وقال تاج زاده، في الرسالة التي خرجت من سجن إيفين: "المجتمع يتجه نحو وضع اللادولة. المؤسسات موجودة لكنها عاجزة عن إدارة البلاد. هذا تمهيد لفوضى أشد ضرراً من أي استبداد".
وذكّر بأن المرشد الإيراني علي خامنئي، رغم شعاره "لا حرب.. لا مفاوضات"، خاض الحرب ورضخ للمفاوضات، ورغم تأكيده على "لا حرب مفروضة ولا وقف إطلاق نار مفروض"، اضطر إلى القبول بكليهما.
واعتبر تاج زاده أن هذه القرارات في جوهرها صحيحة، لكنها جاءت متأخرة.
ووصف هذا الناشط السياسي المعتقل أداء السلطة خلال السنوات الثماني الماضية بـ"الكارثي"، وقال: "التضخم المنفلت، والبطالة، والفساد الممنهج، وانقطاع الماء والكهرباء وتزايد الفوارق الاجتماعية، أنهكت حتى مؤيدي النظام".
وأشارت "جبهة الإصلاحات"، في بيان لها يوم الأحد 17 أغسطس (آب) إلى أن "النفسية الجماعية للإيرانيين اليوم مجروحة، وظلال اليأس والقلق ما تزال تثقل على الحياة اليومية للناس"، وأكدت على ضرورة اتخاذ خطوات مثل التعليق الطوعي لتخصيب اليورانيوم والانفتاح النسبي في المجالين السياسي والاقتصادي.
وطالبت الجبهة في بيانها بإعلان الاستعداد لتعليق طوعي للتخصيب وقبول إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقابل رفع كامل للعقوبات، واعتبرت هذا الإجراء "محاولة لبدء مفاوضات شاملة ومباشرة مع أميركا وتطبيع العلاقات معها".
وفي مواصلة رسالته، اعتبر تاج زاده الهزائم الاستراتيجية في سوريا ولبنان والعراق، إضافة إلى اختراق جهاز الموساد لهياكل الأمن داخل النظام الإيراني، السبب الرئيسي لنجاح إسرائيل في حرب الأيام الـ12، وكتب: "جهاز استخبارات الحرس الثوري كان أكبر ضحية لاختراق إسرائيل".
وفي 24 يوليو (تموز)، قال أحمد وحيدي، مستشار القائد العام للحرس الثوري: لا ينبغي المبالغة بشأن الاختراق، "فهناك دائماً أفراد مخطئون وجواسيس، لكن أجهزتنا الأمنية والاستخباراتية تعاملت معهم بقوة".
وأضاف وحيدي: "الكثير من الجواسيس تم دحرهم. الأعداء كانت لديهم خطط كثيرة، لكن بقوة أجهزتنا الأمنية والاستخباراتية لم يحققوا أياً منها".
وشدد تاج زاده على أزمة شرعية النظام بعد احتجاجات يناير (كانون الثاني) 2018 ونوفمبر (تشرين الثاني) 2019 وحركة "المرأة، الحياة، الحرية"، محذراً: "حتى لو لم تقع حرب، فإن النظام الإيراني يواجه أزمة وجودية: البقاء أو الرحيل".
وطالب هذا السجين السياسي بإحداث تغييرات أساسية في الدستور، إلغاء ولاية الفقيه، والتركيز على رفاه الشعب وعودة السلطة إلى الأمة، وقال: "الطريقة الوحيدة لمنع الانهيار هي الإصلاحات العاجلة والجذرية والواسعة".
وفي 11 أغسطس (آب)، أكد لين خودوركوفسكي، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، في مقابلة مع" إيران إنترناشيونال" أن التغييرات في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تعكس نظاماً حاكماً في حالة أفول، و"مجرد استعراض" يشبه "إعادة ترتيب الكراسي على سطح التايتانيك".
وتزامناً مع رسالة تاج زاده، وجّه محمد نوري زاد، الناشط السياسي والمخرج السينمائي المعارض، رسالة من العنبر السابع في سجن إيفين، حذّر فيها مجدداً من دور "الإصلاحيين ورجال الدين" في استمرار أزمات إيران، وقال: "يا أبناء وطني! لا تنخدعوا بالإصلاحيين".
وأضاف مؤكداً: "يجب أن نتخلص مرة واحدة وإلى الأبد من أولئك الملالي الذين هم سرطان مجتمعنا. من الملالي ومن القادة العسكريين معاً".
وأشار نوري زاد إلى الدور التاريخي لبعض رجال الدين في تأجيج حروب القاجار مع روسيا ونتائجها الكارثية، وأكد أن رجال الدين "لم يتحملوا أبداً مسؤولية الكوارث والجرائم التي ارتكبوها"، ولأنهم "يستمدون أوامرهم من غيبيات، فهم لا ينضبطون أبداً في إطار قوانين أي مجتمع".