وقال موسوي، يوم الأحد 20 يوليو (تموز)، إن "أولى خطوات العدو" خلال حرب الـ 12 يومًا، كانت استهداف أنظمة الرادار والدفاع الجوي في البلاد، مضيفًا أن إسرائيل كانت تسعى للقضاء على القدرات الدفاعية الإيرانية، وقد أُصيبت بالفعل بعض المنظومات خلال المعارك.
ادعاءات باستبدال الأنظمة
أضاف نائب قائد العمليات في الجيش الإيراني: "استطعنا تغطية أجواء البلاد باستخدام منظومات الدفاع الجوي المتوفرة، واستبدلنا المنظومات المتضررة بأخرى جديدة، ما وفّر الأمن للمجال الجوي الإيراني".
وتابع: "لذلك، لم يتمكن العدو من تحقيق أهدافه رغم كل محاولاته".
لكن هذه التصريحات لم يتم تأكيدها من مصادر مستقلة.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فقد تمكّنت القوات الإسرائيلية خلال فترة قصيرة من فرض سيطرة جوية على أجزاء من الأجواء الإيرانية، بما في ذلك العاصمة طهران.
وفي الأيام الأخيرة من الحرب، تركزت العمليات بشكل كامل على تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية.
وقد أتاحت المعلومات، التي حصل عليها "الموساد"، إلى جانب بيانات الجيش الإسرائيلي وفريق استخباراتي خاص في مجال الرصد الجوي، تحديد مواقع 84 منظومة دفاع جوي إيرانية، تم استهدافها وتدميرها على مدار عدة ليالٍ متتالية.
السيطرة على أجواء طهران
بعد تحقيق التفوّق الجوي، استطاعت إسرائيل للمرة الأولى تسيير مقاتلات مأهولة في أجواء طهران، وهو ما وصفته صحيفة "إسرائيل هيوم" بأنه غيّر المشهدين العسكري والنفسي على حد سواء.
عندها بدأت إسرائيل ما سمّته "عملية صيد منظومات الدفاع الجوي الإيرانية".
ومع القضاء على معظم التهديدات الدفاعية، بات بإمكان المقاتلات الإسرائيلية التحليق على ارتفاعات منخفضة، والطيران فوق أهدافها، وقصفها باستخدام قنابل ثقيلة ومنخفضة التكلفة.
كما نفّذت فرق ميدانية تابعة لـ "الموساد" عمليات تدمير لبعض المواقع الدفاعية الحساسة.
وبعد سريان وقف إطلاق النار، أشاد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بالعمليات العسكرية داخل إيران، وأكّد أن على الجيش الإسرائيلي الحفاظ على جهوزيته لضمان استمرار التفوّق الجوي فوق طهران.
وأدى غياب السيطرة الجوية لدى النظام الإيراني إلى استمرار الارتباك بعد انتهاء الحرب، حيث بقيت المطارات الرئيسة في البلاد مغلقة لعدة أيام.
وبحسب ما كشفته قناة "إيران إنترناشيونال" سابقًا، فقد استهدفت إسرائيل خلال الحرب 80 منظومة دفاع جوي إيرانية، وأدى ذلك إلى مقتل عدد من أفراد القوات المكلّفة بتشغيلها.
انهيار خطير في الدفاع الجوي الإيراني
قال الخبير في الأكاديمية الملكية للخدمات العسكرية في بريطانيا، جاستن برانك، إن شبكة الدفاع الجوي الإيرانية "تعرّضت لضعف شديد"، إلى درجة أن القوات الجوية الإسرائيلية أصبحت قادرة على إدخال مقاتلات تكتيكية وحتى طائرات مُسيّرة متوسطة الارتفاع إلى الأجواء الإيرانية بشكل يومي.
وأضاف أن هذا الوضع "يُبقي كل من البرنامج الدفاعي والنووي في إيران عرضة للهجمات المستقبلية المحتملة من جانب إسرائيل".
وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية. ففي عام 2024، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن هجومًا إسرائيليًا استهدف القاعدة الجوية الثامنة في أصفهان، وأصاب منظومة "إس-300" الدفاعية، ما أدّى إلى تدميرها، أو إلحاق أضرار كبيرة بها، وفقًا لصور الأقمار الصناعية.