وصرّح نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، عباس مقتدايي، لوكالة "بورنا"، بأن طهران تستخدم عدم إغلاق مضيق هرمز كورقة تفاوضية، وأنه في حال فعّلت أوروبا "آلية الزناد"، فإن خيار إيران سيكون "التأثير على أمن الممرات المائية".
وأضاف أن هذا التهديد لا يقتصر فقط على الخليج ومضيق هرمز، بل يشمل أيضًا مناطق بحرية أخرى، بالنظر إلى ما وصفه بـ "قدرات إيران البحرية المتقدمة".
وفي إشارة إلى هذه التهديدات، أكد مقتدايي: "إذا كان الأوروبيون سيمارسون الضغوط، فلدينا أدواتنا الخاصة.. يمكننا أن نخلق لهم المشاكل في المنطقة، وخاصة في غرب آسيا ومنطقة الخليج وبحر عمان".
وعلى مدى السنوات الماضية، هددت إيران مرارًا بإغلاق مضيق هرمز، لكنها لم تنفذ ذلك أبدًا.
وكان إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، قد صرح أيضًا بأن البرلمان وافق على خطة لإغلاق مضيق هرمز. إلا أن هذا القرار غير ملزم، والقرار النهائي في هذا الشأن يعود للمجلس الأعلى للأمن القومي.
ويعد مضيق هرمز ممرًا استراتيجيًا وأحد أهم طرق الشحن في العالم، حيث يمر عبر المضيق يوميًا أكثر من 21 مليون برميل من النفط ونحو ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال.
وفي السياق ذاته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، صباح الاثنين 21 يوليو (تموز)، أن المفاوضات النووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا ستُستأنف يوم الجمعة 25 يوليو الجاري في إسطنبول، على مستوى نوّاب وزراء الخارجية.
وأضاف لاحقًا: "لن نتردد في استخدام الدبلوماسية كلما شعرنا أنها تخدم حقوق الشعب الإيراني".
وجدير بالذكر أن الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) قد طالبت طهران بضرورة استئناف المفاوضات فورًا واتخاذ خطوات ملموسة لحل ملفها النووي، وإلا فسيتم تفعيل "آلية الزناد"، خلال شهر ونصف الشهر من الآن.
وفي المقابل، ردّ مقتدائي على هذه التهديدات قائلاً: "إذا قررت أوروبا الضغط، فنحن أيضًا لدينا أدواتنا… يمكننا خلق مشاكل لهم في المنطقة، خاصة في غرب آسيا، والخليج، وبحر عمان".
تهديدات بمضيق هرمز
كانت وكالة "رويترز" قد أفادت بأن إيران استعدّت الشهر الماضي لنشر ألغام في مضيق هرمز، في خطوة لم تُنفّذ حتى الآن، رغم تهديدات متكررة خلال السنوات الماضية بإغلاق هذا الممر الاستراتيجي.
ويُعد المضيق من أهم ممرات الملاحة في العالم، حيث يمر عبره يوميًا أكثر من 21 مليون برميل من النفط، وثلث صادرات الغاز الطبيعي المُسال.
كما أن إيران نفسها تعتمد عليه لتصدير النفط واستيراد السلع.
كما أشار تقرير من وكالة "مهر" الرسمية الإيرانية إلى أن مضيق هرمز يمكن أن يُستخدم كأداة سياسية وجيوسياسية من قِبل طهران.
الوكالة الدولية و"آلية الزناد"
وكتبت صحيفة "فرهيختكان" أن الأوروبيين يريدون استئناف رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على البرنامج النووي الإيراني، بشرط تقديم المدير العام للوكالة تقريرًا مرضيًا إلى دول "الترويكا" ومجلس الأمن، لتأجيل تفعيل "آلية الزناد".
وآلية الزناد (Snapback) هي بند وارد في القرار 2231 لمجلس الأمن، يُمكّن أي طرف في الاتفاق النووي من إعادة فرض العقوبات الأممية تلقائيًا على إيران في حال "عدم التزامها الجوهري" بالاتفاق، دون الحاجة لتصويت جديد.
ضغوط متبادلة
في ظل تصعيد متبادل، تشير التقارير إلى أن طهران قد تستخدم أوراق ضغط في المفاوضات المقبلة، تشمل تهديدات بإغلاق مضيق هرمز، والانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، ورفع مستويات تخصيب اليورانيوم، أو عدم السماح بعودة المفتشين الدوليين، فضلًا عن قضية المعتقلين الأوروبيين في إيران.
روسيا: أوروبا ليس لها الحق في تفعيل آلية الزناد
من جهته، قال المندوب الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، إن دول "الترويكا" الأوروبية "ليس لديها أي حق قانوني أو أخلاقي" في تفعيل "آلية الزناد"، مستشهدًا بمنشور لوزير الخارجية الإيراني الإيراني، عباس عراقجي، الذي بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يحذر فيها من هذه الخطوة.
عراقجي: "آلية الزناد" بمثابة إعلان حرب
كانت إيران تجري مفاوضات مع واشنطن قبل أن تبدأ إسرائيل هجماتها المفاجئة، في 13 يونيو (حزيران) الماضي، والتي انضمت إليها لاحقًا الولايات المتحدة، مستهدفة منشآت نطنز وفردو وأصفهان النووية.
وبعد انتهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا، اعتبر عراقجي أن تفعيل آلية الزناد من قِبل أوروبا يعادل "العدوان العسكري"، واشترط تقديم ضمانات بعدم تكرار الهجمات لاستئناف المفاوضات.