قناة إسرائيلية: وثائق لحماس تكشف معارضة النظام الإيراني لتقاربها مع الرياض

نشرت "القناة 12" الإسرائيلية تقريرا، بناءً على وثائق وقع الاستيلاء عليها خلال الحرب ضد حماس في غزة، عن أبعاد التعاون بين قطر وحماس، وعن جهود مشتركة لعرقلة "صفقة القرن" التي اقترحها ترامب، وتعزيز مواقع تركيا وإيران، وتهميش دور مصر في قطاع غزة.

وبحسب تقرير القناة، فإن إحدى الوثائق تعود إلى رسالة بعثها يحيى السنوار، القائد السابق لحماس في قطاع غزة، إلى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، في مايو (أيار) 2022، أي قبل نحو 17 شهراً من الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وجاء في رسالة السنوار، والتي كتبت في ظل استمرار الجهود الأميركية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، أنه قال لهنية: "يجب أن نتحرك فوراً مع حلفائنا إيران وقطر وتركيا. وأن تكون الدبلوماسية القطرية والتركية في صدارة التحركات المتعلقة بهذا الملف . أما دورنا فهو إغلاق منافذ التنفس أمام المحتل، وضمان أن الجهات الدولية تقطع علاقاتها الدبلوماسية معه".

وأشار التقرير إلى حدث آخر لم يحدد توقيته، حيث قال أحد مسؤولي وزارة الخارجية في النظام الإيراني لوفد من حماس كان قد زار إيران، إن طهران ترحب بالدعم الذي تقدمه أنقرة والدوحة للحركة.

كما ذكر التقرير أن السنوار أخبر هنية قبل سبعة أشهر من الهجوم في 7 أكتوبر، حول رفض النظام الإيراني لمسار تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل، قائلاً إن طهران لا تريد أن تقترب حماس من الدول التي تتقارب مع الرياض.

وأضاف السنوار حول موقف المسؤولين في النظام الإيراني: "إنهم لا يريدون السلام ولا الاتفاق. لا يريدون أن نقيم علاقات مع خصومهم أو أعدائهم، أي تلك الدول التي تعمل على تطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة ومع العدو الصهيوني. لكنهم مستعدون لعلاقات مع قطر وتركيا".

التعاون الوثيق بين قطر وحماس

الوثائق التي أشارت إليها "القناة 12" في تقريرها تبدو متعارضة مع التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف قطر بأنها "دولة معقدة، ولكن ليست عدوًا".

فقد حاول نتنياهو في الأشهر الماضية تقليل أهمية المساعدات النقدية الشهرية التي تقدمها قطر لحماس، والتي تقدر بملايين الدولارات، وقال إن هذه الأموال لم يكن لها دور كبير في التحضير أو تنفيذ العملية العسكرية التي نفذتها حماس.

لكن الوثائق تشير إلى أن هذه التحويلات، التي تمت بموافقة إسرائيلية، كانت كبيرة إلى الحد الذي جعل هنية يقول لوزير خارجية قطر في ديسمبر (كانون الأول) 2019: "المساعدة المالية من قطر هي الشريان الرئيسي لحماس".

وفي مايو (أيار) 2021، أبلغ هنية السنوار أن أمير قطر وافق بشكل خاص على تقديم دعم مالي سري لـ"المقاومة"، ولكنه لا يريد أن يعلم أحد في العالم بذلك.

وبحسب الوثائق، كان قد تم جمع 11 مليون دولار من الدعم المالي من أمير قطر لقيادة حماس حتى ذلك الوقت.

وطلب هنية من السنوار كتابة رسالة إلى أمير قطر يؤكد فيها على "الحاجات العسكرية الملحة"، ويهدى النصر في الحرب إليه.

كما التقى مسؤولو الاستخبارات في الدوحة مع أحد ممثلي حماس لمناقشة الإشراف على الوحدات الخاصة المدربة في قواعد قطر وتركيا، بالإضافة إلى دمج الفلسطينيين السوريين الذين لجأوا إلى لبنان ضمن كتائب حماس.

وأشار تقرير القناة إلى أن هذا اللقاء مسجل في وثيقة سرية تابعة للسلطة الفلسطينية.

الجهود لإجهاض "صفقة القرن"

ومن بين الوثائق التي أشارت إليها "القناة 12"، وثائق تتناول رد فعل حماس وقطر تجاه "صفقة القرن" التي اقترحها دونالد ترامب، وهي خطة تهدف إلى حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

وبحسب التقرير، وفي يونيو (حزيران) 2019، أي قبل عام تقريبًا من توصل الإمارات والبحرين إلى اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، أخبر أمير قطر قادة حماس في اجتماع طارئ أن عُمان أظهرت "مؤشرات على الاستعداد لإقامة علاقات مع إسرائيل".

وقال خلال الاجتماع: "في قضية فلسطين، نحن على طرف، وعُمان على الطرف الآخر".

وخلال ذات الاجتماع، قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، لأمير قطر: "علينا أن نتعاون معاً لمواجهة صفقة القرن وإفشالها".

كما جاء في وثيقة أخرى أن السنوار قال لهنية إن حماس يجب أن تجعل قطر، وليس مصر، وسيطاً أساسياً في إنهاء التوترات مع إسرائيل، لأن "الدوحة أكثر ولاءً لنا من القاهرة".

وتتزامن نشر هذه الوثائق مع اشتباه بتورط اثنين من كبار مستشاري نتنياهو في تلقي أموال مقابل نشر رسائل تدعم قطر في وسائل الإعلام، بهدف تعزيز صورة الدولة كطرف وسيط.
وأصبح هذا الملف معروفاً باسم " قطر جيت" داخل إسرائيل.