وأوضح جواني، وفي مقطع فيديو، أن تساؤلات طُرحت داخل المجتمع الإيراني خلال الحرب، مفادها: "ألم نوقّع اتفاقيات تعاون لمدة 25 عامًا مع الصين و20 عامًا مع روسيا؟ فلماذا لم يتعاونا معنا؟".
وردّ بالقول: "إن طبيعة هذه الاتفاقيات لا تشمل التزامات بالدفاع المتبادل، مثل بعض المعاهدات الأمنية المعروفة، بل تتعلق بالتعاون العسكري، وتبادل شراء وبيع المعدات، لكنها لا تنصّ على تقديم دعم مباشر في حال وقوع حرب".
وأضاف: "على سبيل المثال، لدينا اتفاقية تعاون عسكري مع موسكو، لكن هذا لا يعني أننا كنّا ملزمين بدعم روسيا، حين دخلت في حرب مع أوكرانيا، ومِن ثمّ فهم أيضًا ليسوا ملزمين بدعمنا عند تعرضنا لهجوم".
ودافع جواني عن موقف الصين وروسيا، قائلاً: "إن إيران لم تطلب المساعدة من أي دولة، ولا حتى من أطراف محور المقاومة".
وأضاف أن "الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قام خلال الحرب بخطوات دبلوماسية وسياسية مهمّة لصالح إيران في المحافل الدولية، وهي التحركات التي كان ينبغي عليه اتخاذها على الصعيد السياسي".
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت، في 22 يونيو (حزيران) الماضي، عن مصادر إيرانية، أن طهران غير راضية عن مستوى دعم موسكو، وتطالبها بتحركات أكثر فاعلية.
وخلال الحرب، التي استمرت 12 يومًا، وصفت روسيا الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية بأنها "عدوانية" و"لا مبرر لها"، فيما دعت الصين إلى "التهدئة والحوار"، وأدانت الهجمات العسكرية الإسرائيلية، لكنها لم تتخذ أي إجراء دفاعي عملي.
واعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، في تحليل نشرته يوم 31 يوليو (تموز) الماضي، أن "صمت بكين وعدم تحركها" حيال الهجمات على حليفتها، يكشف عن حدود قدرة الصين الفعلية على إدارة الأزمات العسكرية، ويعكس ضعفًا بنيويًا في تحالفاتها غير الرسمية مع دول، مثل إيران وروسيا.
وكانت صحيفة "جمهورية إسلامي" الإيرانية قد انتقدت، في 7 يوليو الماضي، أداء روسيا خلال الحرب بين إسرائيل وإيران، مشيرة إلى أن منظومة الدفاع الجوي "إس-400"، التي وعدت بها موسكو منذ سنوات، لم تُسلَّم لطهران، وهو دليل آخر على عدم موثوقية هذا "الجار الشمالي".
وتساءلت الصحيفة ما إذا كانت الصين، التي أعلنت أنها "لن تسمح لروسيا بالهزيمة في أوكرانيا"، ستبادر إلى معالجة ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية، أم أن اتفاقية التعاون الممتدة لعشرين عامًا مع بكين "مجرد ورقة لا قيمة لها".