بعد غياب 11 يوما.. العثور على جثة فتاة إيرانية مؤيدة للاحتجاجات والسلطات تؤكد مقتلها

قالت تقارير إعلامية في إيران إنه تم اعتقال شخص بتهمة قتل إلهه حسين ‌نجاد، الفتاة الإيرانية البالغة من العمر 24 عامًا من سكان إسلام ‌شهر، والتي عُثر على جثتها في صحارى ضواحي طهران بعد اختفائها لمدة 11 يوما.

كانت إلهه قد أعربت مرارًا عبر حسابها على "إنستغرام" عن دعمها لحركة "المرأة، الحياة، الحرية"، وقد اختفت قبل حوالي أسبوعين قرب ميدان "آزادي" في طهران.

وأفادت وكالة "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية في إيران، أنه تم العثور على جثة إلهة حسين ‌نجاد صباح يوم الخميس 5 يونيو (حزيران).

وجاء في التقرير أن إلهه كانت في طريق العودة إلى منزلها حينما استقلت سيارة سمند فضية اللون، وأن السائق، الذي كانت لديه "نية خبيثة"، قام بطعنها في منطقة الصدر بعد أن قاومت، ثم قتلها وألقى بجثتها في صحارى محيطة بطهران.

وفي الوقت ذاته، نشرت وكالة "فارس"، التابعة للحرس الثوري، مقطع فيديو من داخل مبنى التحقيقات الجنائية بطهران يظهر فيه شخصان مكبلان بالأصفاد ووجهيهما مغطى، وقد تم تقديمهما على أنهما المتهمان في القضية.

وقبل نشر هذه التقارير، كان علي ولي‌ بور كودرزي، رئيس شرطة التحقيقات الجنائية بقيادة شرطة طهران الكبرى، قد أعلن صباح الخميس أنه "بعد التحقيقات التي أجريت"، تبيّن أن حسين ‌نجاد قد قُتلت، وتم اعتقال المتهم بقتلها.

وبحسب قول كودرزي، فقد حاول سائق السيارة سرقة هاتف إلهه حسين ‌نجاد بعد الوصول إلى وجهتهما، لكن إلهه قاومت بشدة، مما دفع الجاني إلى طعنها "ثلاث إلى أربع طعنات في صدرها" ما أدى إلى وفاتها.

وأضاف كودرزي أن المتهم، بعد ارتكاب الجريمة، نقل جثتها إلى الصحارى المحيطة بالمطار، وخلال التحقيقات اعترف بالجريمة، وأرشد السلطات إلى مكان الجثة، التي تم نقلها إلى الطب الشرعي.

وعن الشخص الثاني المعتقل في القضية، قال كودرزي: "الشخص الثاني الذي سلّم السيارة للمتهم دون مستندات قانونية تم اعتقاله أيضًا، وتم فتح ملف قضائي بحقه".

وبحسب التقارير، فقد اختفت حسين ‌نجاد في 25 مايو (أيار)، خلال عودتها من مكان عملها إلى المنزل، بعد أن استقلت سيارة بالقرب من ميدان آزادي في طهران.

وبعد فقدان الاتصال بها، عبّر مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي عن قلقهم من مصيرها، خاصة بعد انتشار منشورات تظهر دعمها المتكرر لحركة "المرأة، الحياة، الحرية" على حسابها في "إنستغرام".

وكان عمّها قد صرّح لوسائل الإعلام المحلية قائلًا: "إلهه كانت تعمل منذ فترة في صالون تجميل كأخصائية أظافر، وكانت تغادر الصالون كل مساء حوالي الساعة السابعة لتتوجه إلى منزلها في إسلام ‌شهر".

وفي حديثه لصحيفة "همشهري"، أضاف: "إلهه كانت في طريق العودة إلى المنزل لرعاية شقيقها من ذوي الإعاقة، وقد نزلت في ميدان آزادي، ثم استقلت سيارة باتجاه إسلام‌ شهر، لكن بعد ساعة أُغلق هاتفها فجأة".

وأشار عمّ إلهه إلى أنه تم إجراء الاستعلامات اللازمة بخصوص هاتفها المحمول وحسابها البنكي، وقال: "لم تكن هناك صور من كاميرات المراقبة. في المكان الذي نزلت فيه من المترو كانت هناك كاميرا دوّارة، لكنها كانت متجهة إلى جهة أخرى وقت نزولها".

وكان سعيد دوستی‌ نجاد، المدعي العام والثوري لمحافظة إسلام‌ شهر، قد صرّح سابقًا لوكالة "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية، بأن قضية قضائية فُتحت بشأن اختفاء هذه الشابة، وتم إحالتها إلى قسم التحقيقات الجنائية في طهران للمتابعة.

في صفحة "إنستغرام" الخاصة بـ"إلهه حسين ‌نجاد"، كانت هناك منشورات وقصص (ستوري) لدعم بعض الفنانين المؤيدين لحركة "المرأة، الحياة، الحرية"، منهم توماج صالحي ومهدي يراحي.

كما نشرت أيضًا منشورًا في ذكرى محمد حسيني، أحد المتظاهرين الذين أُعدموا خلال احتجاجات عام 2022، وقد أعيد تداول هذا المنشور مؤخرًا بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي.