"سرقة وثائق إسرائيلية".. و"محركات" ترامب.. والأزمة المعيشية

احتفت الصحف الإيرانية الصادرة يوم الأحد 8 يونيو (حزيران) بما وصفته "نجاح الاستخبارات الإيرانية في الحصول على كميات من الوثائق والمعلومات بالغة الحساسية من داخل إسرائيل"، خاصة تلك المتعلقة بالوثائق النووية، كما اهتمت بتصريحات بزشكيان الخاصة بالتعامل مع ما سماه "الغطرسة الأميركية".

وسلّطت الصحف الإيرانية الضوء على ظاهرة شراء أو استئجار بطاقات الهوية، وأزمة إخلاء بيت علماء العلوم الإنسانية.

ووصفت صحيفتا "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، على خامنئي، و"جوان" التابعة للحرس الثوري، الحصول على وثائق وُصفت بالحساسة، المتعلقة بإسرائيل، وخصوصًا منشآتها النووية، بأكبر ضربة استخباراتية إيرانية للكيان الصهيوني، على حد زعم الصحيفتين.

وأجرت صحيفة "همشهري"، المحسوبة على بلدية طهران، حوارًا مع عدد من الخبراء، الذين وصفوا العملية بالإنجاز التاريخي للأمن الإيراني، والاختراق غير المسبوق، والذي يفضح الأكاذيب الإسرائيلية.

وقال خبير العلاقات الدولية، علي بيكدلي، لصحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية: "إن العملية رسالة استراتيجية واضحة لتل أبيب وواشنطن وحتى دول المنطقة، تفيد بأن إيران ليست سلبية فيما يخص القضايا الأمنية، وإنما تمتلك قدرة المناورة بالمعلومات على مستوى عالٍ".

كما اهتمت الصحف بتداول تصريحات الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال لقائه نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية كازاخستان، مراد نورتليو، والتي أكد خلالها شفافية الأنشطة النووية الإيرانية، وأن بلاده لن تقبل أبدًا بالتنمر أو الغطرسة الأميركية.

وعبرت الصحف الإيرانية، خاصة الإصلاحية مثل "شرق"، و"آرمان ملي"، و"اعتماد" وغيرها، عن استيائها من قرار إخلاء بيت علماء العلوم الإنسانية وتجاهل مطلب الرئيس بزشكيان.

وردًا على القرار قال رئيس مؤسسة "إيرانولوجيا"، علي أكبر صالحي: "كلما زادت مكانة واحترام المفكرين، زادت حيوية المجتمع الثقافية ونضجه الفكري. نحن فخورون أن نعلن أن مؤسسة إيرانولوجيا هي بيت لكل المفكرين الذين تعلقت قلوبهم بوطنهم".
وطالب الكاتب الصحافي، محسن آزموده، في مقال بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية، البلدية برفع يدها عن بيت العلماء، والذي يُعد من الفضاءات المعدودة التي تُسمع فيها تقريبًا جميع الأصوات، وتقدم برامج جذابة يوميًا وأسبوعيًا تحظى بإقبال جماهيري.

وتساءلت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، عن أسباب الإصرار على إخلاء المبنى، رغم وجود العديد من العقارات في مختلف أنحاء طهران، وناشدت البلدية على لسان الأستاذ الجامعي، غلام رضا ظريفيان، بإعادة النظر في هذا العمل، الذي يتعارض مع المواطنة والثقافة والعلم.

وعلى صعيد آخر، سلطت صحيفة "سازندكى" الإصلاحية الضوء على تشابه حالة كبير مستشاري دونالد ترامب سابقًا، إيلون ماسك، ومساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية سابقًا، محمد جواد ظريف، فكلاهما صنع رئيس الجمهورية، ثم تحول إلى ضحية للعلاقات الحكومية، التي ساهما في إبرازها.

