وأشار عراقجي، يوم الخميس 14 أغسطس (آب)، إلى كثرة التكهنات بشأن احتمال استئناف الحرب بين إيران وإسرائيل، موضحًا أن هذا السؤال يُطرح في جميع الأوساط داخل بلاده، من العائلات والمواطنين العاديين، إلى الأوساط الأكاديمية والجامعية، وأن الجميع يهتم بذلك.
وأضاف: "يجب الحذر من صناعة الأجواء للحرب. لا ينبغي السماح بإبقاء الرأي العام في حالة قلق وخوف دائمين. أنا شخصيًا، قبل حرب الـ 12 يومًا، وبسبب الظروف الإقليمية والدولية، كنت أشعر أن الحرب قد تكون وشيكة، لكن الآن لا أشعر بذلك".
وقال: "يجب إعطاء إجابة صحيحة للشعب، لا تدفعهم للشعور بالخوف والقلق، ولا تدفعهم في الوقت نفسه للشعور باللامبالاة. احتمال الحرب موجود دائمًا بالنسبة لأي دولة".
ولفت عباس عراقجي إلى المهلة التي منحتها الدول الأوروبية الثلاث لإيران للتوصل إلى اتفاق، وإمكانية تفعيل "آلية الزناد"، قائلاً: "لا شك أنه يجب إيجاد حل ومنع تفعيل آلية الزناد، ونحن حتى اللحظة الأخيرة لن ندخر أي جهد".
وأضاف: "لم ينكر أحد وجود آلية الزناد في الاتفاق النووي، هذه ليست مجرد كلمة، بل هي آلية موجودة بالفعل".
وقال عراقجي: "الآن لدى الأوروبيين حتى 20 أكتوبر (تشرين الأول) لتفعيل آلية الزناد، لكن من وجهة نظرنا، هم بسبب مواقفهم، ومنها التأكيد على التخصيب الصفري رغم أن الاتفاق النووي اعترف بحق إيران في التخصيب، لا يملكون أهلية التحدث أو استخدام أي جزء من الاتفاق، بما في ذلك آلية الزناد".
وعلّق عباس عراقجي أيضًا على تصريحات نتنياهو، الذي قال إن أزمة المياه في إيران يمكن حلها بعد زوال النظام الإيراني باستخدام التكنولوجيا والخبراء الإسرائيليين، قائلاً: "الشعب يقف بثبات خلف النظام".
وأضاف: "إذا رفعوا العقوبات، سنحل بأنفسنا اختلالات الطاقة. خبراؤنا يعرفون طرق إعادة تدوير المياه، وطرق تأمينها الجديدة، وعلينا أن نقبل أن مشكلة المياه ليس لها حل سحري أو فوري، بل تحتاج لفترات تقشف مائي، لكنها قابلة للحل".
ووصف تصريح أي شخص بأنه قادر على تحويل مياه الصرف الصحي إلى مياه شرب بأنه "يثير ضحك الناس".
وقبل عراقجي، رد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، على نتنياهو، واصفًا اقتراحه لحل أزمة المياه في إيران بأنه "سراب".
وكتب بزشكيان، يوم الأربعاء 13 أغسطس، على منصة "إكس": "نظام يحرم أهل غزة من الماء والغذاء يريد أن يجلب الماء للإيرانيين؟ يا له من سراب".
وكان نتنياهو قد وجّه، يوم الثلاثاء 12 أغسطس الجاري، رسالة بالفيديو إلى الشعب الإيراني، أشار فيها إلى أزمة نقص المياه في البلاد، قائلاً: "إن عطش الماء في إيران لا يعادله إلا عطش الحرية"، وإن الوقت قد حان "للنضال من أجل الحرية".
وقال في رسالته: "في هذا الصيف الحارق، ليس لديكم حتى ماء نظيف وبارد لأطفالكم. هذه قمة النفاق، وعدم الاحترام الواضح لشعب إيران. أنتم لا تستحقون هذا الوضع".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء 13 أغسطس إن محور إيران يعلن صراحة أنه يريد تدمير إسرائيل والقضاء على كثير من اليهود، كما يرفع شعار "الموت لأميركا".
