"وول ستريت جورنال": على طهران إدراك أن وقت وداع تخصيب اليورانيوم قد حان

اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو "أداة الضغط الأفضل" للرئيس الأميركي، ترامب، على إيران، مضيفة أن التهديد بهجوم إسرائيلي هو "مفتاح أي اتفاق نووي يستحق التوقيع"، وأن "على طهران أن تدرك أن وقت وداع التخصيب قد حان".
وأكدت هيئة تحرير الصحيفة، في مقال افتتاحي نشرته مساء الخميس 29 مايو (أيار)، أن الولايات المتحدة لا تزال بحاجة إلى التلويح بالعمل العسكري من أجل الوصول إلى اتفاق مجدٍ مع النظام الإيراني في المفاوضات الجارية.
وبحسب ما جاء في المقال، فإن "رئيس وزراء صارمًا مثل نتنياهو ليس عقبة أمام الدبلوماسية الأميركية، بل هو أفضل أداة يمتلكها ترامب في المفاوضات. يجب أن تدرك الحكومة الإيرانية أنه طالما لم تتخلّ عن قدرتها على تخصيب اليورانيوم، وهو الطريق نحو صنع القنبلة، فإن التهديد بالعمل العسكري سيبقى مطروحًا على الطاولة. وإذا لم تتراجع طهران، فعليها أن تعلم أن كبح جماح إسرائيل لن يكون ممكنًا".
وذكّر المقال بتصريحات أدلى بها ترامب لمجلة "تايم" في أبريل (نيسان) الماضي، عندما سئل عمّا إذا كان يخشى أن يدفعه نتنياهو نحو الحرب مع إيران، فقال: "لا. يبدو من سؤالك كأنه يرغمني على الذهاب إلى الحرب، بينما في حال لم يحصل اتفاق، سأكون أنا من يبادر. على إيران ألا تنسى هذا الأمر".
وأضافت هيئة تحرير الصحيفة: "الفكرة الجديدة، التي طرحتها طهران مؤخرًا، بحسب وكالة "رويترز"، هي أنها مستعدة لوقف تخصيب اليورانيوم مؤقتًا، بشرط أن تفرج الولايات المتحدة عن الأصول الإيرانية المجمدة، وأن تعترف بحق طهران في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية ضمن اتفاق سياسي، قد يفضي لاحقًا إلى اتفاق نووي شامل".
ولكن الصحيفة نظرت بعين الريبة إلى هذا الاقتراح، وكتبت: "قد يُغلِق نافذة ضعف إيران قبل أن يصل هذا الاتفاق إلى أي نتيجة، وليس واضحًا ما إذا كانت طهران ستقدم في النهاية على تقديم أي تنازلات ملموسة. قبول واشنطن بإطار أولي غير ملزم يمكن أن يحسّن الاقتصاد الإيراني دون رفع العقوبات رسميًا، وفي الوقت نفسه يمنح إيران فرصة لإبقاء برنامجها النووي في الظل، من خلال إطالة أمد المفاوضات الفنية. فقد قامت بالأمر نفسه سابقًا في الفترة ما بين 2003 و2005".
وتابعت: "الأهم من عيوب اقتراح طهران الجديد هو الإشارات، التي تظهر تراجع النظام الإيراني عن خطوطه الحمراء السابقة. فقد سبق أن صرّح مسؤولوه بأنهم لن يتفاوضوا أبدًا مع ترامب، قاتل قاسم سليماني (كما يراه قادة إيران)، وها هم الآن يتفاوضون. وسبق أن قالوا إنهم لن يوقفوا التخصيب أبدًا، وهم الآن يتحدثون عن وقف مؤقت".
وورد في المقال: "وهذا في حد ذاته بداية. وبحسب ما قاله المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بهنام بن طالبلو، فإن إيران لم توقف التخصيب داخل البلاد ليوم واحد منذ أبريل 2006. فإذا كانت اليوم مستعدة لذلك، فهذا يدل على أنها تدرك تمامًا ضعف موقفها الحالي، وهو الموقف الذي نتج عن تدمير أفضل منظوماتها للدفاع الجوي وهزيمة اثنين من جيوشها بالوكالة على يد إسرائيل".
وأشارت هيئة تحرير الصحيفة إلى أن "الرسالة الأساسية لترامب هي أن عليه التمسك بموقفه. فقد وصف نوع الاتفاق الذي يتوقعه، يوم الأربعاء الماضي، قائلاً: يجب أن نتمكن من إجراء عمليات تفتيش، وأن نأخذ ما نريد، وندمّر ما نريد. وهذا يعني نزع سلاح حقيقي، خصوصًا فيما يتعلق بأجهزة الطرد المركزي؛ ومثل هذا الأمر يتطلب وقتًا وضغطًا اقتصاديًا، وربما ضغطًا عسكريًا أيضًا".
وختمت الصحيفة بالقول: "من المفهوم أن ترامب يريد تفادي العمل العسكري ضد إيران إذا أمكن. لكن اتفاقًا سيئًا يمهّد الطريق للملالي نحو القنبلة قد يدفع إسرائيل إلى رد عسكري. الذين يريدون تفادي المواجهة العسكرية، عليهم أن يوصلوا رسالة واضحة لطهران: لقد حان وقت وداع التخصيب النووي".