وأفادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، نقلاً عن وكالة الفضاء، بأن نتائج هذا الاختبار ستُستخدم لتحسين أداء الأقمار الصناعية والأنظمة الفضائية في البلاد.
اختبار في خضم التوترات مع الغرب
لم يكن هذا أول اختبار صاروخي تقوم به إيران في وقت يشهد توترًا مع الغرب. ففي مرات سابقة، أدانت الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) عمليات إطلاق الصواريخ الفضائية من قِبل طهران، معتبرين إياها "انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وزعزعة لاستقرار المنطقة".
وفي عام 2022، وصف البيت الأبيض إطلاق إيران صاروخ "ذو الجناح" بأنه "عمل غير مفيد ومزعزع للاستقرار"، مؤكدًا التزامه باستخدام العقوبات وغيرها من الإجراءات لمنع مزيد من التقدم في البرنامج الصاروخي الإيراني.
وفي العام ذاته، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن مصادر أمنية، أن إيران تسعى إلى تطوير صواريخ فضائية بمدى يصل إلى 4000 كيلو متر، يمكن استخدامها لتحميل رؤوس نووية.
محاولات فاشلة سابقة
سبق لطهران أن قامت بمحاولات غير ناجحة في هذا المجال؛ ففي فبراير (شباط) 2020، فشل إطلاق القمر الصناعي "ظفر-1" الذي كلف تطويره نحو مليوني يورو، بسبب عدم وصول صاروخ "سيمرغ" إلى السرعة المطلوبة لوضع القمر في مداره المحدد، حسب ما أكده المتحدث باسم الشؤون الفضائية بوزارة الدفاع الإيرانية أحمد حسيني.
وفي سبتمبر (أيلول) 2019، كشفت شبكة "NPR" الإذاعية الأميركية عن فشل إطلاق صاروخ فضائي إيراني من قاعدة سمنان الفضائية، إذ انفجر على منصة الإطلاق، وهو ما أكدته لاحقًا مصادر إيرانية لوكالة "رويترز".
توقيت الاختبار: بين الحرب والمفاوضات
جاء هذا الاختبار الصاروخي، في أعقاب الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، وقبيل استئناف المحادثات النووية بين طهران ودول "الترويكا" الأوروبية.
وذلك بعدما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن المفاوضات النووية مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستُستأنف يوم الجمعة المقبل 25 يوليو الجاري، في إسطنبول، وعلى مستوى نواب وزراء الخارجية.
وذكرت صحيفة "فرهیختكان" الإيرانية أن أوروبا تسعى خلال هذه المفاوضات إلى تعليق تفعيل آلية الزناد (سناب باك)، مقابل عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران.
ومن جهته، قال نائب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إن عدم إغلاق مضيق هرمز يُعد ورقة تفاوض مهمة بيد طهران في هذه المباحثات.