وبالتزامن مع انقطاع المياه لساعات في بعض مناطق طهران خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي روايات تدّعي أن السدود مليئة بالمياه.
غير أن بعض وسائل الإعلام نفت هذه المزاعم، مشيرة إلى أن مخزون المياه في السدود لا يتجاوز 21% من سعتها.
وصرّحت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، اليوم الأربعاء، بأن مقترحات مثل تعطيل الدوام أيام الأربعاء أو السبت، أو إعادة النظر في العطلة الأسبوعية، قد طُرحت للنقاش، لكنها لم تُقرّ بسبب "الاعتبارات الاقتصادية والتنفيذية".
كانت الحكومة قد أعلنت، في 29 يوليو، أنها تدرس فرض عطلة صيفية تشمل إغلاق طهران لأسبوع كامل.
كما أغلقت السلطات، الأربعاء الماضي، نحو 20 محافظة بسبب الحر الشديد وشحّ المياه والكهرباء.
مخزون سدود طهران لا يتجاوز 21% من طاقتها
ورغم تداول مقاطع فيديو ومزاعم في شبكات التواصل تفيد بأن سدود طهران مليئة، نشرت صحيفة "شرق"، في 29 يوليو (تموز)، تقريرًا ميدانيًا من سد كرج، الذي يوفّر قرابة ربع مياه الشرب لطهران، أظهر انخفاضًا حادًا في مخزون مياهه.
وقال محمد علي معلم، مدير سد كرج، للصحيفة إن كمية المياه المتوفرة فيه لا تتعدى ثلث سعته، وبعضها يُعد "مياهًا ميتة" مختلطة بالوحل والرواسب في قاع السد، ولا يمكن الاستفادة منها.
وأضاف أن مخزون مياه السد وصل إلى أدنى مستوياته خلال 64 عامًا الماضية، مشيرًا إلى انخفاض ارتفاع منسوب المياه فيه بمقدار 45 مترًا عن الحد الأقصى، ما يعادل تراجعًا قدره 120 مليون متر مكعب من المياه.
وأوضح قائلًا: "الارتفاع الكامل للسد من القاع يبلغ 168 مترًا، وتصل سعته القصوى إلى 180 مليون متر مكعب في حال الامتلاء. أما الآن، ومع انخفاض المنسوب 45 مترًا، فلا يتبقى سوى 60 مليون متر مكعب فقط".
من جانبها، تناولت وكالة "تسنيم"، التابعة للحرس الثوري، تضارب التصريحات الرسمية والتقارير الإعلامية بشأن وضعية السدود المزوّدة لمياه الشرب في طهران.
وتُظهر التقارير الرسمية انخفاضًا حادًا في مخزون السدود الخمسة التي تغذي العاصمة: أمير كبير، ولتيان، ولار، وماملو، وطالقان.
وبحسب شركة مياه منطقة طهران، لم يتبقَّ من السعة الكلية لهذه السدود سوى 21%.
وإذا استُثني سد طالقان، الذي يُعدّ مساهمًا ثانويًا في شبكة مياه الشرب بسبب قيود النقل، تنخفض النسبة المتبقية من السعة إلى 12% فقط.
وذكرت وكالة "تسنيم" أن هذه الأرقام تعكس تراجعًا كبيرًا في تدفق المياه إلى السدود بسبب خمس سنوات متتالية من الجفاف، وانخفاض معدلات الأمطار بنسبة 41% مقارنة بالمعدلات طويلة الأمد.