"محاسبة" أميركا وإسرائيل.. و"قصف" مفاعل ديمونة.. و"قلق" طهران من العزلة الدولية

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 23 يونيو (حزيران) بالتداعيات المختلفة للمشاركة الأميركية في الحرب على إيران وقصف المنشآت النووية، وخروج المظاهرات الشعبية المطالبة بالرد على هذه الهجمات، والمشاورات الإيرانية- الروسية للتعامل مع الأزمة.

وبحسب صحيفة "ايران" الرسمية، فإن "الهجوم الأميركي يفضح دور واشنطن الرئيس في الهجوم الإسرائيلي العدائي ضد إيران". وخصصت الصحيفة نصف الصفحة الأولى، لصورة اصطفاف مجندين إيرانيين يحملون السلاح، تحت عنوان: "تأهب"، تعبيرًا عن استعداد الجيش الإيراني للحرب.

وذكرت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، أن القواعد الأميركية في مرمى الصواريخ الإيرانية. ووصفت صحيفة "آرمان أمروز" الهجوم بـ"القصف الأميركي المباشر للدبلوماسية".

صحيفة "همشهري" المحسوبة على بلدية طهران، قالت إن الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية حمل رسالة واضحة وصريحة؛ وهي أن إسرائيل، بعد فشلها في تحقيق أهدافها، أصبحت تتوسل إلى واشنطن لإنقاذها من المستنقع التي علقت فيه، وأن دخول الولايات المتحدة هو محاولة إنقاذ نتانياهو من الهزيمة.

وفي صحيفة "شرق" الإصلاحية، كتب عباس آخوندي وزير الطرق والتنمية الحضرية الأسبق: "حاول ترامب الأناني، بسذاجة، ركوب الموجة لادعاء البطولة. لكنه انتهى بهذا التجاوز. ولابد من محاسبة الولايات المتحدة وإسرائيل، المهم أن نقرر بعقل وحكمة، هذا هو وقت استخدام العقل البارد، وليس إثارة المشاعر".

بدوره أكد سيد مصطفى خوش جشم، محلل القضايا الاستراتيجية، في مقال بصحيفة "شهر آرا" الإصلاحية: "الهجوم الأميركي على إيران، بداية مرحلة جديدة من التطورات الإقليمية".

وتنقل صحيفة "مردم سالاري" الاصلاحية، عن مصطفى كواكبيان أمين عام الحزب الديمقراطي، قوله: "أحبط الشعب المخطط الصهيوني لإثارة الفوضى؛ رغم المشكلات العديدة التي نواجهها داخليًا على مختلف الأصعدة، خاصة المعيشية والاقتصادية وما شابه ذلك".

وعن طبيعة الرد الإيراني المرتقب، اقترح نظام الدين موسوي، الناشط السياسي والإعلامي، في حديث إلى صحيفة "آكاه" الأصولية، الانسحاب الفوري من اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي، وقصف مفاعل ديمونة".

ونشرت صحيفتا "مردم سالاري" الإصلاحية، و"إيران" الرسمية، صور مشاركة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في المظاهرات الشعبية اعتراضًا على المشاركة الأميركية في الحرب.

كما اهتمت الصحف المختلفة بتداول أخبار اتصال الرئيس بزشكيان بعدد من نظرائه في الدول العربية والإسلامية، وكذلك تصريحات وزير الخارجية "عباس عراقجي" بشأن الرد الحاسم على الولايات المتحدة الأميركية.

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"آرمان ملى": تساءلات إيرانية حول مدى تفاعل موسكو مع الاعتداءات الأميركية

تتساءل صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، عن مدى تفاعل موسكو مع اعتداء الولايات المتحدة على إيران المتاخمة للحدود الروسية، وكتبت: "يعتزم وزير الخارجية عباس عراقجي، لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو للتشاور بشأن رد فعل حلفاء إيران على الهجوم الأميركي، والذي أطلق بوضوح مرحلة جديدة في العلاقات الدولية؛ مرحلة لم تنتهك فيها فقط القواعد الكلاسيكية للقانون الدولي، بل شككت أيضًا في النظام العالمي الذي أعقب الحرب العالمية الثانية".

