وذكرت الصحيفة أن على المجتمع الدولي أن يفكر في فرض منطقة حظر جوي فوق مناطق رئيسية داخل إيران، بدلًا من الاعتماد على الضربات الجوية المحدودة والعقوبات الاقتصادية، التي لم تثبت فعاليتها في وقف تقدم طهران النووي.
ووفقًا للمقال، فإن منطقة الحظر الجوي المقترحة ستركز على المناطق الحدودية التي تسكنها في الغالب أقليات قومية.
وتصف الصحيفة هذه المناطق بأنها مهمة جغرافيًا، وحساسة سياسيًا، وذات رمزية قوية.
ويرى كاتب المقال أن السيطرة على المجال الجوي لهذه المناطق لا تقيّد فقط تحركات الحرس الثوري ووحدات القوات المسلحة التابعة للنظام الإيراني، بل تمثل أيضًا استراتيجية احتواء دقيقة تزيد من كلفة العمليات العسكرية التي تعتمد على الممرات الجوية الداخلية، وتُجبر النظام على تحويل موارده المالية نحو الأمن الداخلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن العملية العسكرية التي استمرت 12 يومًا، والتي نجحت خلالها القوات الأميركية والإسرائيلية في فرض تفوق جوي مؤقت غرب إيران، تُظهر أن السيطرة على الأجواء فوق مناطق رئيسية داخل إيران أمرٌ ممكن.
رسالة سياسية واقتصادية
وبحسب الصحيفة، فإن فرض منطقة حظر جوي ليس مجرد أداة عسكرية، بل هو أيضًا إعلان سياسي مفاده أن النظام الإيراني لا يمكنه الاستمرار في تطوير برنامجه النووي من دون عواقب.
وأضافت "جيروزالِم بوست" أن التأثير النفسي لمثل هذا الإجراء يضرب شرعية النظام؛ إذ إن اللحظة التي تسيطر فيها قوة أجنبية على سماء جزء من البلاد هي اللحظة التي تُطرح فيها أسئلة جدية حول مزاعم النظام بامتلاكه سلطة مطلقة.
ويرى المقال أن هذه الاستراتيجية من شأنها أيضًا أن تزيد الضغط الاقتصادي على النظام من خلال تقييد حركة الطيران التجاري، ورفع تكاليف التأمين، وتقليص التدفقات التجارية، ما يُفاقم من غضب الطبقة الوسطى الإيرانية.
وتشير الصحيفة إلى أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، حذر منذ ثمانينيات القرن الماضي من خطر النظام الإيراني، لكن الأعباء السياسية والاستقطاب الناتج عن هذه التحذيرات أضعفت صدقيتها لدى بعض الجهات في العالم العربي وحتى بعض جمهور الغرب.
لكن التدخلات الإيرانية، من بغداد إلى بيروت، ومن العواصم الخليجية إلى دمشق، باتت واقعًا لا يمكن إنكاره بالنسبة إلى كثير من دول المنطقة.
لذلك، يخلص كاتب المقال إلى أن الوقت قد حان لتشكيل ائتلاف جديد من اللاعبين الموثوقين إقليميًا ودوليًا، ينقل رسالة التصدي للنظام الإيراني، لا من خلال الخطب السياسية، بل عبر تحرك منسق وفعلي.