صرّح بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، في رسالة مصوّرة أن بلاده تخوض في اليوم السادس من عملية "بكل ما أوتينا من قوة"، والتي انطلقت لمواجهة تهديدين رئيسيين من قِبل إيران: "التهديد النووي وتهديد الصواريخ الباليستية".
وقال: "نحن نُحكم السيطرة على أجواء طهران، ونوجّه ضربة قوية للنظام الإيراني. نستهدف المنشآت النووية، ومستودعات الصواريخ، ومقارّ القيادة، وكل رموز النظام".
كما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن شكره لدونالد ترامب لدعمه إسرائيل ومساعدته في الدفاع عن أجوائها، مشيراً إلى وجود محادثات وثيقة بين الجانبين.
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء 18 يونيو: "هناك المزيد من الأهداف، ونحن مصممون على مواصلة العمليات".
وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته استهدفت مساء الأربعاء موقعًا لإنتاج الصواريخ المضادة للدروع داخل إيران.
وبحسب بيان الجيش، فإن هذه الصواريخ كانت قد نُقلت عبر وسطاء إلى وكلاء إيران من أجل تنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
عقب إعلان الجيش الإسرائيلي عن رصد إطلاق صواريخ من الأراضي الإيرانية، انطلقت صفارات الإنذار من الهجوم الجوي بعد ظهر الأربعاء 18 يونيو في مناطق وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب. وقد فُعّلت الصفارات لفترة قصيرة فقط.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن التقديرات الأولية تشير إلى أن إيران أطلقت ما بين خمسة إلى سبعة صواريخ، حيث تم اعتراض بعضها وسقط البعض الآخر قبل الوصول إلى الهدف.
وتشير التقارير إلى أن صاروخين فقط بلغا أجواء إسرائيل، وتم اعتراضهما وتدميرهما.
في الوقت نفسه، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن تنفيذ هجوم صاروخي، وأفادت أن إيران كشفت عن جيل جديد من صواريخها. كما ذكرت بعض المصادر الإيرانية أن هذه الصواريخ من طراز "فتاح".
في اليوم السادس من الحرب بين إسرائيل وإيران، أفاد المواطنون بحدوث أزمات واسعة النطاق في مناطق مختلفة من إيران.
من بين هذه الأزمات: اضطرابات حادة في النظام المصرفي، وانقطاع المياه والكهرباء، وبطء شديد في الإنترنت، ونقص في المواد الغذائية والوقود، وهذه مجرد أمثلة على بعض من هذه المشاكل.
لا تكتفي سلطات طهران بعدم إبلاغ الناس بشفافية، بل تسعى أيضًا لإخفاء خطورة الأوضاع.
وبحسب وكالة "هرانا"، نقلاً عن مصادر غير حكومية، فقد قُتل ما لا يقل عن 239 مدنيًا جراء الهجمات الإسرائيلية حتى نهاية يوم أمس الثلاثاء ۱۷ يونيو. وبالنسبة لـ220 من القتلى، لا يزال غير معروف ما إذا كانوا مدنيين أم عسكريين.
وفي الوقت نفسه، اشتدت الضغوط التي تمارسها إيران على النشطاء المدنيين.
رد دونالد ترامب على سؤال أحد الصحافيين حول تعليقه على تصريحات علي خامنئي الأخيرة بأنّ إيران "لن تستسلم"، قائلاً: "أقول حظاً سعيداً".
وتابع، فيما يخصّ صبره على طهران، قائلاً: "صبري بدأ ينفد. لهذا السبب نتخذ هذه الإجراءات".
كما أشار ترامب إلى هجمات إسرائيل الأخيرة على إيران، قائلاً: "لقد دمّروا بلادهم، وقُتل الكثير من الناس الذين ما كان ينبغي أن يُقتلوا".

في ثاني رسالة مصوّرة له منذ بدء الحرب مع إسرائيل، أصرّ المرشد الإيراني علي خامنئي على مواقفه التي باتت نتائجها واضحة، وسعى من خلال خدعة جديدة إلى تبرئة النظام من الهزيمة المهينة وتحميلها لإيران وشعبها.
الرسالة المصوّرة التي سُجّلت على الأرجح خارج مقر إقامته المعتاد، تُعدّ أول خطاب حتى اليوم لم يأتِ فيه خامنئي على ذكر "الجمهورية الإسلامية" أو "الثورة الإسلامية" أو مؤسساتها مثل الحرس الثوري، وبدلاً من ذلك استخدم مرارًا "إيران" و"الشعب الإيراني".
وبعد أن فرّ منذ اللحظات الأولى للهجوم الإسرائيلي واختفى عن الأنظار قرابة أسبوع، كسر صمته بعد ستة أيام، في لحظة تتزايد فيها احتمالات سقوط النظام، ليضيف فقط مزيدًا من الأعباء على إيران وشعبها.
إنّ التمييز بين الشعب الإيراني والنظام الحاكم أصبح حقيقة يدركها كل إيراني اليوم؛ فهذا النظام لا يختلف عن طائفة إجرامية أو منظمة إرهابية، سوى أنه احتل بلدًا مثل إيران، بثقافته وتاريخه وثرواته، لما يقارب من نصف قرن.