وأضافت: "تزداد أهمية دور روسيا والصين كقوتين عالميتين تنتقدان الأحادية الأميركية. زيارة عراقجي إلى موسكو، بمثابة محاولة للحيلولة دون عزلة إيران دبلوماسيًا، بالنظر إلى وزن روسيا السياسي في مجلس الأمن، علمًا أن التشاور بشأن تمرير قرار رادع في مجلس الأمن، سيحمل على الأقل فائدة دعائية وشرعية لإيران".

وبحسب الصحيفة، تعكس تصريحات ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، بشأن استعداد بعض الدول تزويد وإمداد إيران بأسلحة نووية تعكس، وإن كانت على سبيل التهديد في الغالب، تصاعد مستوى التوترات وخطورة اتساع رقعة الصراع. ويبدو أن العالم وصل إلى نقطة إما أن يضع آليات جديدة للسيطرة على سلوك القوى الكبرى، أو أن يكون مستعدًا لدخول مرحلة من الفوضى الأمنية والقانونية التي لا يعرف أحد مستقبلها".

"اسكناس": "الاقتصاد الرقمي" الطريقة الوحيدة للتوزيع العادل للسلع

بحسب صحيفة "اسكناس" الاقتصادية، فإن أكبر مشكلة واجهت الحكومات الإيرانية خلال السنوات الأخيرة هي "كيفية التوزيع العادل للسلع الأساسية بين الناس، مشيرة إلى أنه "مع اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل، تواجه عملية توزيع الموارد، وخاصة المواد الغذائية والضرورية، الصعوبات؛ لا سيما وأنه يتعين على الحكومة تخصيص كامل طاقتها لإدارة الأزمة، وبالتالي فإن طريقة توزيع الموارد يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في كيفية تقديم الخدمات الحكومية خلال الأزمات".

واقترحت الصحيفة، الاستفادة من بعض مزايا هذا النوع من الاقتصاد التي يمكن أن تساعد الحكومة في إدارة الأزمة الحالية. وأضافت: "يجب أن نتذكر أن تطوير الاقتصاد الرقمي لن يساهم فقط في تسهيل عمليات الشراء وتقليل الازدحام المروري واستهلاك الوقود في الظروف العادية، بل يمكن أن يكون أيضًا أقوى أداة للحكومة في السيطرة على عدم التوازن في التوزيع، خاصة بالنسبة للسلع الأساسية، في أوقات الأزمات".

"شرق": الولادة تحت القصف الصاروخي

أعدت صحيفة "شرق" الإصلاحية، تقريرًا يشمل نماذج لأمهات ينتظرن ولادة أبنائهن، في ظروف الحرب القاسية. وتنقل الصحيفة عن (شبنم) قولها: "حاولت أن أبقى هادئة، لكن سيول الأخبار كانت تتوالى واحدة تلو الأخرى، ولم يكن من السهل التحكم في هدوئي. كانت عائلاتنا تتصل باستمرار ليطمئنوا علينا. التحدث معهم كان يزيد من قلقي. أخيرًا، تمكنت من الوصول إلى طبيبي. كل ما قاله كان: لا تبقوا في طهران. وهكذا، في غضون ساعات قليلة، جمعنا كل شيء وغادرنا المدينة".

وأضافت:" أشعر بالقلق على الذين ينتظرون أطفالهم مثلنا، لكنهم لا يستطيعون البقاء في مكان آمن للأسابيع المقبلة. أو أن ظروف عملهم ودخلهم تواجه مشكلة خطيرة، وهم الآن قلقون بشأن تكاليف الولادة".

في المقابل رفضت (فريبا) مغادرة طهران وقالت: "أريد أن يولد طفلي في بيته ومدينته.. لم أكن أريد أن يشعر طفلي الذي لم يولد بعد بعدم الأمان بداخلي".

بدورها قامت (بيتا) وهي قابلة تبلغ من العمر 58 عامًا، بتعقيم جزء من منزلها في طهران، استعدادًا لاستقبال العائلات التي لا تستطيع الذهاب إلى المراكز الطبية، وتقول: "منذ بداية الحرب، عرفت أن هناك العديد من العائلات لن تتمكن من الذهاب إلى المراكز الطبية، وستكون التكاليف باهظة بالنسبة لهم".