وقد نشرت صحيفة "عرب نيوز"، يوم الجمعة 18 يوليو (تموز)، أجزاءً من نتائج تحقيق لجنة شكّلها رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، والتي أفادت بأن الطائرات المُسيّرة، التي استُخدمت خلال الحرب بين إسرائيل والنظام الإيراني لضرب قواعد عسكرية في العراق، صُنعت "خارج البلاد"، لكنها أُطلقت من داخل الأراضي العراقية.
ورغم عدم الإشارة بدقة إلى الدولة، التي صنّعت هذه الطائرات، فإن النظام الإيراني يُعرف بنشاطه في مجال تصنيع الطائرات المُسيّرة، وبدعمه للجماعات التابعة له في العراق.
ووفق التقرير، فإنه لم يتم الكشف عن هوية الأطراف المسؤولة عن هذه الهجمات، التي استهدفت أنظمة الرادار والدفاع الجوي.
وخلال الحرب، التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، استُهدفت عدة قواعد عسكرية في العراق، بينها قواعد تضم قوات أميركية، كما تضررت أنظمة الرادار في قاعدة التاجي شمال بغداد، وقاعدة "الإمام علي" في محافظة ذي قار.
وفي 4 يوليو (تموز) الجاري، أعلنت وزارة الداخلية في إقليم كردستان رسميًا أن الفصائل المرتبطة بالنظام الإيراني، وخاصة الحشد الشعبي، مسؤولة عن هذه الهجمات. وقد نفت الحكومة المركزية في بغداد هذا الاتهام بشدة.
الطائرات المُسيّرة كانت جميعها من نوع واحد
صرّح المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، صباح النعمان، بأن التحقيق توصّل إلى "نتائج حاسمة".
وقال: "إن الطائرات المُسيّرة المستخدمة صُنعت خارج العراق، لكنها أُطلقت من مناطق داخل البلاد. وكلّها كانت من طراز واحد، ما يدل على وجود جهة واحدة تقف وراء العملية برمّتها".
وأضاف النعمان أن الجهات المسؤولة عن تنسيق وتنفيذ العمليات قد حُددت، لكن لم تُعلن أسمائها بعد.
وورد في البيان الصادر بهذا الشأن: "ستُتخذ إجراءات قانونية بحق جميع المتورطين، وسيُحالون إلى القضاء العراقي للمساءلة ضمن الإطار القانوني".
وقبل هذه الهجمات، كانت بعض الفصائل المسلحة المرتبطة بالنظام الإيراني في العراق قد هدّدت باستهداف القواعد الأميركية، في حال شنّت أميركا هجومًا على إيران.
ويُذكر أن بعض هذه الفصائل تنتمي للحشد الشعبي، الذي يعمل رسميًا تحت إشراف الجيش العراقي، لكنه في الواقع يعمل في كثير من الأحيان بشكل مستقل.
ومن جانب آخر، أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في تقرير لها، نشرته يوم الجمعة 18 يوليو الجاري، إلى ضبط شحنات أسلحة متطورة في لبنان وسوريا ومحيط اليمن، واعتبرت أن هذه العمليات تكشف عن مسعى جديد للنظام الإيراني لإعادة تسليح وكلائه في المنطقة.