السلطات الإيرانية تحظر صفحة شركة تجميل على "إنستغرام" بسبب إعلان نسائي

تم حظر صفحة شركة "خانومی" الإيرانية لمستحضرات التجميل والعناية الشخصية على منصة "إنستغرام"، والتي كانت تضم مليونًا و400 ألف متابع، بقرار من السلطات القضائية الإيرانية، وذلك على خلفية نشر مقطع إعلاني تظهر فيه نساء وهنّ يؤدين غناءً على طريقة الراب.

وأصدرت شركة خانومی، يوم الأربعاء 4 يونيو (حزيران)، بيانًا أوضحت فيه أن نشر ذلك المحتوى لم يكن بنيّة "جرح مشاعر الرأي العام"، مشيرة إلى أنها كانت قد حذفت الفيديو من صفحتها على "إنستغرام" قبل صدور قرار الحظر.

وأضافت الشركة في بيانها أنها تضم أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم وحوالي 500 موظف، وكتبت: "رغم حذف الفيديو، فإن مثل هذه الإجراءات كإيقاف الصفحات وقطع سبل التواصل مع الزبائن، ستترك بالتأكيد آثارًا سلبية على بيئة الاستثمار وريادة الأعمال، وكذلك على ثقة الجمهور بمجال التجارة الإلكترونية".

يُشار إلى أن الإعلان المحظور كان عبارة عن فيديو موسيقي بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتأسيس الشركة، ظهرت فيه نساء يؤدين غناءً بأسلوب الراب.

وكانت الشركة قد نشرت منشورًا على صفحتها يوم الثلاثاء قالت فيه إن الحظر تم "بأمر قضائي ومن قبل قيادة قوى الأمن الداخلي في إيران".

ويأتي هذا الإجراء بعد أن قامت بعض وسائل الإعلام الحكومية بنشر مقاطع من الفيديو المذكور، واعتبرته "عاملًا يروج لنظرة استهلاكية للمرأة، ويتنكر للغة الأم، ويجرح مشاعر الرأي العام"، وطالبت باتخاذ إجراءات قضائية ضد صنّاع الفيديو ومسؤولي الشركة.

ازدواجية في التعامل

وقد انتقد العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة، معتبرين أنها تعكس ازدواجية في تعامل السلطات الأمنية والقضائية في إيران، خصوصًا عند مقارنتها بعدم جدية التعامل مع حالات اختفاء النساء، رغم مرور شهور أو سنوات عليها.

وكتب أحد مستخدمي منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "كيف استطعتم العثور على الفتيات اللواتي رقصن خلال 24 ساعة، لكنكم لم تجدوا إلى الآن إلهه حسين نجاد التي اختفت منذ 10 أيام؟ ابحثوا عنها بالطريقة ذاتها!"

وغرّد مستخدم آخر: "نظام التعرف على الوجه الذي اشتراه الحرس الثوري من الصين لتعقب المحتجين في انتفاضة مهسا، وآلاف الكاميرات التابعة للبلدية، لم يتمكن حتى الآن من رصد إلهه حسين ‌نجاد!"

وأشارت إحدى المواطنات إلى قضية سما سمیران جهانباز، الشابة التي اختفت في يوليو (تموز) 2022 في مدينة شيراز، وكتبت: "كيف لم تتمكنوا من العثور على أي أثر لسما بعد حوالي ثلاث سنوات، بينما في المقابل، وبكل سرعة، تعاملتم مع نساء غنين في إعلان وأغلقتم صفحتهن التي كانت مصدر رزقهن؟".

وليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها السلطات الإيرانية بحظر صفحات على "إنستغرام" أو استدعاء واعتقال مستخدمي الإنترنت بسبب محتوى منشور.

ففي مارس (آذار) الماضي، تم حظر صفحة شركة "مای ‌لیدی" لمستحضرات النظافة الشخصية على "إنستغرام"، بعد نشرها فيديو بمناسبة يوم المرأة العالمي يتناول التمييز ضد النساء في إيران، وذلك بأمر من الجهات القضائية.

وفي سبتمبر (أيلول) 2023، أعلنت شرطة الأماكن العامة عن إغلاق مكتب شركة "سیلانه سبز"، وهي الشركة المنتجة لعلامة "دافی" لمستحضرات التجميل.

كما أرسلت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ملف هذه الشركة إلى القضاء، وتم اعتقال المغني "تاك‌ داون" الذي أدى أغنية ترويجية لمنتجاتها.

وقد وصف كثير من مستخدمي الإنترنت في السنوات الأخيرة النظام الإيراني بأنه "عدو الفرح والأمل"، ردًا على موجة الإجراءات القضائية ضد المواطنين في مثل هذه القضايا.

يُذكر أن علي خامنئي، المرشد الإيراني، يصف منذ سنوات الفضاء الإلكتروني في إيران بأنه "منفلت" و"بلا ضوابط"، وقد دعا مرارًا إلى فرض رقابة صارمة عليه.

أما مسعود بزشكیان، الرئيس الإيراني، فقد أصدر في سبتمبر (أيلول) الماضي تعليمات لوزرائه بعد لقائهم خامنئي، دعاهم فيها إلى إعطاء "الإدارة السليمة للفضاء الافتراضي" أولوية قصوى، انسجامًا مع توجيهات المرشد.