وأعلن خطيب زاده، في مقابلة مع شبكة تلفزيونية صينية، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية نصها، يوم السبت 2 أغسطس (آب)، أن إيران لا تنوي وقف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفًا: "سيعود المفتشون إلى إيران خلال الأسابيع المقبلة، لقد غادروا إيران طوعًا، ولم نقم بطردهم. بسبب الحرب.. شعروا بأنه يجب عليهم المغادرة".
وتتعارض هذه التصريحات مع ما قاله المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في 25 يوليو (تموز) الماضي، والذي أكد أن مفتشي هذه المنظمة لن يعودوا إلى إيران في الوقت الحالي.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلن في اليوم نفسه أن زيارة نائب المدير العام للوكالة إلى إيران ستكون في الأسابيع المقبلة، لكن غروسي أوضح أن المفاوضات المحتملة مع إيران "لن تشمل في الوقت الراهن عودة وتجديد عمل المفتشين".
وفي السياق ذاته، كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مقابلة مع مجلة "فايننشال تايمز" البريطانية، للمرة الأولى، أن إحدى المنشآت النووية التي استُهدفت خلال الحرب كانت منشأة تخصيب جديدة أُعلن مؤخرًا عن اقتراب تدشينها.
وكشف عراقجي، في مقابلته، أن منشأة تخصيب جديدة في إيران تعرضت للهجوم وتضررت خلال الحرب.
وقال إن موقع هذه المنشأة "قرب أصفهان"، وأضاف: "بحسب علمي، كانت الاستعدادات (للتخصيب) قد تمت، ولكن في وقت الهجوم لم تكن هذه المنشأة قد بدأت العمل بعد".
وكانت طهران قد أعلنت، قبل يوم واحد من بدء الهجمات الإسرائيلية، أنها ستقوم بتشغيل هذه المنشأة، وذلك ردًا على قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وهذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها إيران أن هذا الموقع أيضًا كان هدفًا للهجوم.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت في بيان، يوم 12 يونيو (حزيران) الماضي، أنه ردًا على "القرار السياسي" الصادر عن الوكالة، فإن النظام الإيراني قد أصدر قرارًا بإنشاء "منشأة تخصيب جديدة في موقع آمن، واستبدال أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في مركز تخصيب الشهيد الدكتور علي محمدي (فوردو) بأجهزة متطورة من الجيل السادس".
وصرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد توقف الحرب بين إيران وإسرائيل، بأن مفتشي الوكالة كانوا يعتزمون زيارة هذه المنشأة الجديدة، لكن هذا الأمر أُلغي بسبب الهجمات الإسرائيلية.
ويؤكد مسؤولو النظام الإيراني أنهم لن يوقفوا تخصيب اليورانيوم تحت أي ظرف، في حين تعتبر أميركا التخصيب خطًا أحمر في ما يخص البرنامج النووي الإيراني.
كما شدد مساعد وزير خارجية إيران، في رده على سؤال حول المفاوضات المحتملة المقبلة مع أميركا بشأن الملف النووي، على أنه "ليس لدينا عجلة للدخول في أي نوع من التفاعل غير المباشر أو أي صيغة مع الولايات المتحدة."
وطالب خطيب زاده، على غرار وزير الخارجية الإيراني، بـ "ضمانات" من الولايات المتحدة قبل الدخول في المفاوضات.
وكان ترامب قد صرّح، في 31 يوليو الماضي، بأن إيران بعد استهداف منشآتها النووية تصرفت بشكل سيئ للغاية".
وأضاف الرئيس الأميركي، حول احتمال استئناف المفاوضات مع طهران: "إن إيران أظهرت أداءً سيئًا جدًا. لقد تم تدمير قدراتها النووية، ومُسحت.. يمكنهم أن يعاودوا البدء، ولكن في مواقع جديدة".
وكان قد قال في 28 يوليو الماضي أيضًا إن إيران "ترسل إشارات سلبية"، وإن أي محاولة من طهران لاستئناف برنامجها النووي "سيتم سحقها على الفور".
وفي المقابل، طالب وزير الخارجية الإيراني بأن تدفع أميركا تعويضات عن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
وقد عقدت إيران وأميركا، خلال الأشهر الماضية، خمس جولات من المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وقبل عقد الجولة السادسة، شنت إسرائيل هجومًا مفاجئًا على إيران، في 13 يونيو (حزيران) الماضي، أدى إلى اندلاع حرب استمرت 12 يومًا بين الطرفين.