وبحسب معلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، فإن السجناء السياسيين الذين نُقلوا إلى سجنَي طهران الكبرى وقرجك ورامين يُحتجزون في ظروف مرهقة وغير إنسانية.
وقد أبلغوا عن الاكتظاظ الشديد في العنابر، ملوحة مياه الشرب، الحر الشديد، نقص في الأدوات الأساسية والأدوية، وسوء أوضاع النظافة والتهوية داخل السجن.
وبعد الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين في 22 يونيو (حزيران)، نُقل السجناء السياسيون، من رجال ونساء، بعنف إلى سجون طهران الكبرى وقرجك.
وكان سجناء إيفين السياسيون قد طالبوا مسبقًا السلطات، من بينها مسؤولو السجن والسلطة القضائية ومنظمة السجون، بإصدار أوامر إفراج مؤقت أو إطلاق سراح في ظل حالة الحرب، استنادًا إلى القوانين المعمول بها.
ووفقًا لتقارير الإعلام الرسمي، فقد قُتل ما لا يقل عن 80 شخصًا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين.
الجحيم المطلق
شبّه بعض السجناء "القسم 2" من سجن طهران الكبرى بـ"حفرة الكلاب" و"الجحيم المطلق"، وقالوا إن الغرف التي تضم من 36 إلى 40 شخصًا تفتقر إلى التهوية، والحرارة داخلها لا تُحتمل.
وقالوا إن مياه الشرب مالحة وغير صالحة للشرب، والحمامات غير صحية، ورغم الاحتجاجات المتكررة، لم يتم تحسين الوضع.
وبحسب المعلومات، فإن علي يونسـي، الطالب السجين، يُحتجز حاليًا في قسم أمني أنشأته وزارة الاستخبارات حديثًا داخل سجن طهران الكبرى.
كما تفيد التقارير بأن أحمد رضا جلالي، الباحث الإيراني-السويدي المحكوم بالإعدام، يُحتجز في قسم أمني منفصل يخضع لرقابة وزارة الاستخبارات، وقد مُنع من الاتصال الهاتفي بعائلته بأمر من نفس الجهة الأمنية.
وقد أثارت هذه التقارير مجددًا القلق بشأن ظروف السجناء السياسيين في إيران، لا سيما في مراكز الاعتقال السرية التي تقع خارج إشراف منظمة السجون.
وفي سجن النساء بقرجك ورامين، تفيد التقارير أيضًا بوجود حرارة شديدة، وتسربات من مياه الصرف الصحي، وغياب التهوية المناسبة، وافتقار السجن لآلات غسيل الملابس، بالإضافة إلى غاز الطهي غير المعياري والخطير.
وتشتكي السجينات من قيود شديدة على الوصول إلى المتجر، والنادي، والمساحات العامة، ويقمن بغسل ملابسهن في أواني الطهي. ويُشار إلى أن مكيفًا واحدًا فقط وُضع في قسم الحجر الصحي.
وذكر مصدر قريب من عائلات مجموعة من السجينات اللاتي نُقلن إلى قرجك أنهن يُحتجزن في غرف صغيرة تضم أسِرّة ثلاثية الطوابق، ولا توجد مساحة كافية للجلوس أو الحركة.
وأضاف: "لقد تم وضعهن في الحجر الصحي لأكثر من أسبوعين، بهدف منع تواصلهن مع السجينات الأخريات، وتم حرمانهن من الاحتياجات الأساسية".
ويضم سجن قرجك أكثر من 1200 امرأة، من بينهن نحو 70 سجينة سياسية.
وتقضي بعض النساء مدة محكوميتهن مع أطفالهن، ويعانين من ظروف بالغة الصعوبة.
وفي تقريرها الصادر يوم الخميس 10 يوليو (تموز)، قالت صحيفة "هم میهن" إن أوضاع السجناء الذين نُقلوا من سجن إيفين إلى طهران الكبرى وقرجك "غير مناسبة".
وأشار التقرير إلى نقص الغذاء، النوم على الأرض، الازدحام الشديد في الغرف، وعدم توفر مياه شرب صحية، وسوء الخدمات الصحية والعلاجية.
وأضافت الصحيفة أن غلام حسين محسني، رئيس السلطة القضائية، أصدر تعليمات بإعادة السجناء إلى سجن إيفين، لكن لم يتم تنفيذ القرار بعد، كما لم يتم الرد على طلبات الإفراج المؤقت.
وذكرت أن عائلات السجناء السياسيين والجنائيين أعربوا عن قلقهم الشديد من ظروف الاحتجاز، خصوصًا النوم على الأرض، وسوء النظافة، والقيود على المكالمات الهاتفية.
وفي نقله عن والدة أحد السجناء قالت "ب"، إن حالة ابنها لم تتحسن منذ نقله من إيفين، وأضافت: "ابني ما زال يسمع صوت الانفجار في أذنه، لم يُعرض على طبيب نفسي، والهواء في الغرف لا يُطاق".
بيئة عنيفة ومهينة لنقل السجناء
ونُقل السجناء السياسيون من سجن إيفين إلى طهران الكبرى في بيئة وُصفت بأنها عنيفة ومهينة.
مصطفى نيلي، محامي عدد من السجناء السياسيين، قال لصحيفة "هم میهن" إن المشكلة الأساسية في سجني طهران الكبرى وقرجك هي سوء الموقع.
وأوضح: "هذان السجنان لا يوفران مياه صالحة، والحياة الإنسانية فيهما غير ممكنة. الوضع معقّد وحلّه مكلف للغاية ولا يُنتظر منه نتائج جيدة".
وقال مصدر مطلع عن أوضاع النساء في سجن قرجك: "الوضع سيئ للغاية لدرجة أن سجينة حامل تضطر للنوم في السرير العلوي في طابق ثالث. حالياً، تقضي 59 سجينة من إيفين وقتها في حجر صحي داخل قرجك".
وبحسب روايات السجينات، فإن هذا القسم يحتوي على ست غرف صغيرة، لا تتوفر فيها تهوية مناسبة ولا مساحة كافية ولا حتى مطبخ. وفي بعض الفترات، تسرّبت مياه الصرف الصحي إلى الغرف.
وكتبت "هم میهن" أيضًا عن سوء الطعام، تعطل أجهزة التبريد، نقص الأدوية، ونقلت عن سجينة باسم "ن" قولها: "المكان هنا هو موت بطيء. كنا نفضل أن ننصب خيمة في إيفين على أن نُنقل إلى هذا المكان".