الاستخبارات النمساوية: إيران تسعى بنشاط لسلاح نووي لتعزيز هيمنتها الإقليمية

نقلت شبكة "فوكس نيوز" عن تقرير استخباراتي جديد صادر عن السلطات النمساوية أن إيران تواصل بشكل نشط تطوير برنامجها للأسلحة النووية؛ وهو برنامج يُمكن استخدامه، وفق ما ورد في التقرير، في إطلاق الصواريخ بعيدة المدى.

وأفادت "فوكس نيوز" بأن هذه النتائج المثيرة للقلق تتعارض مع تقييم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في الولايات المتحدة (ODNI).

وكانت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، قد أعلنت في جلسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي في مارس (آذار) الماضي أن المجتمع الاستخباراتي الأميركي "لا يزال يعتقد أن إيران لا تصنع سلاحًا نوويًا، وأن المرشد علي خامنئي لم يُفعّل البرنامج النووي العسكري الذي عُلّق عام 2003".

تقرير الاستخبارات النمساوية

غير أن مكتب حماية الدستور الفيدرالي في النمسا، الذي يُعد نظير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي في مجال الأمن الداخلي، أصدر يوم الاثنين 26 مايو (أيار) تقريرًا استخباراتيًا جاء فيه: "إيران تسعى لإعادة تسليح كبرى بهدف ترسيخ طموحاتها الإقليمية، بما في ذلك السعي للحصول على أسلحة نووية من أجل تحصين النظام ضد أي هجوم عسكري وتعزيز هيمنته في الشرق الأوسط وخارجه".

وذكرت "فوكس نيوز"، التي حصلت على نسخة من التقرير، أن التقرير أشار أيضًا إلى أن برنامج إيران النووي العسكري قد وصل إلى مراحل متقدمة، وأن طهران تمتلك ترسانة متنامية من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية.

كما ورد في التقرير المكوّن من 211 صفحة والذي اطّلعت عليه "فوكس نيوز" ديجيتال، أن "طهران أنشأت شبكات متقدمة للالتفاف على العقوبات، وقد استفادت روسيا من هذه الشبكات أيضًا".

وأشارت "فوكس نيوز" إلى أن هذه المعلومات الاستخباراتية الجديدة قد تُعقّد مسار المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني، ذلك أن التقرير يشير بوضوح إلى أن طهران لا تنوي التخلي عن طموحها في امتلاك السلاح النووي.

وفي رد على التقرير، قال مسؤول في البيت الأبيض لفوكس نيوز ديجيتال: "الرئيس ترامب ملتزم بأن لا تمتلك إيران أبدًا سلاحًا نوويًا أو القدرة على تصنيعه".

نظام راع للإرهاب

وتطرّق التقرير إلى حجم التهديد الذي تمثله طهران للديمقراطية في النمسا، حيث ورد ذِكر إيران 99 مرة، ووصفت بأنها "نظام راعٍ للإرهاب ويمتلك برنامجًا غير قانوني للأسلحة النووية".

وأشار التقرير إلى أن فيينا تحتضن واحدة من أكبر السفارات الإيرانية في أوروبا، والتي ينشط فيها عناصر استخبارات إيرانيون تحت غطاء دبلوماسي.

وجاء في التقرير كذلك أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية تمتلك خبرات واسعة في الالتفاف على العقوبات، وشراء المعدات العسكرية، والتكنولوجيا الحساسة، والمواد المستخدمة في إنتاج أسلحة الدمار الشامل.

وذكّر التقرير بحادثة أسد الله أسدي، الدبلوماسي الإيراني الذي كان يعمل في السفارة الإيرانية في فيينا، والذي حُكم عليه في 2021 من قِبل محكمة بلجيكية بتهمة التخطيط لتفجير اجتماع للمعارضة الإيرانية (منظمة مجاهدي خلق) في ضواحي باريس عام 2018، وهو الاجتماع الذي حضره رودي جولياني، العمدة السابق لنيويورك والمحامي الشخصي لدونالد ترامب.

الاختلاف بين تقييمات الاستخبارات

ديفيد أولبرايت، الفيزيائي النووي ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، علّق على التباين بين تقييمات الاستخبارات الأميركية والنمساوية، قائلًا: "تقرير الاستخبارات الأميركية عالق في الماضي، وهو امتداد لتقييم خاطئ وغير سري صدر عام 2007".

وأضاف: "التقرير النمساوي يشبه إلى حد كبير تقييمات ألمانيا وبريطانيا. فهاتان الدولتان أخبرتا المجتمع الاستخباراتي الأميركي عام 2007 بأن تقييمه بأن إيران أوقفت برنامجها النووي العسكري في عام 2003 كان خاطئًا".

وأوضح أن التقييم الألماني نُقل عبر رئيس محطة الاستخبارات الفيدرالية الألمانية (BND) في واشنطن آنذاك، وأن المعلومات البريطانية جاءت عبر مسؤول بارز في ملف منع الانتشار النووي.
واختتم أولبرايت تصريحه قائلًا: "نتائج التقرير النمساوي بشأن استمرار البرنامج النووي العسكري الإيراني واضحة ومقلقة للغاية".

رفض أميركي للتعليق

ورفض المتحدث باسم مكتب الاستخبارات الوطنية الأميركية التعليق على التقرير، كما لم ترد وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي على استفسارات "فوكس نيوز" ديجيتال.

وكانت "فوكس نيوز" ديجيتال قد نشرت في عام 2023 وثائق استخباراتية تُظهر أن إيران حاولت الالتفاف على العقوبات الأميركية والأوروبية للحصول على التكنولوجيا اللازمة لبرنامجها النووي العسكري، وأنها تسير باتجاه اختبار قنبلة نووية.

ووفقًا لتقارير أجهزة الاستخبارات الأوروبية، فإن إيران واصلت محاولاتها للحصول على التكنولوجيا المستخدمة في برامج الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية، سواء قبل اتفاق عام 2015 أو بعده.

وأشار التقرير النمساوي أيضًا إلى إرسال إيران للأسلحة إلى جماعات مصنفة كإرهابية من قبل الولايات المتحدة، مثل حماس وحزب الله والميليشيات السورية.