وفي رسالة مفتوحة نادرة، كتب يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موجهًا خطابه إلى علي خامنئي: "أنتم لم تستخفّوا فقط بعزيمتنا، بل استهنتُم أيضًا بقدراتنا العسكرية ودقّة أسلحتنا. لقد قمنا بتصفية قياداتكم العسكرية وعلمائكم البارزين، واستهدفنا منظومات (إس-300)، وأرجعنا برنامجكم النووي سنوات إلى الوراء".
وأضاف غالانت: "نحن نعرف كل شيء؛ من الخطط والمواقع إلى الاتصالات والنقاط العمياء. وإذا اخترتم مجددًا الطريق الخاطئ، فسنكون بانتظاركم هناك".
من جانبه، صرّح بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يوم أمس الخميس، في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس"، قبيل عودته إلى إسرائيل، بأن الهجمات المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل على المواقع النووية الإيرانية، رغم ما ألحقته من ضرر ببنية البرنامج، إلا أن اليورانيوم المخصّب لا يزال موجودًا، ويمكن استخدامه لصنع قنبلة نووية.
وقال: "يجب أن تكون إيران قد فهمت الآن أنه لا ينبغي لها أن تمتلك هذا اليورانيوم. وإذا لزم الأمر، فسنعيد الكرّة مرة ومرات".
وفي مقابلة أخرى مع قناة "نيوزماكس"، أكد نتنياهو أن البرنامج النووي الإيراني "تمت إعاقته لعدة سنوات".
أما وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي، يسرائيل كاتس، فقد وجّه خلال حفل تخرّج طياري سلاح الجو، تحذيرًا إلى النظام الإيراني، قال فيه: "إذا اضطررنا للعودة، فسنعود بقوة أكبر. لا يوجد مكان للاختباء. يد إسرائيل الطويلة ستصل إلى طهران، وتبريز، وأصفهان، وكل نقطة قد تنطلق منها التهديدات ضد إسرائيل".
من جهته، وصف رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، إيال زامير، العملية العسكرية بأنها "دليل على قدرة الردع الإسرائيلية"، فيما قال قائد سلاح الجو، تومر بار: "لقد اجتزنا مسافة 1800 كيلومتر، وحوّلنا إيران من تهديد بعيد إلى تهديد قريب".
رغم هذه التحذيرات، يرى بعض المحللين، من بينهم داني سيتريـنوفيتش، الرئيس السابق لقسم الاستراتيجية الإيرانية في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن الهجمات الأخيرة، رغم نجاحها، لم تنجح في فرض ردع كامل ضد الميليشيات التابعة للنظام الإيراني، وعلى رأسها الحوثيون.
وأوضح: "إذا لم تتوقف حرب غزة، أو لم يتشكل تحالف واسع لإسقاط الحوثيين، فيجب أن نتوقع استمرار الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ".
وفي الأيام الأخيرة، وبعد بدء الهدنة، أعلن الإعلام الرسمي الإيراني وبعض كبار مسؤولي النظام ما وصفوه بـ"الانتصار" في الحرب التي استمرت 12 يومًا، وواصلوا تهديد إسرائيل.
هذا في وقت نشرت فيه العديد من وسائل الإعلام العالمية تقارير تتحدث عن احتمال تجدد المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران. ويرى المحللون أن استمرار الجمود الدبلوماسي بشأن الملفين النووي والصاروخي، إلى جانب إصرار إسرائيل على منع استعادة إيران لقدراتها النووية، يجعل خطر تجدد المواجهة المباشرة قائمًا بقوة.