ووفقاً لهذه التقارير، تُظهر المتابعات أن عاملين رئيسيين تسببا في الارتفاع الأخير للأجور؛ هما تغيّر أنماط المرور في الأيام السابقة للعطلات والاختلال في نظام "جي بي إس".
وبحسب مديري تطبيق "أسنب"، فإن قلة أيام العمل قبيل العطلات دفعت المواطنين إلى تكثيف أنشطتهم اليومية في فترة زمنية قصيرة، وهو ما أدى إلى زيادة حجم التنقلات وازدحام الطرق.
في الوقت نفسه، تسببت اختلالات "جي بي إس" خلال الأسابيع الماضية بمشكلات في تحديد المسار، الأمر الذي دفع بعض السائقين إلى تقليل نشاطهم. وانخفاض العرض من السيارات في ظل ارتفاع الطلب رفع الأسعار مباشرة.
فريد شهابي، نائب المدير التجاري لـ"أسنب"، أوضح هذا المسار قائلاً: "تزامن زيادة الطلب مع الاختلالات الفنية فرض ضغطاً مضاعفاً على أسطول النقل. وآلية التسعير الديناميكي في مثل هذه الظروف تؤدي بشكل طبيعي إلى ارتفاع الأسعار".
كما شدّد على أن "أسنب" أطلقت برامج تحفيزية ودعم مالي للسائقين من أجل تعويض جزء من نقص العرض، غير أن هذه الإجراءات وحدها لا تكفي لمعالجة الخلل بين العرض والطلب بشكل كامل.
وأضاف أن متوسط الزيادة في أجور رحلات "أسنب" خلال الأشهر الماضية لا يزال أقل من نسبة ارتفاع التعريفات المقررة في قطاع النقل العام. ومع ذلك، يواصل المستخدمون التعبير عن استيائهم من ارتفاع التكاليف، ويطالبون الشركة بالإسراع في معالجة الاختلالات الفنية وإعادة التوازن إلى السوق.
ستّار هاشمي، وزير الاتصالات في إيران، أكّد أن الاختلالات في أنظمة تحديد الموقع كانت "متعمدة"، مشيراً إلى أنها فُرضت "لأسباب أمنية" وما زالت مستمرة منذ الحرب التي استمرت 12 يوماً.
وبالتوازي، أكّد نائب وزير الاتصالات أيضاً أن جزءاً من هذه الاختلالات يُنفَّذ عمداً من داخل إيران ولأسباب "عسكرية وأمنية"، معلناً عن خطط لاستخدام النظام الصيني "بي دو" كبديل.
وتفيد التقارير بأن إيران والصين وقّعتا مذكرة تفاهم للتعاون بشأن "بي دو" منذ عام 2015، وأن بكين وعدت بوضع هذا النظام في خدمة طهران، رغم عدم وجود دلائل دقيقة على استخدامه عملياً حتى الآن.
ويرجّح خبراء أن يكون جزء من المعدات العسكرية الإيرانية، ولا سيما الصاروخية، قد أصبح معتمداً على "بي دو" بهدف تقليل الاعتماد على نظام "جي بي إس" الأميركي؛ خطوة تُقيَّم في إطار استراتيجية الحرب غير المتماثلة للنظام الإيراني.