وأضاف أنّ المؤرخ اليوناني هيرودوت يؤكد أنّ القوقاز كان منذ عهد كوروش "منطقة عازلة لحماية إيران"، مشيرًا إلى أنّ مؤسس الدولة الأخمينية شيّد هناك سدًا لصدّ "هجمات الأقوام المتوحشة".
كما ربط ولايتي بين شخصية "ذي القرنين" المذكورة في القرآن وبين "كوروش الكبير"، مستشهدًا بالآية التي تروي بناء سدّ لمواجهة "يأجوج ومأجوج"، في حين يرفض عدد كبير من الباحثين والمؤرخين هذه المقولة، ولا توجد أي أدلة تاريخية معتبرة تشير إلى أنّ كوروش بنى سدًا في القوقاز.
وكان ولايتي قد هدد في وقت سابق هذا الشهر، بأن ممرّ زنغزور قد يتحول إلى "مقبرة لمرتزقة ترامب"، وذلك بعد إعلان اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا، وقرار الولايات المتحدة باستئجار الممرّ لمدة 99 عامًا. واعتبر أن القوقاز "أحد أكثر المناطق حساسية في العالم"، متسائلاً: "هل القوقاز الجنوبي أرض بلا صاحب ليستأجرها ترامب؟".
ويمتدّ ممرّ زنغزور ليصل أذربيجان عبر الأراضي الأرمنية بمنطقة نخجوان، وهو ما من شأنه إنهاء الحدود المشتركة بين إيران وأرمينيا. ولهذا السبب، تبدي السلطات الإيرانية والإعلام الرسمي منذ أشهر رفضًا شديدًا لإنشاء هذا الممر.
التلويح بالرموز الوطنية
المثير في منشور ولايتي هذه المرة أنه لم يكتفِ بوصف كوروش بـ "الكبير"، وهو أمر نادر في الخطاب الرسمي للنظام الإيراني، بل استخدم وسم "أبناء كوروش" أيضًا.
ويأتي هذا الموقف في وقت دأبت فيه السلطات الإيرانية على منع المواطنين من إحياء يوم كوروش (29 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام) عبر التوجه إلى باسارغاد (مدينة في فارس القديمة كانت أول عاصمة للأخمينيين)؛ حيث يتم سنويًا إغلاق الطرق ونشر القوات الأمنية لمنع التجمعات. كما تفرض قيودًا مشددة على زيارة مواقع أثرية بارزة مثل تخت جمشيد خلال مناسبات قومية كـ "عيد النوروز".
وعلى مدى العقدين الماضيين، تعرّضت تماثيل ورموز وطنية عدة في إيران للتخريب أو السرقة في ظروف غامضة.
التحول إلى "الخطاب القومي"
لجأ النظام الإيراني فجأة إلى استخدام الرموز الوطنية والقومية في خطابه السياسي والإعلامي، تزامنًا مع الحرب التي استمرت 12 يومًا تحت ضربات إسرائيل.
ويبدو هذا التحول متناقضًا مع النهج الأيديولوجي للنظام، إذ لا يرد اسم "إيران" ولو مرة واحدة في النشيد الرسمي للبلاد، كما أنّ الدستور يضع الهوية الإسلامية فوق الهوية الوطنية.
وكان مؤسس النظام الإيراني، روح الله الخميني، قد أعلن مرارًا رفضه للخطاب القومي قبل وبعد ثورة 1979، معتبرًا أنّ "الحدود الوطنية عائق أمام إقامة الأمة الواحدة تحت ولاية الفقيه"، وداعيًا إلى نظام عابر للحدود.