هدنة مؤقتة مع إسرائيل.. وتصريحات لاريجاني.. والاقتصاد "شبه الميت"

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الاثنين 30 يونيو (حزيران)، بما ما سمته فتاوى الحرابة، والغموض حول مستقبل المفاوضات النووية، وحظر شبكة "ستارلينك"، وحديث لاريجاني عن تهديدات إسرائيل لـ "خامنئي" بالقتل، ومطالبة عراقجي للأمم المتحدة بإدانة أميركا وإسرائيل وتحميلهما تكلفة الحرب.

كما تناولت الصحف تصريح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال جولته التفقدية بوزارة الداخلية بشأن ضرورة تجنب التصريحات المثيرة للفُرقة.

وقد حظيت فتوى المرجعين الدينيين: آية الله مكارم شيرازي، وآية الله نوري همداني، بخصوص إدراج كل من يهدد القيادة والمرجعية أو يعتدي عليهما، تحت حكم الحرابة، باهتمام الصحف الإيرانية على اختلاف توجهاتها، وكتبت صحيفة "خراسان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني: "حان الآن دور بقية علماء الدين للدفاع بحسم وحكمة وجرأة عن حرمة المرجعية والقيادة".

ووفق تقرير لصحيفة "همشهري" المحسوبة على بلدية طهران، "فقد أعادت هذه الاستجابات تركيز الانتباه على مكانة الفقه والمرجعية في مجال الأمن والسياسة". وبحسب صحيفة "آكاه" الأصولية فإن "هذه المواقف تُظهر أن مؤسسة المرجعية لا تزال المركز الرئيس للمقاومة الناعمة في مواجهة ضغوط وتهديدات أعداء الإسلام، ويمكن أن تكون مصدر إلهام للناس للثبات والصمود".

وفي الشأن الدبلوماسي، أفادت صحيفة "شرق" الإصلاحية، بتصاعد موجة جديدة من الضغوط السياسية والدبلوماسية الغربية بهدف فرض مفاوضات نووية جديدة على إيران، تعتمد على أدوات مثل التهديد بهجمات عسكرية جديدة وتفعيل آلية الزناد.

وفي حوار إلى صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، قال محلل الشؤون الدبلوماسية، أحمد بخشایش أردستاني: "إن آلية الزناد لن يكون لها أي تأثير بعد الآن، ولن يتبقى لهم أي طريق سوى الدخول في ماراثون المفاوضات".

وأجرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، حوارًا مع خبراء عن مستقبل التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونقلت عن سفير إيران الأسبق في بريطانيا، سيد جلال ساداتيان، قوله: "إذا حاولوا حل القضايا بالبلطجة، فإن إيران سوف تقاوم". وبدوره قال سفير إيران الأسبق في باكو، محسن باك ‌آيين: "لقد أظهرت إيران حُسن النية خلال المفاوضات، لكن الولايات المتحدة خالفت التزاماتها وأعرضت عن الدبلوماسية".

وفي المقابل، نقلت صحيفة "ابرار" الأصولية، عن المحلل السياسي، عبدالرضا فرجي راد، قوله: "رغم المصادقة على قرار تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنه ليس لدى إيران خيار سوى التفاوض، سواء مع أميركا أو أوروبا. والأطراف الغربية لم تعد في عجلة من أمرها للتفاوض، لذا يتعين على إيران أن تتصرف بحكمة شديدة".

وعلى صعيد آخر، صدّق البرلمان الإيراني، بحسب صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، على قانون تشديد عقوبات الجواسيس والمتعاونين مع إسرائيل والدول المعادية" المكون من تسعة بنود، والذي ينص في البند الخامس على حظر استخدام أدوات الاتصال الإلكتروني عبر شبكات الإنترنت غير المرخصة مثل "ستارلينك".

ووفق صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، على خامنئي، فإن العديد من البرامج الهندية المستخدمة في إيران هي في الأصل إسرائيلية، ولها أبواب خلفية ترسل البيانات مباشرة إلى إسرائيل. وحذرت الصحيفة من إمكانية اختراق إسرائيل المعدات العسكرية الإيرانية عبر هذه البرمجيات.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

صحيفة "شرق": الهدنة بين إيران وإسرائيل مؤقتة

ذكرت صحيفة "شرق"، في تقرير حول الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، أن "الهدنة لا تستند إلى أي من المعايير أو القوانين والأنظمة القانونية الدولية أو إلى أي من المنظمات والهيئات العالمية الرسمية".

