ووفقًا لـ "رويترز"، فقد قام نحو 40 عضوًا وقائدًا في الحزب بوضع أسلحتهم أرضًا، وهو ما وصفته الوكالة بأنه "خطوة رمزية، لكنها مهمة على طريق إنهاء عقود من الصراع الدموي بين الحزب وتركيا".
ومن المتوقع أن تُدمّر هذه الأسلحة لاحقًا بحضور مسؤولين من المخابرات التركية والعراقية، ومسؤولي إقليم كردستان، فضلاً عن شخصيات رفيعة من حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا، الذي لعب دورًا محوريًا في تسهيل قرار الحزب بنزع السلاح.
إعادة تمركز في شمال العراق
في السنوات الأخيرة، وبعد انسحابه من الحدود التركية، أعاد حزب العمال الكردستاني تمركزه في شمال العراق، واتخذ من مناطق جبلية معقلاً رئيسًا له.
وسبق أن نقلت شبكة "روداو" الإعلامية عن مصدرين مطلعين، يوم 30 يونيو (حزيران) الماضي، أن عملية نزع السلاح ستبدأ من داخل إقليم كردستان العراق، وهو ما تحقق اليوم.
مطالب كردية لتركيا
دعا الحزب، وزعيمه عبد الله أوجلان، المعتقل في تركيا منذ عام 1999، بالإضافة إلى حزب الشعوب الديمقراطي، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الاستجابة للمطالب السياسية للأكراد، بما يشمل الاعتراف بحقوقهم وتقديم ضمانات ديمقراطية.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن الحزب غيّر اسمه رسميًا إلى "جماعة السلام والمجتمع الديمقراطي"، في دلالة على تحوّله من تنظيم مسلح إلى كيان سياسي.
رسالة تاريخية من أوجلان
كان الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، قد وجه رسالة عبر تسجيل مصوّر، في 8 يوليو الجاري، دعا فيها إلى "الانتقال الكامل إلى العملية السياسية والديمقراطية"، مطالبًا البرلمان التركي بتشكيل لجنة خاصة لمراقبة مسار نزع السلاح ومتابعة خطوات السلام.
وأشار إلى أن حزب العمال الكردستاني لم يعد يسعى إلى الانفصال، مؤكدًا انتهاء المرحلة الثورية المسلحة، ومشدّدًا على أن الدخول في الحياة السياسية يتطلب ضمانات قانونية وآليات واضحة، وهو ما أكده أيضًا حزب الشعوب الديمقراطي.
إشارات من أنقرة
من جهته، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن حكومته لن تسمح لأي جهة بإفشال عملية نزع السلاح، متعهّدًا بإعلان "خبر تاريخي وسار" للشعب التركي قريبًا.
وفي 12 مايو (أيار) الماضي، أعلن حزب العمال الكردستاني رسميًا حل نفسه، من خلال بيان، قال فيه إن الحزب "أنهى مهمته التاريخية" بعد 46 عامًا من التأسيس.
من الكفاح المسلح إلى الحوار السياسي
كان حزب العمال الكردستاني، الذي تأسس عام 1978، أحد أبرز الفاعلين في نضال الأكراد من أجل الحكم الذاتي وحقوقهم السياسية والثقافية.
وقد اتُهم من قِبل تركيا، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الدول الأخرى، بالإرهاب، نتيجة لعملياته المسلحة ضد الدولة التركية.
ومع هذه الخطوة، قد تكون المنطقة بصدد بدء فصل جديد في العلاقة المعقدة بين أنقرة والأكراد، مبني على الحوار السياسي بدلاً من الصراع المسلح.