اختلالات الاقتصاد.. واختناق طهران.. والاختلاف حول تصريحات بزشكيان

لا يزال حوار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع الصحافي الأميركي تاكر كارلسون، يثير تباينا في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 9 يوليو (تموز).
لا يزال حوار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع الصحافي الأميركي تاكر كارلسون، يثير تباينا في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 9 يوليو (تموز).
كما هاجمت الصحف الأصولية بيان عدد من أستاذة الجامعات والخبراء الذي تضمن "روشتة" للإصلاح الاقتصادي.
وتحت عنوان "بزشكيان تحدث بلسان الشعب"، جمعت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، آراء عدد من السياسيين، وكتبت: "الحوار يعكس تطلعات معظم الإيرانيين، كما أن مخطط اغتيال ترامب لا يعبر بالتأكيد عن رأي وإرادة الشعب الإيراني، ومن المؤسف والمقلق أن يقوم بعض الأفراد داخل البلاد بتشويه مواقف الرئيس".
ونقلت صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، عن حشمت الله فلاحت بيشه، الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان: "يعتبر البعض أن الإعلان عن مكافأة لقتل ترامب مجرد دعاية، لكن حتى ذلك يضر بالمصالح الوطنية. أي عمل ضد ترامب قد يوجه الولايات المتحدة نحو إيران، مما يجعل الشعب الإيراني ضحية مرة أخرى لأفكار متطرفة. حتى بزشكيان حاول نفي التصريح، مدركًا خطورته".
وكتبت صحيفة "جمله" الإصلاحية: "لا يفكر المتطرفون في هذه الظروف الاستثنائية، إلا في تسوية الحسابات السياسية، ويطلقون بسبب جهلهم السهام الساخطة، ويطعنون بحقد للإيقاع بحكومة تقاتل الأعداء في الميدان".
في المقابل كتبت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني على خامنئي: "1100 شهيد نتيجة الخطأ التاريخي بالإصرار على المفاوضات".
وقال محمد صفري رئيس تحرير صحيفة "سياست روز" الأصولية: "تحدث الرئيس من موقف ضعف، والحديث عن المفاوضات دون ضمانات بعدم تكرار هجمات الكيان الصهيوني، يفتقر حتى إلى الحنكة السياسية".
وجمعت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، تعليقات رواد شبكات التواصل الاجتماعي، وكتبت: "تعرض تفاؤل الرئيس الإيراني تجاه ترامب لانتقادات واسعة، ويمكن على أي حال، وصف حصيلة وصدى هذه المقابلة في الفضاء الافتراضي بأنه انتقادي بشدة".
وفي صحيفة "خراسان" المقربة من الحرس الثوري، عدد الكاتب الصحافي سعید آجرلو، سلبيات وإيجابيات اللقاء، وكتب: "الروح المهيمنة على هذه المقابلة كان يمكن أن تكون أكثر مطالبة بالحقوق في مواجهة أميركا".
اقتصاديًا؛ نشر 180 أستاذا جامعيا، بينهم اقتصاديون بارزون، بيانًا في صحيفة "دنياى اقتصاد" المتخصصة في الشأن الاقتصادي، تحت عنوان "حان وقت تغيير النموذج"، تناول 7 محاور حول نظام الحوكمة والاقتصاد والمجتمع في البلاد.
وكتبت صحيفة "خراسان": "يحذر البيان من استمرار عدم الكفاءة، وانهيار الثقة، والسياسة الخارجية المتجمدة، وأكّد على ضرورة الإصلاح الجذري للحوكمة وإجراء مفاوضات بناءة مع الولايات المتحدة وأوروبا لتحقيق الاستقرار والتنمية في إيران، لكن المشكلة تكمن في أن المنطق والذهنية الكامنة خلف هذه العبارات تبدو إما غير فعالة أو أصبحت بالية تمامًا في عالم السنوات الأخيرة سريع التغير".
ووفق تقرير صحيفة "قدس" الأصولية: "تجاهل البيان أن 20 عامًا من الدبلوماسية والمفاوضات مع الأطراف الغربية، انتهت إلى الحرب، والتي وصلت، بحسب تعبير رئيس جمهوريتنا، إلى حد قصف طاولة المفاوضات وتفجيرها".
وعلقت صحيفة "سياست روز" الأصولية، بالقول: "رسالة هؤلاء الأشخاص تعكس فكرًا لا يؤمن بالإرادة الإيرانية، ولا يزال يعتقد أن التقدم لا يتحقق إلا بالتحول الكامل نحو النموذج الغربي".
