وزير الطاقة الإيراني: تجاوزنا ذروة استهلاك الكهرباء.. لكن الانقطاعات مستمرة

قال وزير الطاقة الإيراني، عباس علي آبادي، إن فترة ذروة استهلاك الكهرباء في إيران قد انتهت، إلا أن الانقطاعات ستتواصل على الأقل حتى نهاية الصيف.
قال وزير الطاقة الإيراني، عباس علي آبادي، إن فترة ذروة استهلاك الكهرباء في إيران قد انتهت، إلا أن الانقطاعات ستتواصل على الأقل حتى نهاية الصيف.
وأوضح عباس علي آبادي، في رده على سؤال حول موعد انتهاء الانقطاعات الكهربائية: "الأوضاع لم تنتهِ بعد، وعلى المشتركين أن يتعاونوا.. درجات الحرارة بدأت في الانخفاض، لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أنه كلما اقتربنا من نهاية الصيف، قلّت أيضاً المخزونات المائية".
وأشار إلى أن خروج بعض محطات التوليد من الخدمة، إضافة إلى وقوع البلاد في عام جفاف، يجعل المواطنين مضطرين لتحمل الانقطاعات حتى نهاية الصيف.
تجدر الإشارة إلى أن إيران تواجه منذ سنوات أزمة طاقة نتيجة سوء الحوكمة في النظام الإيراني، وهذه الأزمة تتفاقم عاماً بعد عام.
وقد بدأت الانقطاعات المبرمجة والمنظمة للماء والكهرباء هذا العام في وقت أبكر من الأعوام السابقة، منذ مايو/أيار الماضي.
ورغم هذا الوضع، وصف وزير الطاقة الإيراني بلاده بأنها "منافس للكبار في العالم في إنتاج التوربينات"، قائلاً إن "التوربين الغازي المتطور من الفئة F الذي تنتجه إيران يتمتع بقدرة عالية على توليد الكهرباء". وأكد أن هذا التوربين سيدخل الخدمة قريباً في إحدى محطات طهران.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أرسل مئات المواطنين رسائل إلى "إيران إنترناشيونال" تحدثوا فيها عن تعطل حياتهم بسبب الانقطاعات المتكررة والواسعة للماء والكهرباء.
وقد أرسل أحد المواطنين من نهاوند مقطع فيديو قال فيه إن مشروعه يتعرض يومياً لأضرار بسبب انقطاع الكهرباء، محمّلاً النظام المسؤولية المباشرة عن هذه الأزمة.
وفي عدد من المدن، يُقطع الماء والكهرباء يومياً بين 8 إلى 10 ساعات.
وإلى جانب الانقطاعات، اشتكى بعض المواطنين من فواتير بملايين التومانات على منازلهم وأعمالهم. فقد أرسل مواطن مقطع فيديو قال فيه إن منزله القديم والبسيط تلقى فاتورة ماء بقيمة 109 ملايين تومان (نحو 100 دولار)، مضيفاً أنه عندما راجع إدارة المياه قيل له إن هذا المبلغ "محسوب مع التخفيض".
وفي سياق مشابه، علّق عبدالأمير ياقوتي، نائب رئيس تنسيق التوزيع في شركة "توانير"، على فاتورة كهرباء بقيمة86 مليون تومان في طهران، قائلاً إن هذه الفاتورة "لا تتعلق بالاستهلاك المنزلي فقط، بل تشمل مصاريف جانبية"، مرجحاً أن المشترك قد تلقى تحذيرات سابقة بضرورة فصل الاستهلاك. وأوضح أن عدم الفصل أدّى إلى احتساب أعلى رسوم ممكنة.
وقال وحيد سراوند، رئيس لجنة جمعية محطات الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) في طهران، إن فواتير الكهرباء التي تصدرها وزارة الطاقة على أصحاب المحطات تتجاوز إيراداتهم الشهرية.
وأضاف: "إذا لم يتم تعديل هذه الفواتير، فإن صناعة الغاز الطبيعي المضغوط ستنهار، وسيضطر البلد إلى استيراد 15 مليون لتر إضافي من البنزين يومياً".
ووجّه سراوند خطابه إلى محمد رضا عارف، النائب الأول لبزشكيان، قائلاً: "عندما تقطعون الكهرباء عنا باستمرار، كيف يمكن أن تزيد مبيعاتنا؟".
وفي الأشهر الأخيرة، دأب المسؤولون الإيرانيون على تحميل المواطنين مسؤولية نقص الطاقة، ونصحوا بالاستهلاك الأقل و"إطفاء الأجهزة الكهربائية".
أما وزير الطاقة نفسه، فقال في خطابه الأخير: "يجب أن نتذكر أن الكهرباء سلعة باهظة الثمن ويجب استهلاكها بالشكل الصحيح".
وفي السياق، نشر موقع "بيتكوين نيوز" المتخصص تقريراً مفصلاً حول أزمة الطاقة المتفاقمة في إيران، واعتبر أن مزارع التعدين السرية للعملات الرقمية هي السبب الرئيس في الانقطاعات الواسعة للكهرباء.
وبحسب التقرير، فإن منشآت ضخمة وسرية لتعدين العملات المشفرة، يُعتقد أنها تدار تحت إشراف الحرس الثوري، تفرض ضغطاً غير مسبوق على البنية التحتية المتهالكة للكهرباء في إيران.
ويعتقد العديد من الإيرانيين أن هذه المزارع السرية هي السبب المباشر وراء انقطاع الكهرباء.