وفي الشأن الاقتصادي، كشفت صحيفة "اسكناس" عن انتشار ظاهرة استغلال بعض المتربحين من جهل أو فقر الآخرين، وشراء أو استئجار هوياتهم الشخصية، لتسجيل شركات دون نشاط حقيقي، وإصدار فواتير مزيفة للتهرب من الضرائب.
وتعجبت صحيفة "هفت صبح"، المقربة من رئيس البرلمان، من الاختلاف الكبير في أسعار السيارات بين السوق الحرة والمصنع، وهو ما يربك الراغبين في شراء سيارة.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"جوان": احذروا "محركات" ترامب
حذر الناشط الثقافي، محمد قنبري في مقال بصحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري، من التفاؤل بالاتفاق بين إيران وأميركا، وكتب: "إن خطة العمل الشاملة المشتركة (برجام)، وسلوك ترامب في فترته الرئاسية الأولى، يعكس بوضوح افتقار الولايات المتحدة للالتزام المستدام بالعهود خاصة تحت قيادة زعيم شعبوي غير متوازن".

وأضاف:" سلوك ترامب لا يقوم على المنطق القانوني والدبلوماسي، بل على محركات مثل تصوير القوة، وإذلال الخصم لكسب الشعبية المحلية، والصدمة الإعلامية، وإعادة تعريف دور أميركا كقوة مهيمنة باستمرار".

وتابع: "لا شك أن ترامب، في مرحلة ما بعد الاتفاق، إما سيطأ بأقدامه أي اتفاق مع إيران إذا تحقق، أو سيسعى عبر الضغوط النفسية والإعلامية والعقوبات إلى إعادة صياغته لصالحه".

ودعا فريق السياسة الخارجية، بالتنسيق مع الأجهزة الإعلامية الوطنية، إلى العمل بجدية على تصميم دروع إدراكية وقدرات ردع دبلوماسية، وإنتاج رواية مستقلة ومقاومة في الساحة الدولية، بالتزامن مع أي تقدم في المفاوضات.

"كيهان": لا بد من تغيير النظرة للمباحثات مع أميركا وأوروبا
طرح مقال نشرته صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، على خامنئي، عدة ملاحظات حول طريقة التعامل الأميركي والغربي مع الملف النووي الإيراني، ومنها: "رغبة أميركا في فرض سياسات معينة على إيران، وتناقض سياسات واشنطن تجاه طهران، وتعمد ترامب إهانة الآخرين لفرض سيطرته".

وشدد كاتب المقال على "خطورة السماح للمفتشين الأميركيين للمنشآت النووية الإيرانية، ورفض أي لعبة تفاوضية تهدف للاستسلام، مؤكدًا أن التخصيب حق قانوني لإيران، وليس منحة أميركية ولا يحتاج إلى مفاوضات".

وخلص إلى ضرورة أخذ كلام المرشد خامنئي على محمل الجد، وكتب: "لا أعتقد أن المفاوضات ستؤدي إلى نتيجة!، فالتفاوض مع أميركا لن يحقق مصلحة إيران، والحد الأقصى هو تأجيل بعض العقوبات. لذا، يجب التعلم من درس خطة العمل الشاملة المشتركة (برجام)، وعدم السماح بتكرار السيناريو نفسه".

"سياست روز": الأزمة المعيشية تزداد عمقًا يومًا بعد آخر
أشار الكاتب فرهاد خادمي، في مقال بصحيفة "سياست روز" الأصولية، إلى وجود 30 مليون إيران يعيشون تحت خط الفقر، وكتب: "كشفت دراسة ميدانية عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، وهو ما فرض ضغوطًا مضاعفة على معيشة العمال، مما يعكس فجوة عميقة بين الدخل ومتطلبات الحياة.. هذا الاتجاه المقلق لم يؤثر فقط على جودة التغذية وراحة الأسر، بل عمّق أيضًا الفجوة بين الدخل وتكاليف المعيشة بشكل كبير".

وعن العوامل المؤثرة في ارتفاع الأسعار أشار إلى "تقلبات العملة، ونقص المعروض من السلع الأساسية. كما تلعب السياسات الاقتصادية والإدارية دورًا مهمًا في السيطرة على هذه الأوضاع أو تفاقمها".

وأضاف: "يبدو أن الحكومة بحاجة إلى اتخاذ إجراءات جذرية للحد من هذا الاتجاه، بما في ذلك مراقبة الأسعار، وزيادة الدعم المعيشي للفئات الفقيرة، والرقابة الدقيقة على سلسلة التوريد وتوزيع السلع".

وختم بقوله: "إن أزمة ارتفاع أسعار السلع الأساسية ليست مجرد مشكلة اقتصادية، بل هي قضية متعددة الأبعاد تتطلب إدارة دقيقة، واتخاذ قرارات عقلانية، ومراعاة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية المختلفة".