وفي حين صرّح محمدي، يوم الخميس 17 يوليو (تموز)، بأن هناك 150 حادث حريق يوميًا يتم تسجيلها في نظام الإطفاء بطهران، معتبرًا أن هذه الحوادث طبيعية ضمنيًا، أعرب المدير العام لحماية البيئة في محافظة طهران، حسن عباس نجاد، عن قلقه إزاء هذه الحرائق، وقال: "للأسف، في بعض مناطق المحافظة، استغل المعاندون والانتهازيون ظروف ما بعد الحرب لإحراق النفايات، وهذا لم يتسبب فقط في تلوث هواء حاد وانبعاث الدخان في المنطقة، بل أثار أيضًا قلق المواطنين".
وجاء ذلك بعد أن أبلغ مواطنون عن مشاهدتهم سحب دخان كثيفة في منطقة خلف مستشفى "بركت" في جيتكر، جنوب غرب طهران، صباح أمس الخميس.
ويُشار إلى أن منطقة كوهك تقع غرب طريق "آزادگان" السريع، ومن الشمال تصل إلى شارع "هوانیروز" في مدينة "راهن"، وفي الجنوب يفصلها طريق "طهران-ك رج" السريع عن المنطقة 21 من طهران، أما من الغرب، فهي تصل إلى منتزه وبحيرة جيتكر.
وأفادت تقارير سابقة، نُشرت خلال الحرب، التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، بوقوع انفجارات في محيط تلك المنطقة. ومع مرور نحو شهر على نهاية الحرب، تبيّن أن طهران استخدمت أماكن مدنية ظاهريًا لإخفاء أو إسكان شخصيات رئيسة تابعة لها.
والمكان الذي زعمت منظمة البيئة وهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن "معاندين" أضرموا فيه النار لحرق النفايات، هو مركز إدارة النفايات المتكامل في كوهك، الذي تم افتتاحه رسميًا في سبتمبر (أيلول) 2023 كموقع حديث لفرز النفايات في المنطقة.
ومع ذلك، أكدت هيئة الإطفاء ووسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن الحريق الذي وقع يوم أمس الخميس يعود إلى موقع لتجميع النفايات. كما عزت منظمة البيئة الحريق إلى عمل "عناصر معادية".
لكن موقع دپوی كوهك لتجميع النفايات، الذي تم إعداد تقرير عنه من قِبل هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، هو موقع رسمي، تم افتتاحه رسميًا في سبتمبر 2023 في شارع "نسيم جهارم" بهذه المنطقة. ولا يبدو أن هذا الموقع الرسمي يُدار من قِبل "عناصر معادية".
ومنذ 23 يونيو (حزيران) الماضي، تعيش إيران وإسرائيل في حالة هدنة هشة. وينتقد التيار المعروف باسم "الأصوليين" الحكومة الإيرانية لقبولها الهدنة، لكن علي خامنئي، في أول خطاب علني له يوم 15 يوليو (تموز) الجاري، وجه رسالة ضمنية لهذا التيار بعدم الاعتراض على الحكومة.
ومن جهة أخرى، وعلى الرغم من تصريح رئيس إدارة الإطفاء بأن هذه الحرائق كانت تحدث دومًا، فإنه لم يسبق أن سُجلت حرائق بهذا العدد والحجم خلال فصل الصيف في السنوات الماضية، سواء بسبب تسرب غاز، أو إحراق الأعشاب المحيطة بالمطارات، أو، كما في الحالة الأخيرة، حرق مواقع تجميع النفايات.
في حادث حريق وقع في أحد أبراج مدينة جيتكر، يوم الخميس 10 يوليو الجاري، أعلنت إدارة الإطفاء رسميًا أن الانفجار نتج عن تسرب للغاز.
لكن عدم وجود تمديدات غاز في برج بامجال 9 من جهة، ومن جهة أخرى الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية لوحدة سكنية جديدة خالية من الأثاث كموقع للانفجار، زادت من الشكوك حول الرواية الرسمية.
وبعد يوم واحد من هذا الانفجار، أفادت وسائل الإعلام بوفاة علي طائب، شقيق حسين (حسن) طائب، القائد السابق لجهاز استخبارات الحرس الثوري، والممثل السابق لـ "الولي الفقيه" في مقر قمع "ثارالله"، وذلك يوم الجمعة 11 يوليو.
وقد أُعلن عن هذا الخبر في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عن وجود عناصر يرتدون زيًا مدنيًا يشبه لباس القوات الأمنية في موقع الحريق ببرج بامجال.
ونشر الحساب الرسمي لإسرائيل بالفارسية، بعد ذلك الانفجار الذي نسبته الجمهورية الإسلامية إلى تسرب الغاز، صورة من الحادث، وأرفقها بتعليق ساخر: "ألم يتم القبض على سلطان الغاز بعد؟".
وحتى الآن، تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 20 انفجارًا مشبوهًا في أنحاء إيران، وقد نفت السلطات الحكومية أن يكون أي منها نتيجة عمل تخريبي، وأرجعت جميعها لأسباب طبيعية.
مع ذلك، يشكك المواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي في روايات النظام من خلال الربط بين هذه الحوادث وإعلان وفاة شخصيات عسكرية وأمنية بارزة.