وبحسب صحيفة "الغارديان"، فإن ليندسي وكريغ فورمن، وكلاهما يبلغ من العمر 52 عامًا، اعتُقلا في الثالث من يناير (كانون الثاني) أثناء سفرهما برًا من أرمينيا إلى باكستان في طريق الهجرة إلى أستراليا، وذلك في مدينة كرمان جنوب إيران.
وتزعم السلطات الإيرانية أن الزوجين دخلا البلاد بصفة "سائحين" وقاما بجمع معلومات في عدة محافظات.
لكن جو بنت (31 عاما)، نجل ليندسي، قال إن العائلة لا تعرف لمدة تزيد على شهر مكان احتجاز والديه، وفي الأسبوعين الأخيرين كانت تخشى أن يكونا قد قُتلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين في 23 يونيو، والذي أسفر عن أكثر من 70 قتيلًا.
وفي نهاية المطاف، أبلغت السلطات البريطانية عائلة فورمن يوم الثلاثاء بأن الزوجين لا يزالان محتجزين في كرمان ولم يتم نقلهما إلى طهران.
وقال جو بنت في تصريح لصحيفة "الغارديان": "الصمت وعدم معرفة أي شيء أمر لا يُحتمل. كل يوم يحمل معه خوفًا أعمق؛ ننام ليلًا مثقلين بأسئلة لا جواب لها. لا نعلم كيف حالهما، أو حالتهما النفسية، أو إن كان يتم توفير الرعاية لهما كما ينبغي".
وأضاف أن العائلة تؤمن بأن الظهور في وسائل الإعلام هو أفضل وسيلة لحمايتهما، مؤكدًا أن "الصمت يجعلهما أكثر عرضة للخطر، لكن الوعي العام قد يكون المنقذ".
ووفقًا لـ"الغارديان"، فقد زار دبلوماسيون بريطانيون الزوجين ثلاث مرات في السجن. في الزيارة الأولى، بدا كريغ فاقدًا الكثير من وزنه، بينما وصفت معنويات ليندسي بأنها جيدة نسبيًا. الزيارة الثانية استغرقت 9 دقائق فقط وكانت مشوشة، أما في الزيارة الثالثة، فقد سُمح لهما بالتواجد معًا والدخول إلى متجر السجن. ومع ذلك، فإن زنزانتهما لا تتجاوز ثلاثة أمتار مربعة، ولا يُسمح لهما بالخروج إلى ساحة السجن إلا لمدة 15 دقيقة يوميًا.
وأشار جو بنت إلى أن والديه حصلا على حق توكيل محامٍ، لكنه لا يتحدث الإنجليزية، ما صعّب التواصل بينهما. كما أنه أرسل عبر الخارجية البريطانية رسالة لوالدته كتب فيها أنه ينظر إلى القمر كل ليلة ليربط بينهما شعورٌ مشترك رغم البعد.
من جهتها، تحدثت نازنين زاغري راتكليف، السجينة الإيرانية-البريطانية السابقة التي أمضت 6 سنوات في سجون إيران، مع عائلة فورمن، وشاركتهم تجربتها القاسية، قائلة: "الزنزانة كانت ذات جدران عالية وأرضية باردة، بلا سرير، فقط بطانية رقيقة. لم يُسمح لي بالاستحمام لأيام، وكانت الإضاءة المستمرة في الزنزانة مؤلمة للعين".
وأكد جو بنت أن والديه لا يملكان أي انتماء سياسي، ولا علاقة لهما بالتجسس أو الجرائم، مضيفًا: "هما مجرد شخصين عاديين يحبان السفر والتواصل مع الآخرين".
وأضاف: "ندرك أن احتجاز الرهائن أداة متكررة تستخدمها إيران للضغط على الحكومة البريطانية. لا نعلم ما الذي يريده النظام الإيراني تحديدًا، لكننا نعلم أن الحل النهائي يتوقف على اتفاق يجب أن تبرمه وزارة الخارجية البريطانية".
وكانت صحيفة "التلغراف" قد ذكرت أن النظام الإيراني يحتجز الزوجين البريطانيين بهدف ابتزاز لندن سياسيًا.
وأكد جو بنت في ختام تصريحاته أن والديه يتمتعان بصلابة نفسية، "أمي مهتمة بعلم النفس الإيجابي، وكريغ عملي جدًا. وجودهما معًا ربما يمنحهما بعض العزاء، لكن الخوف والقلق لا يزالان يهددان، ولهذا من الضروري إبقاء اسميهما حيّين، ليعرفا أنهما لم يُنسيا".