وبحسب وكالة "رويترز"، فقد أجرى وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث، المعروفة بـ "دول الترويكا"، إلى جانب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، اتصالاً هاتفيًا مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وذلك لأول مرة منذ الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، منتصف يونيو (حزيران) الماضي.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لـ "رويترز" إنه طُلب من إيران خلال هذا الاتصال استئناف الجهود الدبلوماسية فورًا؛ للتوصل إلى اتفاق نووي "قابل للتحقق ومستدام".
وتُعد هذه الدول الثلاث الأوروبية، إلى جانب الصين وروسيا، من الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران؛ والذي رُفعت بموجبه العقوبات عن إيران مقابل تقييد برنامجها النووي.
ومن المقرر أن تنقضي صلاحية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يُضفي الشرعية على هذا الاتفاق، في 18 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لكن وفقًا لبنوده، يمكن إعادة فرض العقوبات قبل هذا التاريخ من خلال آلية قد تستغرق نحو 30 يومًا لتفعيلها.
وقد حذرت الدول الأوروبية مرارًا من أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق جديد، فإنها ستفعّل آلية "العودة التلقائية للعقوبات" المعروفة بـ "آلية الزناد" (سناب باك)، وهو إجراء يؤدي إلى إعادة فرض جميع العقوبات السابقة للأمم المتحدة على إيران.
وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي لـ "رويترز": "أكد وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث، خلال الاتصال الهاتفي مع عراقجي، تصميمهم على استخدام آلية العودة التلقائية للعقوبات، حال عدم إحراز "تقدم ملموس" بحلول نهاية الصيف".
ولم يقدم المصدر توضيحًا حول المقصود تحديدًا بـ "التقدم الملموس".
ومنذ الضربات الجوية، التي نفذتها إسرائيل والولايات المتحدة، انسحب مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران.
وبينما صدرت عن مسؤولي إيرانيين إشارات تدل على رغبتهم في العودة إلى المسار الدبلوماسي، لا توجد أي مؤشرات على قرب استئناف الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد صرّح مؤخرًا بأن إيران "ترغب بشدة" في التفاوض، لكنه أكد أنه "ليس في عجلة" من أمره للدخول في محادثات مع طهران.
ويقول دبلوماسيون إن التوصل إلى اتفاق شامل قبل نهاية شهر أغسطس (آب) المقبل- وهو الموعد النهائي الذي حدده الأوروبيون- لا يبدو واقعيًا، خاصة في ظل غياب مفتشين قادرين على تقييم ما تبقى من برنامج إيران النووي.
وقال دبلوماسيان أوروبيان إنهما يأملان في التوصل إلى استراتيجية مشتركة مع الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، بهدف تمهيد الطريق لإمكانية إجراء مفاوضات مع إيران في المستقبل القريب.