وأضافت الصحيفة: "في الواقع، هي هدنة مؤقتة وغامضة لا يمكن الوثوق كثيرًا بصمودها".

"آرمان ملى": أولوية المصلحة الوطنية

قال أمين العام حزب مجمع الإصلاحيين من المحاربين القدامى، والناطق باسم جبهة الإصلاحات، جواد إمام، في حوار إلى صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية: "إن وحدة الشعب الإيراني في وجه العدوان الإسرائيلي الأخير، تعكس إدراكًا وطنيًا عميقًا بأهمية المصلحة العليا للبلاد، رغم الخلافات والضغوط الداخلية".

وشدد على ضرورة استثمار هذه اللحظة في تصحيح السياسات الداخلية، داعيًا إلى إعلان عفو عام، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وتهيئة الظروف لعودة الإيرانيين في الخارج. كما حذر من استمرار السياسات الإقصائية التي ساهمت في تعميق الفجوة بين الدولة والمجتمع، مما شجع الأعداء على التربص بإيران.

وطالب الحكومة بـ "الخروج من حالة الجمود، والعمل بفاعلية على تحسين الأوضاع الاقتصادية وتعزيز العلاقات الإقليمية"، مؤكدًا أن "الشعب قدّم التضحيات دون مقابل، دفاعًا عن الوطن، ويستحق المكافأة بسياسات تعيد له الثقة والأمل".

"دنياي اقتصاد": إنعاش نبض السوق

وصف تقرير لصحيفة "دنياي اقتصاد" الاقتصادية، عودة حركة الأسواق التدريجية، بـ "التعافي الهش"، في ظل استمرار مشاكل عمليات النقل، واضطرابات النظام المصرفي، وانخفاض الطلب على السلع غير الضرورية.

ووفقًا التقرير، فقد تسبب اختلال النظام المصرفي، بما في ذلك تأخر صرف الشيكات ونقص السيولة، في تفاقم أعباء أصحاب الأعمال، خاصة في قطاعات التجزئة والخدمات.

ودعا الحكومة إلى التحرك العاجل من خلال وضع خريطة طريق اقتصادية واضحة، تشمل إصلاح النظام البنكي، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وضمان استقرار الخدمات الأساسية مثل الإنترنت، التي تعد حيوية للأنشطة الرقمية.

وحذر التقرير من تداعيات التراخي في الاستجابة الحكومية، مما قد يؤدي إلى تحويل الأزمة المؤقتة إلى ركود اقتصادي طويل الأمد.

"سياست روز": وقت ترميم الاقتصاد لا الشعارات

نشرت صحيفة "سياست روز" الأصولية، مقالاً للكاتب الصحافي، فرهاد خادمي، بدأه بسؤال: "الآن بعد انتهاء الحرب، متى تبدأ حياتنا؟"، مضيفًا: "يمر المجتمع الإيراني اليوم بمنعطف يفرضه الضغط الاقتصادي، وسلة شراء عاجزة، وإيجارات منازل تقصم الظهر، وأحلام دفنت تحت التراب.

طوال أيام التوتر والأزمات، كان الشعب هو من صمد، والشعب هو من دفع الثمن، والآن حان دور الحكومة لتحل الحكمة محل الشعارات بدل ركوب موجة العواطف".

وأضاف:" على الحكومة أن تدرك أن اقتصادًا شبه ميت لا يُصلحه تضخيم التهديدات الخارجية.

لقد عفا زمن الشعارات الرنانة، فالشعب يريد أفعالاً. في هذه اللحظة التاريخية، لا يجوز للمسؤولين أن يتركوا مصير البلاد في متاهة البيانات العاطفية. يجب أن يسود العقل في كل القرارات، ولا يمكن أن نبقى في حالة تأهب دائمة دون أن نفكر أبدًا في إعادة بناء الاقتصاد والبنى التحتية. ولا يجب التهرب من مسؤولية إصلاح حياة الناس بحجة أننا في حالة حرب".

وتابع: "إن اقتصاد البلاد لا ينتظر قرارات خارقة، بل ينتظر الشفافية والانضباط وإرادة حقيقية للتغيير. يريد الناس أن يتأكدوا أن أولوية النظام ليست الصراعات الدبلوماسية، بل تأمين لقمة العيش وإعادة الأمل إلى البيوت، وعلى الحكومة أن تذكّر نفسها بأنه لا شرعية تدوم أكثر من رضا الشعب، ولا تهديد أخطر من السخط الصامت في المجتمع. لا نريد أن نبالغ في تصوير العدو، لكننا لا نريد أيضًا أن نترك البلاد للفوضى بسبب غياب التخطيط".