تقلبات حادة وارتفاع النفط والذهب.. أسواق العالم ترتجف تحت وطأة الهجوم الإسرائيلي على إيران

شهدت الأسواق العالمية تقلبات حادة، بعد الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية ومقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري؛ حيث تأثرت أسعار النفط والذهب والغاز الطبيعي، إلى جانب مؤشرات البورصات العالمية، بشكل ملحوظ جراء هذا التصعيد.
وارتفع سعر خام برنت بأكثر من 7 في المائة، ووصل في بعض اللحظات إلى ارتفاع بنسبة 13 في المائة، قبل أن يتراجع قليلاً ويخسر جزءًا من مكاسبه. وكانت سوق النفط قد وصلت بالفعل إلى أعلى مستوى لها خلال الشهرين الماضيين قبيل الهجوم.
وسجّل سعر الغاز الطبيعي في أوروبا أكبر ارتفاع له، خلال أكثر من خمسة أسابيع. ويُعزى السبب الرئيس إلى المخاوف المتعلقة بمضيق هرمز، الذي يُعد ممرًا لنحو ربع نفط العالم وكل صادرات الغاز الطبيعي المسال من قطر. وعلى الرغم من أن تسليم الغاز لم يتأثر فعليًا حتى الآن، فإن امتناع السفن عن عبور المضيق قد يؤدي إلى تأخيرات محتملة.
وشهدت أسعار الذهب، بصفته ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، ارتفاعًا بنسبة وصلت إلى 1.7 في المائة، قبل أن تتراجع قليلاً، وقد ارتفع سعر الأونصة صباح الجمعة بنحو 90 دولارًا.
الأسواق المالية
شهدت مؤشرات الأسهم العالمية تراجعًا، وكانت بورصات الولايات المتحدة الأكثر تأثرًا، حيث يعزو بعض الخبراء هذا الانخفاض إلى مخاوف المستثمرين الأميركيين من احتمال اندلاع نزاع أوسع في الشرق الأوسط.
وتأتي هذه التطورات في وقت لا يزال فيه الرد النهائي من جانب إيران غير واضح، كما أنه لم يُعرف بعد ما إذا كانت المواجهة ستتوسع لتتجاوز الضربات الجوية المحدودة أم لا.
هجوم إسرائيل ومقتل قادة كبار في إيران
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن فجر اليوم الجمعة 13 يونيو (حزيران)، أنه بدأ عملية جوية واسعة النطاق ضد البرنامج النووي الإيراني. وذكر أن سلاح الجو استهدف عشرات المواقع في مختلف أنحاء إيران، مرتبطة بالبرنامج النووي والمنشآت العسكرية.
وجاءت تلك العملية تحت مسمى "قوة الأسد".
بحسب وسائل إعلام حكومية إيرانية، فقد تأكد مقتل كل من القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، ورئيس الجامعة الأهلية وأستاذ الفيزياء، محمد مهدي طهرانجي، والرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية، فريدون عباسي.
وأكدت وكالة تسنيم، التابعة للحرس الثوري الإيراني، مقتل قائد مقر "خاتم الأنبياء"، غلام علي رشيد، في الهجمات الإسرائيلية.
كما أفادت مصادر مطلعة لـ "إيران إنترناشيونال" بأن علي شمخاني، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام والمستشار السياسي لعلي خامنئي، قُتل في الهجوم الإسرائيلي.
ووفقًا للفيديوهات التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" والتقارير المنشورة، فقد تم استهداف وتدمير منزل رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية السابق، فريدون عباسي، خلال هذا الهجوم.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، كان من بين أهداف الهجوم الإسرائيلي.
وكان مسؤول إسرائيلي قد صرّح لقناة "إيران إنترناشيونال" بأن أهداف الهجوم شملت منازل المسؤولين العسكريين والسياسيين في النظام الإيراني.
وأفادت وكالة فارس، التابعة للحرس الثوري، بأن عدة وحدات سكنية في مدينة محلاتي، الواقعة في شرق طهران، كانت هدفًا للهجوم. وتُعرف هذه المنطقة بأنها مقر سكن كبار القادة العسكريين الإيرانيين وعائلاتهم.
وفي أول رد فعل على الهجوم الإسرائيلي، قال علي لاريجاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني، علي خامنئي، ردًا على سؤال حول كيفية رد إيران على الولايات المتحدة: "لا ضرورة لكشف ذلك علنًا الآن".
وأضاف: "قادتنا العسكريون سينفذون ما عليهم، ولكن الأميركيين سيدفعون ثمن تصرفاتهم الهزلية".