وسبق أن نشرت "العفو الدولية"، تقريراً مفصلاً أكدت فيه أن الغارات الجوية المتعمدة التي شنها الجيش الإسرائيلي على سجن إيفين في طهران تُعدّ انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني، ويجب التحقيق فيها كجريمة حرب.
وفي تقريرها الجديد، أوضحت منظمة العفو الدولية- استناداً إلى تحقيقات خبرائها في الأسلحة- أن القوات الإيرانية أطلقت صواريخ محمّلة بذخائر عنقودية على منطقة حضرية تُدعى "غوش دان" قرب تل أبيب. وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو المنشورة أن هذه الذخائر سقطت في مناطق سكنية، مما عرّض حياة المدنيين، وخاصة الأطفال، للخطر.
وقالت إريكا غويفارا روساس، المديرة العليا للبحوث والحملات في منظمة العفو الدولية: "الذخائر العنقودية بطبيعتها أسلحة عشوائية ولا ينبغي استخدامها إطلاقاً. واستخدام القوات الإيرانية لهذه الأسلحة قرب مناطق سكنية يُظهر ازدراءً واضحاً بأرواح المدنيين وانتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني."
وأفادت منظمة العفو أن مدينتي بئر السبع (جنوب إسرائيل) وريشون لتسيون، تعرضتا أيضاً لهجمات بذخائر عنقودية. وفي بئر السبع، سقطت إحدى هذه القنابل على ملعب كرة سلة تابع لإحدى المدارس. ولحسن الحظ، لم يُسجّل وقوع خسائر بشرية في هذه الهجمات، إلا أن العفو الدولية حذّرت من أن الذخائر غير المنفجرة لا تزال تُشكّل تهديداً قاتلاً مستقبلاً.
وفي هجوم آخر، استُهدِف منزل سكني في مدينة أزور (وسط إسرائيل)، لكن سكانه تمكنوا من اللجوء إلى غرفة آمنة قبل الانفجار.
وقالت السلطات الإسرائيلية إن الصواريخ التي أطلقتها إيران كانت من نوع باليستي، وتقوم بنشر ذخائرها العنقودية على ارتفاع عدة كيلومترات فوق سطح الأرض، مما يؤدي إلى دقة منخفضة وانحراف في مدى الإصابة قد يصل إلى نصف كيلومتر أو أكثر.
وأشار تقرير "العفو الدولية" إلى أن ذخائر مشابهة استُخدمت في إيران في وقت سابق. ففي سبتمبر (أيلول) 2023، سقطت قنبلة عنقودية في منطقة حضرية عقب تجربة صاروخية فاشلة في مدينة كركان، ما أسفر عن إصابة شخصين. حينها، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية أن أحد الأنظمة الخاضعة للاختبار تعرض لعطل فني وانحرف عن مساره.
وذكرت المنظمة أن بعض هذه الذخائر تتشابه مع أسلحة عُرضت في معارض الدفاع الإيرانية عام 2016.
ووفقاً للقانون الدولي الإنساني، يُمنع استخدام الأسلحة العشوائية مثل القنابل العنقودية. وقد دخلت اتفاقية حظر القنابل العنقودية حيّز التنفيذ منذ عام 2010، لكن كلاً من إيران وإسرائيل لم تنضما إليها بعد.
وجددت "العفو الدولية" دعوتها لكل من إيران وإسرائيل للانضمام إلى هذه الاتفاقية والالتزام بمضامينها. كما أوضحت أنها أرسلت استفسارات للسلطات الإيرانية بشأن استخدام هذه الذخائر، لكنها لم تتلقّ أي رد حتى لحظة نشر التقرير.
ووفقاً لمؤسسة الشهيد وشؤون المضحين الإيرانية، قُتل ما لا يقل عن 1100 شخص من المواطنين الإيرانيين خلال هذه الحرب، بينهم 132 امرأة و45 طفلاً.
كما دعت "العفو الدولية" إلى تحقيق مستقل في الغارة الجوية الإسرائيلية على سجن إيفين، والتي أسفرت عن مقتل أو إصابة عشرات المدنيين، بينهم طفل.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أعلنت وزارة الصحة أن 29 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، قُتلوا نتيجة هجمات إيران. وكانت واحدة من أكثر الهجمات دموية تلك التي استهدفت مدينة طمرة في شمال إسرائيل، حيث أودت بحياة أربعة أفراد من عائلة واحدة، من بينهم طفل.