وكتبت نقابي، يوم الأربعاء 9 يوليو (تموز) على "إنستغرام"، مع الإشارة إلى حلول ذكرى 9 يوليو وأحداث الجامعة، قائلة: "هذه الرسالة لابني سعيد زينالي، وبما أنني لا أعرف عنه شيئًا منذ 26 عامًا، أشاركها معكم".
هذه الأم المناضلة، في الذكرى السادسة والعشرين لاختفاء ابنها، تذكرت الأيام المضطربة التي أعقبت الهجوم على جامعة طهران، وكتبت: "التقويم يُظهر أننا على بُعد أيام من 14 يوليو، ذلك اليوم المشؤوم الذي رأيتك فيه آخر مرة، عندما علّقت ملابسك خلف الباب وقلت إنك ستعود قريبًا، ثم غادرت مع رجال الأمن الذين لم يبدُ عليهم أي حرج".
وأضافت: "قلبي له تقويمه الخاص. أصبح مضطربًا مع اقتراب عيد ميلادك، وأشعر بالقلق مع اقتراب 9 يوليو. لا أعرف أي يوم في التقويم أخذوا فيه حياتك الغالية، لكن أحيانًا أشعر بالقلق في أيام معينة، فأقول لنفسي: يجب أن أدوّن هذا اليوم، ربما يكون هذا هو اليوم الذي يجب أن أحيي فيه ذكراك. ثم أفيق وأقول لنفسي: من قال إن ابنك مات حتى تبحثين عن يوم وفاته بهذا الشكل؟".
كان زينالي طالبًا وُلد عام 1976، وكان يبلغ من العمر 23 عامًا عندما اعتقل واختفى خلال أحداث الجامعة في عام 1999.
روت نقابي مرات عديدة خلال أكثر من عقدين من الزمن قصة اعتقال ابنها أمام عينيها، وقالت إن رجالًا مسلحين اقتحموا المنزل وقالوا إنهم يريدون استجوابه لمدة 10 دقائق فقط، ثم أخذوه معهم: "لكن تلك الدقائق لم تنته بعد".
سعيد زينالي أين هو؟
على مدى هذه السنوات، أصبحت عبارات مثل "سعيد زينالي أين هو؟" و"أين ابني سعيد؟" رموزًا خالدة في الذاكرة التاريخية للإيرانيين المناضلين من أجل العدالة.
كتبت نقابي في مذكرتها بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاختفاء ابنها أنها لا تزال تتصارع مع نفسها حول ما إذا كان ابنها، الذي اختطفته القوات الأمنية، لا يزال على قيد الحياة بعد كل هذه السنوات.
تحدثت عن الحوارات الذهنية الناتجة عن شوقها لابنها واستمرار غياب أخباره، وقالت: "أنظر إلى الساعة وأرى أن وقتًا طويلًا قد مضى وأنا أتحدث مع نفسي، أحسب حسابات ما إذا كنتَ على قيد الحياة أم فقدتَ عقلك أم متّ".
كما ذكرت نقابي زوجها هاشم زينالي، الذي يعاني الآن من مرض الزهايمر لكنه لا يزال يتذكر اسم ابنهما المفقود سعيد: "أقول لنفسي، ليت هذا الرجل، على الأقل مع الزهايمر ونسيان ما مرّ بنا، يجد السلام".
واختتمت هذه الأم المناضلة كلامها بالقول إنها، كأم تنتظر منذ 26 عامًا، لا تزال متمسكة بضوء الأمل وتترقب يوم تحقيق العدالة في ظل ظلام الجهل بمصير ابنها.
خلال السنوات الماضية، استخدم الناشطون المدنيون والسياسيون ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي وسم "سعيد زينالي أين هو؟" مرات عديدة لمخاطبة المؤسسات والمسؤولين الأمنيين والسياسيين في النظام الإيراني.
شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، طالبت في رسالة نشرتها على "إنستغرام" بإحياء ذكرى ضحايا احتجاجات الطلاب في عام 1999، وكتبت: "في هذا اليوم التاريخي، لنهتف بصوت عالٍ: سعيد زينالي أين هو؟"
وأشادت عبادي بذكرى ضحايا احتجاجات 9 يوليو، وخاصة عزت إبراهيم نجاد وسعيد زينالي، اللذين قالت إن اسميهما خلّدا في الذاكرة الجماعية للشعب، مضيفة: "سعيد زينالي، ضحية الاختفاء القسري للنظام الإيراني، هو واحد فقط من آلاف المواطنين الذين لا تعرف عائلاتهم عنهم شيئًا منذ سنوات. تحقيق العدالة بات قريبًا".
شبّهت عبادي النظام الإيراني بـ"وحش جشع"، وقالت إنه لم يبقَ منه سوى "نموذج عسكري" أو "نمر من ورق فارغ".
وأكدت الناشطة الحقوقية: "النقطة التي نقف عندها الآن تُظهر قيمة الطريق الذي قطعناه، وربما بدأ هذا الطريق من حركة الجامعة. بعد 26 عامًا من 9 يوليو (تموز) 1999، يجب ألا ننسى الضحايا والناجين، مستفيدين من دروس الماضي وناظرين إلى المستقبل".
في الوقت نفسه، ومع حلول ذكرى 9 يوليو، دعا رضا محمدي، الناشط الحقوقي وشقيق أكبر محمدي، أحد نشطاء الحركة الطلابية الذي اعتقل عام 1999 وتوفي في السجن، وسائل الإعلام إلى إحياء ذكرى الذين قضوا في هذه الانتفاضة الطلابية.
وكتب في هذا الصدد أن ذكرى أكبر محمدي وغيره من رواد هذه الحركة المظلومين هي رأس مال يجب ألا يُنسى وسط ضجيج السياسة.