وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن هذا الرجل البالغ من العمر 53 عامًا، سُلّم إلى الشرطة الألمانية صباح الاثنين 14 يوليو (تموز).
ووفقًا للتقرير، فمن المقرر أن يمثل هذا الشخص قريبًا أمام قاضي التحقيق في المحكمة الفيدرالية بمدينة كارلسروهه، غير أن التوقيت الدقيق لم يُعلن بعد.
وأفادت وسائل إعلام دنماركية بأنه وافق في جلسة محكمة بمدينة آرهوس على تسليمه إلى ألمانيا.
صحيفة "بيلد" الألمانية كانت قد كشفت يوم الأحد 6 يوليو (توز) أن اسم هذا الشخص هو "علي س"، ونشرت في تقرير لها تفاصيل عن أنشطته في ألمانيا وطريقة التعرف عليه واعتقاله في مدينة آرهوس بالدنمارك.
بحسب هذا التقرير، فإن هذا المواطن الأفغاني-الدنماركي دخل الأراضي الإيرانية في يونيو (حزيران) 2025 متخفّيًا في إطار رحلة عائلية إلى تركيا، وبعد تسليم المعلومات التي جمعها عن أهداف يهودية في برلين إلى ضباط من النظام الإيراني، غادر إيران بوثائق مزوّرة ومن دون ختم دخول أو خروج رسمي.
وأضافت "بيلد" أن جهاز الاستخبارات الداخلي الدنماركي، بعد تتبّع رسائل متبادلة بين هذا الشخص وأحد الضباط المعروفين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، أبلغ جهاز الأمن الداخلي الألماني بالقضية.
وكانت صلاته بالمركز الإسلامي في هامبورغ، وتردده المتكرر على مسجد الإمام علي (المعروف بـ"المسجد الأزرق")، خاضعة مسبقًا لمراقبة الأجهزة الأمنية.
وليس هذا هو الحادث الأول من نوعه الذي يُعتقل فيه مواطنون إيرانيون أو مرتبطون بالنظام الإيراني في أوروبا بتهم تتعلق بالإرهاب.
أسد الله أسدي، السكرتير الثالث في سفارة النظام الإيراني في فيينا، اعتُقل في يوليو (تموز) 2018 بتهمة محاولة تنفيذ تفجير في تجمع لمنظمة "مجاهدين خلق" في فرنسا، وصدر بحقه حكم بالسجن 20 عامًا من محكمة بلجيكية في فبراير (شباط) 2021.
لم يحضر أسدي المحكمة ولم يقدّم طلبًا للاستئناف بعد صدور الحكم. وقد أُعيد لاحقًا إلى إيران في إطار صفقة لتبادل السجناء.
في وقت سابق، صرّح عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين السابقين وموظفي السفارات الإيرانية لقناة "إيران إنترناشيونال" أن طهران تستخدم بعثاتها الدبلوماسية في الخارج للتجسس السري على المعارضين، ولتمويل عمليات نفوذ تحت غطاء مبادرات ثقافية مدعومة من الحكومة.
وقال أحد الموظفين السابقين في وزارة الخارجية الإيرانية لـ"إيران إنترناشيونال": "كل سفارة لديها قائمة بالأشخاص الذين يجب مراقبتهم، وأولئك الذين ينبغي تجنيدهم، وأولئك الذين يجب إسكاتهم".
كما كانت "إيران إنترناشيونال" قد نشرت سابقًا تقارير عدة عن شبكة النفوذ الواسعة والعابرة للحدود التابعة للنظام الإيراني، والتي تعمل بأوامر مباشرة من مكتب المرشد علي خامنئي والوحدة الاستخباراتية التابعة للحرس الثوري.