وكتبت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري: "تغيير النموذج لا يتحقق بمجرد إعادة إنتاج الماضي أو تداول النخب القديمة، بل يحتاج إلى شجاعة لتسليم إدارة البلاد للأجيال الجديدة، وقطع الأيادي عن التربح، وإعادة الاقتصاد إلى الشعب. يجب محاسبة بعض هذه الوجوه أمام القضاء، على التقصير والإضرار بأروح الناس ومعيشتهم".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"جهان صنعت": فشل الحكومة في علاج الاختلالات الاقتصادية والهيكلية
تواجه الحكومة الإيرانية، بحسب مقال الخبير الاقتصادي علي سعدوندی بصحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، فشلًا واضحًا في معالجة الاختلالات الاقتصادية والهيكلية، وعدّد الأمثلة على سوء إدارة الموارد وغياب الأولويات وقال: "إهدار العملة الصعبة؛ حيث تم إنفاق 70 مليار دولار على استيراد سلع، بينما كان تحديث الأسطول الجوي يكلف 10 مليارات فقط. وتأخر مشاريع البنية التحتية؛ حيث لم يضاف أي كيلومتر لشبكة القطارات فائقة السرعة رغم أهميتها للنمو الاقتصادي".
وأضاف: "إهمال الإصلاحات الهيكلية، والتقاعس عن تنفيذ خطة إصلاح الموازنة، تسبب تفاقم أزمات في القطاع المصرفي؛ حيث يهدد ضعف الأمن السيبراني أموال المواطنين. وإهمال إصلاح صناديق التقاعد رغم خطر الإفلاس بسبب الشيخوخة السكانية. وساهم فرض قيود على استيراد السيارات في تعزيز الاحتكار دون تحسين الجودة. كما أوقفت زيادة أسعار البنزين المفاجئة عام 2019 الإصلاحات وزادت من الاحتقان الاجتماعي".
وتابع: "غياب التخطيط طويل الأجل، والإرادة السياسية يعمق الأزمات، ويقرب البلاد من أزمة شاملة. والحل يتطلب قرارات علمية وجرأة في الإصلاح قبل فوات الأوان".
"عصر رسانه": طهران تغرق في الغبار
وصف تقرير صحيفة "عصر رسانه" الإصلاحية، مدينة طهران بـ"المريضة"؛ حيث لون السماء بني قاتم، مضيفة: "عندما يتجاوز مؤشر التلوث 500 نقطة، يصبح الهواء خطرًا على الجميع، وليس فقط على الفئات الحساسة. هذه الأزمة ليست طبيعية، بل نتيجة سنوات من الإهمال وغياب التخطيط".
وأضاف التقرير: "وصل التلوث في بعض مناطق طهران إلى مستويات قياسية نادرة عالميًا، مما يشكل حالة طوارئ صحية. الغبار يغطي المدينة و19 مدينة أخرى، مدفوعًا برياح قوية وأراضٍ جافة، مثل منطقة "نظر آباد" التي تحولت إلى بؤرة غبار بسبب الاستنزاف الجائر للمياه".
وتابع: "يحذر الخبراء من تأثير الجسيمات الدقيقة على انتشار الأمراض المزمنة. لكن المشكلة أعمق؛ حيث تقع طهران ضحية تنمية عشوائية وتدمير الموارد الطبيعية. المساحات الخضراء تُطرح كحل، لكن كيف تُنفذ وسط الجفاف؟".
وخلص التقرير إلى أن "الاتجاه التصاعدي للتلوث يؤكد أن الأزمة تُغذَّى يوميًا بالإهمال والإنكار. تلوث الهواء في طهران ليس مجرد غبار، بل هو استعارة لفشل الإدارة وإلقاء اللوم على الطبيعة. عندما لا يتحمل أحد المسؤولية، لن تكون الكمامات كافية أبدًا".
"آرمان ملي": عام صعب لبزشكيان
وصف تقرير صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، العام الأول للحكومة الإيرانية برئاسة مسعود بزشكيان، بالأكثر تحديًا منذ الثورة، حيث تعرضت لأزمات داخلية وخارجية غير مسبوقة وضعت حكومته في موقف دفاعي.
وأضافت: "واجهت حكومة الوفاق توترات إقليمية حادة، بدءً باغتيال قائد حماس في طهران، إلى التصعيد العسكري مع إسرائيل، مما فرض تحديات أمنية ودبلوماسية. داخليًا، واجهت حملات ممنهجة لإضعافها، مثل حملة الاستقالات، والهجمات الإعلامية ضد أعضائها، ما أعاق تشكيل الفريق الإداري وأثر على القرارات العاجلة".
وأضاف: "رغم تجاوز الأزمات الأمنية المباشرة، فقد استمرت تداعياتها النفسية، واستغلها المعارضون لاستنزاف الحكومة. ويؤكد مقربون من بزشكيان على ضرورة التماسك بين الأجنحة السياسية لتجنب أزمات السنة الثانية".
ووفق التقرير: "أشاد منصور حقيقت بور، البرلماني السابق، بتنسيق الرئيس مع القيادة العليا وأداء وزرائه خلال الأزمات، منتقدًا بعض الممارسات الإعلامية التي تُضخم أخطاء الحكومة. وأكد أن جزءً من المشكلات الاقتصادية يعود للعقوبات الخارجية، داعيًا إلى دعم الحكومة وتعزيز الوحدة الوطنية لتحسين الخدمات، وشدد في ختام حديثه على أهمية الحفاظ على الأمل المجتمعي وعدم إضعاف الثقة بالحكومة في هذه المرحلة الحساسة".