سبق ودعمت "انتفاضة المرأة".. مرور 11 يومًا على اختفاء فتاة إيرانية دون معرفة مصيرها

إلهه حسين نجاد، فتاة تبلغ من العمر 24 عامًا وتقيم في مدينة إسلام شهر بمحافظة طهران، اختفت قبل 11 يومًا أثناء عودتها من عملها إلى منزلها. وأعرب عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي عن قلقهم على مصير هذه الشابة التي سبق أن أبدت دعمها لحركة "المرأة، الحياة، الحرية".
ووفقًا للتقارير، فقد اختفت إلهه حسين نجاد يوم 25 مايو (أيار) بعد أن استقلت سيارة بالقرب من ساحة آزادي في طهران، ومنذ ذلك الحين وحتى يوم الأربعاء 4 يونيو (حزيران)، لم تتوفر أي معلومات عنها.
وقال عمها في مقابلة مع وسائل إعلام محلية إن إلهه كانت تعمل منذ فترة في صالون تجميل كخبيرة تجميل أظافر، وكانت تغادر الصالون يوميًا حوالي الساعة السابعة مساءً متوجهة إلى منزلها في "إسلام شهر".
وأضاف في تصريح لصحيفة "همشهري" الحكومية: "كانت في طريق العودة إلى المنزل للعناية بأخيها المعاق عندما نزلت في ساحة آزادي واستقلت سيارة باتجاه إسلام شهر، ولكن بعد ساعة أُغلق هاتفها".
وأوضح أن جميع الاستعلامات الرسمية المتعلقة بهاتفها وحسابها البنكي قد أُجريت، ولكن لم يتم العثور على أي خيط يدل على مكانها، قائلاً: "الكاميرات لم تلتقط شيئًا. هناك كاميرا دوّارة في موقع نزولها كانت قد دارت باتجاه آخر وقت نزولها".
من جانبه، صرّح سعيد دوستی نجاد، المدعي العام لمحافظة إسلام شهر، لوكالة "ميزان" التابعة للقضاء الإيراني، أن قضية اختفاء الشابة تم تسجيلها قضائيًا وتمت إحالتها إلى إدارة التحقيق الجنائي في طهران لمتابعة الأمر.
دعمٌ للفنانين المعارضين
وفي حسابها على "إنستغرام"، نشرت إلهه حسين نجاد منشورات وقصصًا دعمت فيها عددًا من الفنانين المؤيدين لحركة "المرأة، الحياة، الحرية"، منهم توماج صالحي ومهدي يراحي.
كما نشرت منشورًا تأبينيًا لمحمد حسيني، أحد المتظاهرين الذين أُعدموا خلال احتجاجات عام 2022، وقد أعيد تداول هذا المنشور مؤخرًا على نطاق واسع في مواقع التواصل.
وأعرب عدد من النشطاء المدنيين والشخصيات المعروفة على شبكات التواصل الاجتماعي عن قلقهم الشديد إزاء مصير هذه الشابة، وانتقدوا تقاعس الأجهزة القضائية والأمنية والشرطة في الكشف عن مصيرها.
تمييز في تطبيق القانون
وأشار بعض مستخدمي منصات "إكس" و"إنستغرام" إلى أن النظام الإيراني غالبًا ما يتعرف بسرعة على النساء المخالفات لقواعد الحجاب الإجباري في الشوارع باستخدام الكاميرات وتقنية التعرف على الوجوه، بينما لا يتمكن من العثور على إلهه حسين نجاد بعد مضي 11 يومًا على اختفائها، معتبرين ذلك مثالًا صارخًا على التمييز الحكومي.
وكتبت مسيح علي نجاد، الصحافية والناشطة السياسية، على "إنستغرام": "هذه الفتاة البالغة من العمر 24 عامًا لم تكن في منطقة نائية، بل استقلت سيارة من ساحة آزادي في طهران متوجهة إلى إسلام شهر".
وأضافت: "هذه هي حال أمن المواطن تحت ظل النظام الإيراني. هل يُعقل ألا تكون هناك كاميرا سجلت ركوبها السيارة أو تحركها؟ هل يُعقل أن تكون الأجهزة الأمنية، التي تدعي أنها قادرة على رصد المعارضين عبر إشارات هواتفهم، عاجزة عن إيجاد أي أثر لإلهه حسين نجاد؟".
وكتب أحد مستخدمي منصة "إكس": "نظام التعرف على الوجه الذي اشترته قوات الحرس الثوري من الصين لتعقّب المتظاهرين في احتجاجات مهسا أميني، ومعه آلاف كاميرات المراقبة التابعة للبلدية، لم يتمكن حتى الآن من التعرف على إلهه حسين نجاد".
وأضاف مستخدم آخر: "عندما تسقط حجاب امرأة في شارع ما، يتم إرسال رسالة كشف الحجاب خلال خمس دقائق. أما هذه الفتاة فقد سلكت الطريق بأكمله، وقفت تحت الكاميرا، ركبت سيارة، ومع ذلك لم تُسجّل لها أي صورة؟ ماذا تظنون بنا؟".
وكتب أحد المواطنين: "كيف تمكّنتم من القبض على فتيات رقصن في فيديو خلال 24 ساعة؟ طبّقوا نفس الوسائل للعثور على هذه الفتاة المختفية!".
أما مستخدم آخر على "إنستغرام" فكتب بسخرية: "أنصح عائلة حسين نجاد بنشر صورة أو فيديو لإلهه وهي لا ترتدي الحجاب في وسائل التواصل. تأكدوا أنه خلال ساعات سيتم العثور عليها واعتقالها، ويمكنكم حينها متابعتها في السجون ومراكز الاحتجاز. على الأقل ستعرفون مكانها".
وقالت مجموعة "ثورة نسائية" على منصة "إكس": "إلهه حسين نجاد ليست مجرد اسم. إنها تمثل آلاف النساء والفتيات اللاتي اختفين في ظلام النظام".
حالات مشابهة في الماضي
وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها اختفاء امرأة في إيران ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
قضية اختفاء "سما سميران جهانباز"، الفتاة البالغة من العمر 22 عامًا من أصفهان، كانت واحدة من أبرز القضايا التي أُثيرت في السنوات الأخيرة.
سما، وهي طالبة جامعية من أصفهان، اختفت في يوليو (تموز) 2022 عندما كانت مع عائلتها في زيارة لأقاربهم في مدينة شيراز، وذهبت يوم 16 يوليو إلى منطقة معالي آباد.
وفي مكالمة هاتفية قصيرة مع والدتها، قالت إنها ستعود إلى المنزل خلال 10 دقائق، وكانت هذه آخر مكالمة لها مع العائلة.
ومنذ ذلك الحين، أُغلق هاتفها ولم يُعثر على أي أثر لها، وما زالت عائلتها لا تملك أي إجابة واضحة عن مصيرها حتى اليوم.