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نعرف كيف ننفذ عمليات بكل قوة في إيران
حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير، من أن بلاده تعرف كيف تواجه نظام طهران مجددًا، وتنفذ عمليات داخل إيران بكل قوتها إذا لزم الأمر.
وقال زمير، يوم الخميس 14 أغسطس، خلال مراسم تسليم واستلام قيادة الكليات العسكرية: "إذا لزم الأمر، سنعمل مرة أخرى بدقة وبقوة قاتلة. إزالة التهديدات الوجودية الناشئة جزء من استراتيجيتنا ومفهومنا للأمن القومي".
وأضاف: "لقد وجهنا ضربة لإيران ومحورها، الذي كان هدفه المعلن تدميرنا. بدأنا حربًا استباقية تهدف إلى إزالة تهديد وجودي نشأ مؤخرًا، وكان يجب وقفه قبل أن يتحول إلى تهديد فعلي".
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يوم الاثنين 11 أغسطس الجاري، بأن المشاركين في عملية "العُرس الدموي" المنسقة، التي نفذتها إسرائيل في 13 يونيو (حزيران) الماضي لاغتيال كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، ينتظرون تنفيذ عملية مشابهة تستهدف المرشد علي خامنئي.
وجاء ذلك ردًا على نشر صورة في بعض وسائل الإعلام الإيرانية تتضمن قائمة بمسؤولين إسرائيليين، مع اتهامات لهم بـ "الإرهاب".
وشملت القائمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وعددًا من القادة العسكريين، بينهم قائد الجيش.
ووصف كاتس، عبر حسابه على منصة "إكس"، هذه القائمة بأنها "دعوة لاغتيال كبار المسؤولين الإسرائيليين"، مضيفًا: «أنصح ديكتاتور إيران، خامنئي، بأن ينظر أحيانًا إلى السماء حين يخرج من المخبأ، ويصغي جيدًا لأي همسة".
وبالتزامن مع تهديد الدول الأوروبية بتفعيل آلية الزناد، حذر مسؤول إيراني رفيع، في مقابلة مع صحيفة "تلغراف" البريطانية، من أن عودة عقوبات الأمم المتحدة يمكن أن تعرض النظام الإيراني لـ "تهديد وجودي".
وقال المسؤول، الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه: "إن إيران لا تملك القدرة المالية أو العسكرية لتحمل عودة عقوبات الأمم المتحدة. هذه العقوبات ستدفع الشعب مجددًا للاحتجاج، وهذه المرة قد يكون الأمر مختلفًا".
وأضاف: "هذه العقوبات أكثر تدميرًا من الحرب"، موضحًا أن مجلس الأمن القومي الأعلى طلب من مكتب الرئاسة إيجاد سبيل لبدء الحوار قبل فوات الأوان.
وكانت "إيران إنترناشيونال" قد نشرت سابقًا رسالة سرية من وزارة الاستخبارات الإيرانية تحذر الوزارات والشركات الكبرى من أن تفعيل "آلية الزناد" سيؤدي إلى وقف مبيعات النفط واندلاع أزمات اقتصادية وأمنية كبرى، وزيادة البطالة وتصاعد السخط الشعبي.
وأشارت الرسالة، التي أُرسلت يوم الاثنين 11 أغسطس الجاري، إلى التحركات الأخيرة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث، وطلبت من المؤسسات الاقتصادية "الحساسة" أن تكون مستعدة بالكامل لهذا السيناريو.
وفي الأثناء، انتقد مهدي كروبي، أحد قادة "الحركة الخضراء" في إيران، سياسات النظام، بما في ذلك البرنامج النووي، قائلاً إنها أوصلت البلاد إلى "قاع الوادي"، ودعا إلى "العودة إلى الشعب وإصلاحات هيكلية".
وقال كروبي، يوم الخميس 14 أغسطس الجاري، إنه من أجل بقاء إيران، يجب على الحاكمين أن يعودوا إلى الشعب، ويهيئوا الظروف لإصلاحات هيكلية قائمة على إرادة الأمة قبل فوات الأوان.
كما دعا الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، يوم الأربعاء 13 أغسطس، إلى صياغة "استراتيجية وطنية جديدة" بناءً على مطالب الشعب، والتركيز على تنمية إيران، محذرًا من أن تجاهل هذه الخطوات قد يعرض البلاد لخطر الحرب مجددًا.