مع سعي طهران للحد من خروج رؤوس الأموال.. شركات الصرافة في إيران تتعرض لـ"عطل فني"

أفادت معلومات حصلت عليها قناة "إيران‌ إنترناشيونال" أن عدة شركات صرافة في إيران تعرضت لـ"أعطال فنية".

وقد جرى خلال الأيام الماضية، وبعد الهجمات السيبرانية التي استهدفت بنكي "سباه" و"باسار جاد"، تحويل كميات كبيرة من رؤوس الأموال إلى خارج إيران عبر شركات الصرافة، نتيجة فقدان الثقة العامة بالنظام المصرفي.

وقالت مصادر مطلعة لـ"إيران ‌إنترناشيونال" إن هذا الخلل في أنظمة شركات الصرافة جاء نتيجة محاولات الحكومة للحد من قدرة الناس على إخراج أموالهم من إيران.

من جهة أخرى، وبعد أسبوع على انتهاء إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، سجّل المؤشر العام لسوق البورصة في إيران هبوطًا بمقدار 56 ألف نقطة في نهاية تعاملات يوم الاثنين، ليرتفع بذلك إجمالي الخسارة خلال الأيام الثلاثة من السبت إلى الاثنين إلى 196 ألف نقطة.

وفي الوقت ذاته، تجاوز سعر الدولار في السوق الحرة بإيران مجددًا حاجز 90 ألف تومان، وارتفعت أسعار الذهب والقطع النقدية. وقد زاد سعر سبيكة "الإمامي" الذهبية بأكثر من 3 ملايين تومان.

وبحسب تقرير لموقع "اقتصاد نيوز"، بلغت قيمة التداولات الفردية في السوق يوم الاثنين نحو 8.6 ألف مليار تومان، في حين خرج ما يقرب من 5.1 ألف مليار تومان من أموال المستثمرين الأفراد من السوق، كما سُجّل خروج 1.2 ألف مليار تومان من السيولة من صناديق الدخل الثابت، وهو ما يعكس حالة القلق والتردد لدى المستثمرين، حتى ضمن خيارات الاستثمار ذات المخاطر المنخفضة.

وتُظهر البيانات الرسمية أن معظم المتداولين الأفراد قرروا البيع، بينما كان المشترون قلة وضعفاء؛ فمتوسط مشتريات كل فرد بلغ نحو 25 مليون تومان، في حين بلغ متوسط المبيعات للفرد حوالي 88 مليون تومان.

ويكشف هذا الفارق الكبير عن رغبة الغالبية في الخروج من السوق، مع غياب الاهتمام بالشراء في الوقت الحالي.

كانت بورصة طهران قد افتتحت تعاملاتها يوم السبت 28 يونيو (حزيران)، وهو أول يوم عمل بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا، على انخفاض حاد. في ذلك اليوم، تراجعت أكثر من 99٪ من الأسهم، وتم تسجيل صفوف بيع قياسية بلغت 35 ألف مليار تومان.

وأكد رضا خانكي، الخبير في شؤون سوق رأس المال، في حديث لموقع "زوميت"، أن فترة الإغلاق الطويلة أدت إلى تراكم أوامر البيع الحقيقية، ما تسبب في ما وصفه بـ"انهيار كبير للعرض".

وأضاف أنه مع استمرار الأوضاع العسكرية، سيواصل السوق مساره التنازلي، قائلًا: "الميزة الأهم في البورصة هي سهولة تحويل الأصول إلى سيولة، وعندما تضيع هذه الميزة بفعل الإغلاق الطويل، تفقد السوق طبيعتها الأساسية."

وفي أحداث مماثلة، كتنفيذ عمليات عسكرية مثل "الوعد الصادق" أو وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، اعتادت هيئة البورصة على تقليص هامش التذبذب اليومي للأسعار بهدف الحد من الانهيارات الحادة.

ويُقصد بهامش التذبذب في بورصة إيران، الحد الأقصى الذي يمكن أن يرتفع أو ينخفض فيه سعر السهم خلال يوم تداول واحد.