات قطاع الفنادق في إيران، بوصفه فرعًا من قطاع السياحة، هي انعكاس لتحديات بنيوية في مجالات أخرى، وهي تحديات كانت قائمة حتى قبل 13 يونيو (حزيران) 2025 (بداية الحرب التي استمرت 12 يومًا)، لكنها اليوم ازدادت حدة.
فمع الارتفاع المتسارع في معدلات التضخم من جهة، وعدم نمو دخل الأسر بشكل متناسب من جهة أخرى، أصبحت ميزانيات الأسر الإيرانية تتركز على الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والسكن، ما جعل السفر خارج أولويات معظم العائلات منذ فترة طويلة.
ورغم ذلك، كان صالحي أميري قد أعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 أنه "بموجب التزامات الخطة السابعة للتنمية"، يتعيّن على إيران افتتاح 100 فندق جديد كل عام: "نحن ملزمون بافتتاح 100 فندق سنويًا".
واعترف حينها قائلاً: "لدينا في البلاد 1430 فندقًا، كثير منها لا يتمتع بالمعايير اللازمة لاستقطاب السياح".