"فوربس": هجوم إسرائيل على إيران لن يكون محدودًا وقد يتحوّل إلى حملة عسكرية تستمر أسبوعًا

أفادت مجلة "فوربس" بأن إسرائيل تستعد لشنّ هجمات بعيدة المدى على المنشآت النووية الإيرانية. وذكرت المجلة، بعد استعراضها للسيناريوهات والتفاصيل المختلفة، أن هذا الهجوم سيتم على الأرجح إما عبر غارات جوية باستخدام مقاتلات حربية، وإما في إطار عملية "كوماندوز".

وأشارت المجلة، يوم الجمعة 30 مايو (أيار)، إلى أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتجنّب اتخاذ أي إجراء عسكري ضد إيران، طالما أن المفاوضات لا تزال جارية، وأضافت: "إن إسرائيل ستعتمد في قرارها بمهاجمة إيران من عدمه على تقييمها لمسار المفاوضات بين واشنطن وطهران".

ونقلت "فوربس"، عن مصدر أميركي مطّلع، أن احتمال تنفيذ إسرائيل هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية قد ارتفع بشكل ملحوظ، خلال الأشهر الأخيرة.

وبحسب التقرير، فقد ازدادت التكهنات حول إمكانية تنفيذ عمل عسكري إسرائيلي؛ حيث عزز مسؤولون في تل أبيب هذه الفرضيات من خلال رسائل واضحة وسرية.

ومن بين الأدلة، التي تدعم هذا الاحتمال، عمليات التنصت على الاتصالات الداخلية في إسرائيل، ومراقبة التحركات العسكرية فيها؛ حيث تشير إلى وجود نية للهجوم على مواقع داخل إيران.

واستنادًا إلى هذه المعلومات، فُسرت بعض التحركات الإسرائيلية الأخيرة، من بينها نقل أسلحة جوية، على أنها جزء من الاستعدادات لعملية عسكرية محتملة.

وأوردت التقارير الإعلامية، في الأيام القليلة الماضية، تصاعد استياء إسرائيل من مسار المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، إلى جانب تنامي الحديث عن احتمال شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.

وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، يوم الجمعة 30 مايو الجاري، أن عدة وزارات إسرائيلية عقدت مؤخرًا اجتماعًا سريًا لمراجعة مدى الجاهزية للتعامل مع سيناريو الهجوم المحتمل على إيران، وكذلك ردة فعل طهران على هذا الهجوم.

دور المقاتلات الإسرائيلية في الهجوم المحتمل على إيران

نقلت "فوربس"، عن موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران لن يكون محدودًا أو لحظيًا، بل سيكون جزءًا من حملة عسكرية قد تستمر على الأقل لمدة أسبوع.

ولا يزال غير واضح ما إذا كانت إسرائيل تسعى من خلال هذه العملية فقط إلى شن هجمات محدودة ومتكررة على منشأتي "نطنز" و"فوردو" النوويتين؛ لوقف نشاطاتهما مؤقتًا، أم أن هدفها أوسع من ذلك.

وتشير بعض السيناريوهات إلى أن إسرائيل قد تستخدم مقاتلاتها من طراز "F-35" لتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، تمهيدًا للطريق أمام هجمات واسعة النطاق تشنها مقاتلات"F-15"، و"F-16" .

وهناك احتمال أيضًا بأن تكون لدى إسرائيل خطة مختلفة تمامًا.

عملية "كوماندوز" إسرائيلية ضد إيران

وتناولت "فوربس" كذلك سيناريو تنفيذ عملية "كوماندوز" إسرائيلية محتملة داخل إيران، وذكرت أن الجيش الإسرائيلي سبق أن نفذ في 8 سبتمبر (أيلول) الماضي عملية مشابهة تحت اسم "طرق متعددة".

وخلال هذه العملية، هاجمت القوات الخاصة الإسرائيلية منشأة تحت الأرض لإنتاج الصواريخ، تابعة للنظام الإيراني، بُنيت داخل جبل قرب مصياف، في شمال غرب سوريا.

ونُفّذت العملية بدعم من غارات جوية، ونُقلت قوات "الكوماندوز" بالمروحيات إلى الموقع. وقد تدخلت القوات بسرعة، ودمرت المنشأة، وزرعت متفجرات بداخلها، انفجرت بعد مغادرتهم للموقع بقليل.

ومع ذلك، شدّدت "فوربس" على أن العديد من الإشارات القادمة من إسرائيل، بما في ذلك التحركات العسكرية والرسائل العلنية والسرية، قد تكون في الواقع جزءًا من استراتيجية ضغط على إيران، لدفعها نحو التراجع عن أجزاء رئيسة من برنامجها النووي.

وتكشف هذه المعطيات أن معادلات اتخاذ القرار في الملف النووي الإيراني لا تزال معقدة وغير مستقرة، وأن البيت الأبيض يواجه وضعًا متغيرًا ومتقلبًا.