"جيروزاليم بوست": غضب إيراني من التقارب المتزايد بين أذربيجان وإسرائيل

في أعقاب مسابقة "يوروفيجن الموسيقية" ومنح أذربيجان الدرجة الكاملة لممثل إسرائيل، أبدت سلطات النظام الإيراني رد فعل قويا تجاه التقارب المتزايد بين البلدين.

وكتب مردخاي كيدار في مقال تحليلي نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" أن العلاقات المتنامية بين إسرائيل وأذربيجان، ليس فقط في مجالات السياسة والأمن، بل أيضاً في المجال الثقافي، قد أصبحت قضية استفزازية للنظام الإيراني.

خلال منافسات يوروفيجن هذا العام، كان ممثل أذربيجان مغنياً يهودياً يُدعى "آصف ميشاييف"، بينما شاركت إسرائيل بمغنية تُدعى "يوفال رافائيل" ذات أصول أذربيجانية.

ووصف كاتب المقال هذا الأمر بأنه رمز لـ"الروابط الثقافية والهوية بين البلدين".

وتلقت باكو، التي منحت إسرائيل أعلى درجة في المسابقة وهي "دوز بوين" (12 درجة)، ردود فعل إيجابية من المسؤولين الإسرائيليين.

وشكر يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، في رسالة علنية الجنرال ذاكر حسانوف، وزير الدفاع الأذربيجاني، على هذا الدعم والدرجة العالية، واصفاً إياها بأنها رمز لـ"الصداقة الحقيقية والصادقة" بين البلدين.

إيران: تهديد ثقافي وأمني

ووفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست"، لم يقتصر رد فعل إيران على الانتقاد فحسب. فقد وصفت وكالة الأنباء شبه الرسمية "فارس"، القريبة من الحرس الثوري، هذه العلاقات بأنها "مشينة وسرية".

وكتبت: "هذان البلدان ليسا أمة واحدة في بلدين، بل أمتان في دولة واحدة، تعملان على شق الوحدة في العالم الإسلامي".

في الوقت نفسه، أجرى الحرس الثوري مناورات عسكرية بالقرب من الحدود الشمالية لإيران مع أذربيجان، حيث تم بث رسائل تهديد باللغة الأذربيجانية التركية. واعتُبر أحد الشعارات، وهو "الطريق إلى القدس يمر عبر باكو"، تهديداً مباشراً من قبل المحللين.

ووفقاً لتقرير "جيروزاليم بوست"، اعتبر المسؤولون في النظام الإيراني أن الممثل اليهودي لأذربيجان والممثلة ذات الأصول الأذربيجانية لإسرائيل دليل على التقارب الأيديولوجي والثقافي بين البلدين.

هذا التقارب، خاصة بعد الدعم العلني من أذربيجان لإسرائيل خلال حرب غزة ودورها في الوساطة بين تل أبيب وأنقرة، أثار قلق طهران بشكل متزايد.

من الطاقة إلى التسليح: تعاون شامل

أشار المقال إلى أن العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان لا تقتصر على المستوى الثقافي. فأذربيجان واحدة من أكبر مصدري الطاقة إلى إسرائيل، وقد حصلت شركة الطاقة الحكومية "سوكار" مؤخراً على تصريح لاستخراج الغاز من المياه الإسرائيلية.

من ناحية أخرى، كانت إسرائيل في السنوات الأخيرة المورد الرئيسي للأسلحة إلى أذربيجان.

في الختام، يؤكد كاتب المقال أنه في الشرق الأوسط، حتى مسابقة موسيقية يمكن أن تتحول إلى ساحة للنزاع الأمني والجيوسياسي، في منطقة تتشابك فيها السياسة والدين والثقافة والجيش دائماً.